+ A
A -
كتبت – يـارا أبو شعر
نوّه سعادة سفير جمهورية الإكوادور، السيد قبلان آبي صعب بمتانة وأهمية العلاقات القطرية-اللاتينية، قائلاً إنّ تعاون الجانبين يشمل كافة الأصعدة، حيث يجمع قطر وكل دولة من دول أميركا اللاتينية اتفاقيات تعاون متعدّدة لا يقلّ عددها عن 10 اتفاقيات وتشمل مختلف القطاعات.

وقال في اجتماعٍ لسفراء دول مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي «GRULAC» استضافه سعادة السفير الإكوادوري في مقرّ إقامته بعد توليه مسؤولية عمادة السلك الدبلوماسي اللاتيني بالدوحة، إنّ «الاستثمارات القطرية قائمة في كلّ الدول اللاتينية؛ والاستثمارات الخليجية والعربية بشكلٍ عام. وهناك تبادل زيارات على أعلى المستويات بين القيادة القطرية وقيادات أميركا اللاتينية. كما يوجد تبادل ثقافي وتعاون واسع النطاق بين الجانبين»، معرباً عن تطلّع بلاده لتعزيز هذا التعاون والارتقاء به إلى آفاق أرحب.
وأوضح السفير آبي صعب أنّ الاجتماع يهدف إلى تحضير برنامج عمل لسفراء مجموعة «GRULAC» يتضمّن: العلاقات السياسية لدول أميركا اللاتينية ودولة قطر، والعلاقات التجارية والاستثمارية بين الجانبين، كما يتضمّن عدة فعاليات ثقافية وسياحية تعزّز معرفة المجتمع القطري بأميركا اللاتينية وثقافتها وتراثها، مضيفاً أنّه «سيكون برنامجاً حافلاً يعزّز الحضور اللاتتيني في الدوحة ويمتاز بتنوّعه وتغطيته كافة المجالات».
وتوجّه سعادته بجزيل الشكر إلى سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وإلى السلطات القطرية على التعاونِ الدائم ودعمِ كلّ الأعمال والمشاريع اللاتينية بالدوحة.
وقال: «الاهتمامات والمصالح المشتركة التي تجمع الدول تُقرّب المسافات فيما بينها. وذات الأمر ينطبق على التعاون بين بلداننا ودولة قطر، حيث تسيّر الخطوط الجوية القطرية رحلات إلى العديد من دول أميركا اللاتينية، ويعمل الكثير من الشركات الأميركية اللاتينية في المنطقة، إضافةً إلى أنّ توسيع قناة بنما – وهي إحدى أهم الممرات المائية في العالم- سيساهم بشكلٍ كبير في تطوير التجارة وتسهيل وصول البضائع من بلداننا إلى المنطقة».
ورأى السفير في استحواذ الخطوط الجوية القطرية على 10% من أسهم مجموعة خطوط الطيران الأميركية اللاتينية الرائدة «لاتام»، خطوةً مهمةً تعكس انفتاح أميركا اللاتينية وترحيبها بالاستثمارات القطرية في مختلف القطاعات.
وأكد آبي صعب أنّ «أميركا اللاتينية طالما كانت قريبة من كلّ الشعوب العربية وفتحت قلوبها وأبوابها لهم جميعاً بلا أي تمييز عنصري أو ديني أو طائفي أو مذهبي. وتعاطفت دائماً مع الشعوب العربية ومع قضاياهم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ودعمتها في المحافل الدولية. وهي تحتضن اليوم أعداداً كبيرة من أبناء المجتمع العربي»، معتبراً أنّ خير دليل على هذا هو أنّ خمسة سفراء لدول أميركا اللاتينية في الدوحة هم من أصول عربية.
وقال: «الشعوب العربية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أميركا اللاتينية، ولها دورٌ فعال في بناء الدول اللاتينية وتعزيز اقتصادها، ومساهمات إيجابية في مختلف القطاعات».
وأضاف: «من المؤسف أنّ تعاطي الدول العربية مع أميركا اللاتينية ما يزال دون المستوى المنشود، ولكنّ علاقات الصداقة والتقارب بين الجانبين لطالما كانت علاقات متينة وجيدة، وخاصةً على مستوى قيادات الدول. ووجود 14 سفارة لأميركا اللاتينية في الدوحة إنّما يدلّ على متانة العلاقات القطرية-اللاتينية، ومدى احترام بلادنا لدولة قطر الشقيقة بشعبها الأبي والمنفتح والكريم. جميعنا شعرنا بأننا في وطننا ولم نشعر بالغربة قط».
ونوّه السفير بمؤتمر قمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية «ASPA» الذي اعتبره أحد أبرز آليات تعزيز التعاون العربي-اللاتيني، وملتقى للتنسيقِ السياسي بين دول كلتا المنطقتين وبحثِ سبل تطوير التعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والتعليم والسياحة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها من المجالات ذات الصلة بما يحقق التنمية الدائمة في تلك البلدان.
