+ A
A -
كتبت – يـارا أبو شعر
أكد سعادة سفير الجمهورية القيرغيزية لدى قطر، السيّد نوران نيازاليف تطلُّع بلاده إلى زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى العاصمة بيشكك.
وقال سعادة السفير في حوارٍ مع (الوطن) إنّ فخامة الرئيس القيرغيزي وجّه دعوةً إلى سمو الأمير لزيارة قيرغيزستان، حيث رحّب سموّه بالدعوة وقال إنّه سيلبّيها خلال العام الجاري. ووصف نيازاليف الزيارة بالتاريخية، منوّهاً إلى أنّها ستكون الأولى لسموه إلى قيرغيزستان.
وثمّن سعادته جهود الجانبين لتعزيز العلاقات الثنائية والدفع بها قدماً نحو مزيدٍ من النمو، كاشفاً في هذا الصدد عن زيارةٍ سيقوم بها سعادة وزير الخارجية القيرغيزي إلى الدوحة قريباً لحضور الافتتاح الرسمي للسفارة القرغيزية التي باشرَتْ العمل منذ أيام، فيما تُواصِل سفارة دولة قطر لدى قرغيزستان -منذ إطلاقها عام 2012- جهودَها في تطوير تعاون البلدين.
ويحتفل سعادة السفير اليوم بعيد الاستقلال وبتدشين السفارة القيرغيزية، حيث أعرب عن شكره لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على دعم سموه لتأسيس السفارة، ولسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية على جهوده في هذا الإطار، ولسعادة السفير إبراهيم فخرو مدير إدارة المراسم في وزارة الخارجية لمساعدته في تسهيل كافة الإجراءات البروتوكولية التي يتطلبها افتتاح السفارة.
وقال السفير نيازاليف إنّ البلدين يجمعهما العديد من القواسم المشتركة، وأهمّها الدين الإسلامي والثقافة، لافتاً إلى أنّهما بصدد برنامج مكثف للارتقاء بمستوى التعاون الثنائي من خلال الزيارات المتبادلة والاتفاقيات المشتركة، حيث يرتبط البلدان بأكثر من عشر اتفاقيات من شأنها أن تدفع بهذا التعاون نحو آفاق أرحب، ومنها اتفاقيات للتعاون الثقافي، والتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، وتشجيع وحماية متبادلة للاستثمارات، ومنع الازدواج الضريبي.. وفيما يلي نصُّ الحوار:
كيف ترون مسيرة العلاقات بين قطر وقيرغزيستان؟
-يجمع قطر وقيرغيزستان العديد من القواسم المشتركة، وأهمّها الدين الإسلامي والثقافة المستلهَمة من أسلوب حياة الترحال التي عاشها آباؤنا وأجدادنا. كما يجمعهما تعاونٌ ناجحٌ في إطار المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. والزيارات المتبادلة بين البلدين تعطي دفعةً قويةً للتعاون الثنائي وتؤكد مدى متانة العلاقات الأخوية التي تجمعهما، وأبرزُها زيارتا فخامة الرئيس القيرغيزي ألمازبيك أتامباييف إلى قطر في عام2014 و2015، وكذلك زيارة وزير الخارجية القيرغيزي العام الماضي. وقد وجّه الرئيس القيرغيزي دعوةً إلى سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لزيارة قيرغيزستان، حيث رحّب سموّه بالدعوة وقال إنّه سيلبّيها خلال العام الجاري. وستكون هذه الزيارة التاريخية هي الأولى لسموه إلى العاصمة بيشكيك. كما سيزور سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة قيرغيزستان الأسبوع القادم لحضور مهرجان دورة ألعاب «الشعوب الرحّل» وهو من أهم الأحداث التراثية الرياضية على مستوى العالم.
