+ A
A -
تحقيق- محمد الجعبري
طرح العديد من مديري المدارس والخبراء التربويين العديد من الحلول للقضاء على أزمة تسجيل الطلاب التي ظهرت منذ بداية العام الدراسي، كذلك عملية التوزيع الجغرافي للطلاب حسب مناطق سكنهم، وكانت أولى هذه الحلول هي التوسع في إنشاء العديد من المدارس بجميع المراحل التعليمية، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة ونقصاً في المدارس، مما يترتب عليه إلحاق العديد من الطلاب في مدارس بعيدة عن مناطق سكنهم.
وأكد المتحدثون لـ الوطن أن وزارة التعليم قد أعلنت عن بدء عملية التسجيل وشروط القبول منذ شهر مايو الماضي وهذا في وقت مبكر وعملت على توفير الكثير من الوقت للحيلولة دون ظهور هذه الأزمة، منوهين إلى أن آلية التسجيل الحالية جيدة ولا تتطلب أي تعديل عليها، حيث تكمن المشكلة في الإسراع في تسجيل الطلاب وتوفير المقاعد للطلاب في المدارس التي تشهد إقبالاً كبيراً من الطلاب وأولياء أمورهم.
وفي هذا الإطار أكد أحمد المحمود، مدير مدرسة قطر للعلوم المصرفية، أن الأزمة التي تشهدها المدارس حالياً في تسجيل الطلاب تكمن في نقص المدارس في بعض المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وقد ترتب على هذا وصول الكثافة الطلابية في بعض الفصول الدراسية لأكثر من 33 طالباً للصف المدرسي الواحد، بالرغم أن العدد القانوني والذي تم تصميم المبني المدرسي عليه هو 25 طالباً في الصف الواحد.
ودلل المحمود على حديثه أنه على سبيل المثال وليس الحصر منطقة الوكرة والوكير من ضمن المناطق التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة وعدداً قليلاً من المدارس، خاصة العجز في مدارس الإعدادية والثانوية، مما يترتب عليه توزيع الطلاب بمنطقة الثمامة، وهي منقطة بعيدة إلى حد ما عن سكان الوكرة والوكير، لافتاً إلى أن بعد المسافة بين المدرسة ومنزل الطالب يؤدي إلى إنهاك الطالب في أثناء ذهابه للمدرسة أو العودة منها.
إنشاء مدارس
وشدد مدير مدرسة قطر للعلوم المصرفية على أن الحل يكمن في إنشاء العديد من المدارس في تلك المناطق تكون بداية من العام الدراسي المقبل، رافضاً بعض الحلول التي اقترحها البعض بزيادة الطاقة الاستيعابية للفصول المدرسية إلى أكثر من 33 طالباً، مشيراً إلى أن هذا له تأثير سلبي على المستوى الأكاديمي للطالب ويؤدي إلى تدني مستوى المدارس، خاصة في مراحل دراسية مهمة مثل الثانوية التي تعبر عنق الزجاجة للطالب في حياته الدراسية.
ونوه أحمد المحمود إلى أن من المناطق التي تشهد نقصاً في أعداد المدارس منطقة المطار والثمامة والوكرة وأم صلال علي وأم صلال محمد كذلك أم العمد وأم لعبيرية والخريطيات، وطالب المحمود بضرورة التنسيق التام بين المدارس والوزارة وأولياء الأمور لتسجيل الطلاب وسرعة الرد على أولياء الأمور في مسألة قبول ابنه من عدمه، لافتاً إلى أن التأخر في الرد على ولي أمر الطالب من بعض المدارس يساعد في استفحال المشكلة الموجودة حالياً.
وفي توصيفه لمشكلة التسجيل في المدارس حالياً أكد الأستاذ حسن الأحبابي، مدير مدرسة صلاح الدين الأيوبي الإعدادية المستقلة للبنين، أن من الأسباب الرئيسية في ظهور هذه المشكلة الإقبال الكبير الذي تشهده بعض المدارس دون غيرها من قبل أولياء الأمور، وذلك بسبب سمعة تلك المدارس الطيبة التي تجعل ولي الأمر مصمماً على التقديم لابنه في هذه المدارس مما يخل بالتوزيع الجغرافي لتلك المدارس.
وأكد الأحبابي أنه لا بد من خطوات جادة وقوية للقضاء على مشكلة تسجيل الطلاب في السنوات المقبلة بجميع المراحل التعليمية التي تشهدها بداية العام الدراسي من كل عام، حيث يكمن الحل الوحيد في التوسع في إنشاء العديد من المدارس بالمناطق التي تشهد الكثافة السكانية الكبيرة، لافتاً إلى أن آلية التسجيل التي تقوم بها الوزارة جيدة ولا تتطلب تطويراً أو تغييراً، حيث إن الوزارة تحرص على تذليل جميع العقبات التي تعمل على تعثر العملية التعليمية.
تكاسل أولياء الأمور
وفي نفس السياق قالت الخبيرة التربوية الأستاذة أمل البوعينين، مديرة مدرسة بلال بن رباح المستقلة، أنه من أسباب ظهور مشكلة تسجيل الطلاب في بداية كل عام دراسي تكاسل أولياء الأمور في تسجيل أبنائهم منذ إعلان الوزارة عن فتح باب التسجيل لجميع المراحل التعليمية منذ أواخر العام الدراسي الماضي في شهر مايو 2016، ومع بداية العام الدراسي الحالي تحدث المشكلة بسبب تكدس البعض على تسجيل ابنه في مدرسة قد تكون اكتملت الفصول الدراسية بها ولا يوجد بها شواغر، مما يجعل إدارة المدرسة ترفض تسجيل الطلاب حتى لو كانوا تابعين للمناطق الجغرافية التي بها المدرسة وهو المبرر الذي يستخدمه البعض في الشكوى من التعليم ببعض وسائل الإعلام. وشددت الخبيرة التعليمية على أنه من الواجب والضروري للعمل على حل تلك المشكلة أن يتم إعلام أولياء الأمور جيداً بمواعيد التسجيل المبكر وآلياته سواء الإلكترونية أو المباشرة، كذلك التوسع في إنشاء المدارس الابتدائية ورياض الأطفال ببعض المناطق السكنية ذات الكثافة السكانية الكبيرة مثل منطقة معيذر والسيلية، خاصة أنها مناطق يقطن بها الكثير من الأسر ذات الأعداد الكبيرة. وأضافت أن الكثافة الطلابية في المدارس لا يمكن أن تزيد على 25 طالباً في الفصل الدراسي، وهذا يترتب عليه توزيع الطلاب في مدارس بعيدة جغرافياً عن منزله، يؤدي إلى إرهاق الطالب جسدياً وفكرياً في أثناء الذهاب للمدرسة صباحاً أو العودة بعد الظهيرة، خاصة مع الاختناقات المرورية التي تشهدها العديد من الشوارع صباحاً ومساءً.
copy short url   نسخ
26/09/2016
2453