توازن تجاري
وقالت سعادة سفيرة جمهورية الأرجنتين، السيدة روسانا سيسيليا سوربالي إنّ لكلٍّ من دول أميركا اللاتينية علاقات قوية مع دولة قطر، موضحةً أنّ اجتماع السفراء اللاتينيين بالدوحة يرمي إلى تعزيز هذه العلاقات ليس مع الحكومة القطرية فحسب، بل مع المجتمع القطري أيضاً من خلال برنامج شامل يغطّي المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها.
وأشارت السفيرة إلى اهتمام بلادها بتحقيق توازنٍ في الميزان التجاري بين البلدين من خلال تصدير المنتجات الغذائية الأرجنتينية إلى الدوحة مستقبلاً، موضحةً: «ما يزال حجم التبادل التجاري بين الدوحة وبوينس آيرس دون المستوى الذي نتطلع إليه، فالميزان التجاري حالياً غير متكافئ إذ تستورد الأرجنتين احتياجاتها من الغاز الطبيعي من قطر، وقد بلغت وارداتها العام الماضي نحو 800 مليون دولار».
وأكّد سعادة السفير المكسيكي، السيد فرانسيسكو نيمبرو أهمية الاجتماعات التي تعقدها مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي «GRULAC» في كافة أنحاء العالم، من حيث إنّها «تعكس الصداقة التي تجمع دول المجموعة، وتمثّل مناسبةً لتسليط الضوء على القواسم المشتركة وبحث الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها والفرص التي بإمكانها توفيرها والتحديات التي تواجهها هذه الدول.. وهي الأهداف التي يتمحور حولها اجتماع السفراء في الدوحة سعياً إلى تعزيز العلاقات السياسية مع السلُطات القطرية وتوطيد علاقات الصداقة مع المجتمع القطري من خلال التقارب الثقافي واستعراض القواسم الثقافية المشتركة بيننا».
وأوضح السفير أنّ الاجتماع يركز على سبل تطوير التعاون القطري-اللاتيني من خلال ما يوفره الجانبان من فرص، ما يشمل التعاون في قطاعات الطاقة، والمواد الغذائية، والسياحة حيث توفر دول أميركا اللاتينية عروض سياحية جيدة جداً للقطريين.
ورداً على سؤال حول إمكانية أنْ توفر أميركا اللاتينية تأشيرة موحدة للمسافرين –ومنهم القطريون- على غرار تأشيرة الاتحاد الأوروبي، قال السفير: «قد تضع أميركا اللاتينية هذه الخطوة على جدول أعمالها، وبالفعل توجد حالياً خدمة مشابهة يقدّمها تحالف دول المحيط الهادي من خلال تأشيرة تتيح للمسافرين حرية التنقل بين دول التحالف التي تشمل كلاً من كولومبيا والمكسيك وبيرو وتشيلي».
تبادل زيارات
ونوّه سعادة سفير جمهورية كوستاريكا، السيد لويس جويلن دوننج بزيارة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى مدينة «سان خوسيه» عام 2010، معلناً أنّ فخامة الرئيس لويس جييرمو سوليس رئيس جمهورية كوستاريكا سيزور الدوحة في شهر يناير المقبل، وسيكون الرئيس الكوستاريكي الأول الذي يزور قطر.
وقال: «تجمعنا وقطر اتفاقيات تعاون تغطّي العديد من المجالات. وفيما يتعلّق بالجانب التجاري، تشكل النباتات وأزهار الزينة معظم واردات قطر من كوستاريكا، ونسعى إلى توسيع تعاوننا وتوطيد علاقاتنا مع قطر ودول المنطقة»، لافتاً إلى أنّ سفارة كوستاريكا التي افتتحت في قطر منذ ست سنوات هي السفارة الوحيدة لبلاده في منطقة الشرق الأوسط.
واستعرض السفير جانبا من المميّزات التي تجعل من أميركا اللاتينية وجهةً سياحيةً وثقافيةً واستثماريةً مثالية، ومنها التنوّع الذي ينبع من احتضانها نحو 600 مليون نسمة، ودولاً كبيرةً مثل البرازيل والأرجنتين، وأخرى صغيرة المساحة مثل كوستاريكا، ومجموعةً متنوّعةً من اللغات والأديان والأنظمة السياسية.
فرص واعدة
وأشار سعادة سفير جمهورية الباراغواي، السيد آنجل بارشيني إلى أنّ أميركا اللاتينية تشتهر بغناها بالمحاصيل الزراعية والطبيعة الخلابة والمعالم السياحية المتميزة، وأنّ التعاون القطري-اللاتيني يزخر بالفرص الواعدة التي تحقق المنفعة المتبادلة، موضحاً أنّ اجتماع السفراء اللاتينيين بالدوحة يسلط الضوء على هذه الإمكانات ويبحث سبل تطوير التعاون مع قطر من خلالها.
وذكر سعادته أنّ سفارة الباراغواي منذ افتتاحها في الدوحة قبل سنتين وهي تعمل باستمرار على توطيد أواصر العلاقات مع دولة على مختلف الأصعدة، وخاصةً الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي.