افتتاح السفارة
ماذا يعني لكم افتتاح السفارة القيرغيزية بالدوحة؟
-تولي قيرغيزستان اهتماماً بالغاً بتوطيد علاقاتها وتعاونها مع العديد من الدول العربية الصديقة، وخاصةً دول مجلس التعاون الخليجي. ومن هذا المنطلق حرص فخامة الرئيس القيرغيزي ألمازبيك أتامباييف على افتتاح سفارةٍ قيرغيزية بالدوحة، وقد عيّنني العام الماضي سفيراً. ويسعدني للغاية كوني أول سفير لقيرغيزستان لدى قطر؛ إنني أعتزّ بهذا وأدرك مدى المسؤولية التي تقع على عاتقي كسفير وأسعى دائماً إلى التواصل مع الجانب القطري والمساهمة في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين والتعرّف أكثر على تاريخ وثقافة الشعب القطري. وبعد أن انتقلنا إلى المبنى الجديد للسفارة، سيتم تعيين مسؤولين مختصين بالعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والشؤون القنصلية. وآمل أنّ نقيم قبل نهاية العام الجاري مراسم الافتتاح الرسمي بحضورٍ رفيع المستوى من الجانب القيرغيزي متمثلاً بوزير الخارجية ووفدٍ لمسؤولين قيرغيزيين من مختلف القطاعات. وأتوجّه بجزيل الشكر إلى سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على دعمه تأسيسَ السفارة، وإلى سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية على جهوده في هذا الإطار، وإلى سعادة السفير إبراهيم فخرو مدير إدارة المراسم في وزارة الخارجية لمساعدته في تسهيل كافة الإجراءات البروتوكولية التي يتطلبها افتتاح سفارة، وإلى سعادة السيد خالد بن إبراهيم عبدالرحمن الحمرمدير إدارة الشؤون الآسيوية لعمله الدؤوب من أجل تطوير التعاون بين البلدين ولدعمه افتتاحَ السفارة القيرغيزية بالدوحة.
ومتى افتُتِحت السفارة القطرية في العاصمة بيشكك؟
-في عام 2012، وأنوّه هنا إلى الجهود البنّاءة لسعادة السيد محمد بن عرار النعيمي سفير دولة قطر لدى الجمهورية القيرغيزية، ونشاطه ومساهماته الإيجابية في تعزيز التعاون بين البلدين.
كيف تقيمون التعاون الثنائي ورؤيتكم لتطويره؟
-يواصل التعاون القطري-القيرغيزي نموّه، وقد وقّع الجانبان أكثر من عشر اتفاقيات من شأنها أن تدفع بهذا التعاون نحو آفاق أرحب، ومنها اتفاقيات للتعاون الثقافي، والتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، وتشجيع وحماية متبادلة للاستثمارات، ومنع الازدواج الضريبي، بالإضافة إلى العديد من الاتفاقيات المهمة التي من المنتظر أن يوقعها الجانبان في أقرب فرصة ممكنة، ومن بينها اتفاقية للتعاون بين الأكاديمية الدبلوماسية في كلا البلدين، واتفاقية للتعاون في مجال الطيران المدني. وسيشهد العام الجاري انطلاق فعاليات «أيام الثقافة القطرية» في قيرغيزستان.
الطاقة
ماذا عن تعاون البلدين في قطاع الطاقة؟
-أمامنا الكثير من الفرص الواعدة في هذا المجال، مثل الاستثمار في الطاقة الكهرومائية التي تولّدها الأنهار المنهمرة من الجبال. ورغم أنّ بلادنا قد حققت الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية، إلا أنها لا تزال تعتمد على روسيا وكازخستان ودول أخرى لتأمين احتياجاتها من النفط والغاز الطبيعي، وتسعى حالياً لتنويع مصادرها. ونأمل أنْ نتمكّن من استيراد الغاز الطبيعي القطري في المستقبل، لكنّ عدم توفّر وسيلة مناسبة لنقل الغاز يحول دون تحقيق ذلك. وربّما نتجاوز هذه العقبة مستقبلاً من خلال بناء شبكة سكك حديدية تربط دولاً مثل الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان وإيران وتركيا والعراق، على غرار الشبكة التي تربط الصين وآسيا الوسطى وأوروبا ويجري العمل على تنفيذها حالياً.
ما آفاق تعزيز العلاقات في مجال السياحة؟
-يشهد قطاع السياحة في قيرغيزستان نمواً ملحوظاً حيث يزداد عدد السياح من كافة أنحاء العالم، لاسيما من دول مجلس التعاون الخليجي. وتبذل الحكومة القيرغيزية جهوداً حثيثةً في تطوير البنية التحتية والفنادق والمحميات الطبيعية وتوفير الخدمات السياحية. يمرّ عبر قيرغيزستان أكثر من ألف نهر، وهي تحتضنُ أكثر من 3 آلاف بحيرة منها بحيرة «إيسيك كول:YSYK-KUL» التي تُعدُّ ثاني أكبر بحيرة جبلية في العالم، وأكثر من 90 % من أراضي قيرغيزستان أراضٍ جبلية.. هذا يزيد البلد جمالاً ويجعل السياحة فيه تجربةً فريدة على مدار العام. وقطر قطعت شوطاً طويلاً في مجال السياحةونجحت في جذب العديد من السياح حول العالم؛ ونحن مهتمون بالاستفادة من الخبرات القطرية في هذا المجال. وقد التقيت بمسؤولين من هيئة السياحة القطرية وطرحت عليهم فكرة إنشاء مكتب في العاصمة بيشكك لاستقطاب سياح من قيرغيزستان وكازخستان وطاجيكستان والعديد من دول آسيا الوسطى.