ونوّه السفير إلى أنّ فخامة الرئيس هوراسيو كارئيس رئيس جمهورية الباراغواي سيزور الدوحة العام المقبل، حيث سيلتقي وسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي في جميع المجالات، ومن بينها مجالات الاقتصاد والثقافة والرياضة.
وشدّد سعادة السفير البرازيلي بالدوحة، السيد روبيرتو عبدالله على أهمية تعزيز العلاقات السياسية بين أميركا اللاتينية والعالم العربي، منوّهاً إلى أنّ بلاده لطالما ساندت القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث اعترفت البرازيل بدولة فلسطين على حدود 1967. وأضاف أنّ «البرازيل تستضيف حالياً أكبر مجتمع سوري لبناني في العالم، حيث يعيش فيها نحو 16 مليون شخص عربي، معظمهم من سوريا ولبنان»، موضحاً أنّ بلاده تدعم التوصل إلى حلٍّ سياسيٍّ ينهي الأزمة السورية.
وأشار السفير إلى تقارب الرؤى بين قطر والبرازيل، وإلى تطلع بلاده لتعزيز تعاونها الاقتصادي مع قطر مستقبلاً بما يحقق المنفعة المتبادلة، مضيفاً: «أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي توفر فرصاً هائلة للتعاون مع قطر، وهي تحتضن دولتين اقتصادهما من أقوى 10 اقتصادات في العالم، وتتميز بموقعٍ جغرافيٍّ مناسب». كما نوّه السفير إلى أنّ مجلس التعاون الخليجي والسوق المشتركة الجنوبية «ميركوسور» يبحثان التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة.
تعاون ثقافي
وقال سعادة سفير جمهورية السلفادور، السيد جيرمو روبيو فونيس: «تكمن أهمية اجتماع سفراء دول أميركا اللاتينية في قطر في أنه يدرس كيفية تعزيز العلاقات السياسية بين الجانبين والاستفادة من الفرص الواعدة التي تحفل بها أميركا اللاتينية، لاسيما اقتصادياً وثقافياً. ونتطلّع إلى تطوير تعاوننا مع المؤسّسة العامة للحي الثقافي كتارا وتعريف المجتمع القطري أكثر على ثقافتنا وتاريخنا».
مشاريع صحّية
ولفتَ نائب رئيس البعثة بسفارة جمهورية كوبا في الدوحة، السيد جورجي يانيير كاستيانوس أورتا إلى أنّ العلاقات القطرية-الكوبية ينتظرها مستقبلٌ واعد، منوهاً بأنّ التعاون بين الجانبين في الفترة الحالية يتركّز على القطاع الصحي، ومن ثمار هذا التعاون المستشفى الكوبي في قطر، الذي يقدّم خدمات رعاية صحية متميزة وذات جودة عالية.
وأضاف: «ونحن كسفراء مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي نسعى من خلال هذا الاجتماع إلى العمل معاً للمساهمة في دعم العلاقات مع قطر واكتشاف فرص جديدة لتعزيز التعاون معها ومشاركتها خبراتنا».
تبادلٌ يقرّب المسافات
وبيّن نائب رئيس البعثة بسفارة جمهورية البيرو في الدوحة، السيد روبن إسبينوزا أنّ بلاده تشتهر بغناها بالموارد الطبيعية والمقوّمات السياحية، وأنّها تحرص دائماً على تطويرِ تعاونها مع قطر، ومشاركةِ المجتمع القطري موروثها الثقافي، وتقريبِ المسافات بين البلدين.
وأشار إلى أنّ «سفارة البيرو في الدوحة منذ افتتاحها في الدوحة عام 2011 وهي تبذل جهوداً حثيثةً في المجال الثقافي، ونأمل في مزيدٍ من التعاون والتقارب بين قطر وأميركا اللاتينية».
ونوّه القائم بأعمال سفارة جمهورية بنما بالدوحة، السيد أوريستو ساندوفال بلقاء سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفخامة الرئيس خوان كارلوس فاريلا رودريغيز رئيس جمهورية بنما الأسبوع الماضي، حيث جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتنميتها، لاسيما في مجال الاستثمار، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الدولية.
وقال: «إنّ هذه الوحدة والتواصل السلس الذي يعكسه اجتماعنا كسفراء لدول أميركا اللاتينية هو من أهم ما نمتلك، فبلادنا لديها الكثير من الإمكانات التي تحرص على مشاركتها قطر من خلال التعاون في مجالات متنوعة كالمجال السياحي والرياضي والمواد الغذائية. ونحن على ثقة بأنّ مجموعة سفراء دول أميركا اللاتينية والكاريبي برئاسة سعادة السفير الإكوادوري قبلان آبي صعب ستساهم في تحقيق الكثير من الإنجازات في مسيرة تعاون بلداننا مع قطر».
copy short url   نسخ
25/09/2016
2324