معفيون من التأشيرة
وماذا عن إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول لقيرغيزستان؟
-لا يحتاج المواطنون القطريون إلى تأشيرة لدخول قيرغيزستان، حيث وقّع البلدان في عام 2014 اتفاقية لإعفاء حملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة من التأشيرات.
ماذا عن الفرص المتاحة أمام المستثمرين القطريين في قيرغيزستان؟
-هناك آفاق رحبة للاستثمار في مختلف المجالات، كالاستثمار في مجال الطاقة بإطلاق مشاريع لبناء محطات لتوليد الكهرباء، والاستثمار في التعدين حيث تشتهر بلادنا بثرائها بالموارد الطبيعية كالذهب ومعادن نادرة، والاستثمار في قطاع السياحة من خلال مشاريع لتطوير البنية التحتيةوبناء فنادق ومنتجعات بقيرغيزستان، والاستثمار في قطاع الزراعة حيث بإمكان المستثمرين القطريين الاستثمار في سلسلة كاملة تبدأ بالزراعة، فجني المحاصيل الزراعية، وتغليفها أو تعليبها أو حتى ربّما تحوليها إلى عصائر مثلاً، ومن ثمّ تصديرها.. بهذه الطريقة يضمن المستثمر القطري جودة المنتج والعوائد المالية. ويلقى الاستثمار في الزراعة ببلادنا إقبالاً ملحوظاً لدى الجانب القطري. وقد اجتمعتُ والسيد خالد مبارك الدليمي الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة حصاد الغذائية، مؤخراً وطرحت عليه إمكانية أن تستثمر الشركة في القطاع الزراعي. كما شهد العام المنصرم زيارات لمسؤولين من شركة «حصاد الغذائية» وشركة «الميرة» إلى قيرغيزستان، وقد أبدوا ترحيباً باستيراد المحاصيل الزراعية القيرغيزية لكنّ عدم توفر خط جوي مباشر يشكّل عقبةً أمام هكذا تعاون.
خط جوي مباشر
ومتى سيتم إطلاق خط جوي مباشر بين الدوحة وبيشكك؟
- نبحث هذه المسألة حالياً مع الجانب القطري. وقد أبدى سمو الأمير اهتماماً بهذه الخطوة عندما طرحتُها أمامه خلال لقائي به. كما أنّ فخامة الرئيس القيرغيزي يدعمها بشدّة. وقد اجتمعتُ مرّتين مع سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات لمناقشة إطلاق خط مباشر بين عاصمتي البلدين، وأعرب أيضاً عن دعمه لهذه الخطوة وأهميتها. إنّ الرحلة من الدوحة إلى بيشكك ستستغرق أقل من ثلاث ساعات، وأتطلّع إلى الاجتماع بكلٍّ من سعادة السيد عبدالله بن ناصر تركي السبيعي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، والسيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، لمناقشة هذه الخطوة المهمة التي من شأنها أنْ تربط قطر بآسيا الوسطى.
ما عدد أفراد الجالية القيرغيزية في قطر؟ وفي أي القطاعات يعملون؟
-لا تتوفر لدينا حالياً إحصائية دقيقة، لكنّ عددهم يقارب 4 آلاف قيرغيزي. ولهم مساهمات بنّاءة في العديد من المجالات، ومنها مجال الخدمات والفنادق والمحلات التجارية والخطوط الجوية القطرية ومؤسسة قطر و»OOREDOO».
عيد الاستقلال
تحتفل بلادكم اليوم بعيد الاستقلال، فماذا تحمل هذه الذكرى من معانٍ وطنية لدى الشعب القيرغيزي؟
- نحتفل اليوم بمرور ربع قرنٍ على استقلال الجمهورية القيرغيزية التي كانت قبل عام 1991 ضمن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. ويحمل هذا اليوم بالنسبة للشعب القيرغيزي أسمى معاني الحرية والنضال، فنحن نعتز -بعد 25 عاماً- بنجاحنا في حماية استقلالنا والحفاظ عليه وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لبلادنا على كافة الأصعدة، إذ بدأت الجمهورية القيرغيزية فورَ استقلالها بإحداث تغييرات جذرية في الاقتصاد بهدف الانتقال من الاقتصاد السوفياتي إلى السوق الدولية، وكانت أول دولة مستقلة عن الاتحاد السوفياتي تطلق عملة وطنية، وأطلقت استراتيجية وطنية لتحقيق التنمية المستدامة، وأثبتت مكانتها في المجتمع الدولي كعضو فاعل ومسؤول، وحصلت على عضوية في الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة الأمن الجماعي، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والعديد من المنظمات الدولية المهمة. إنّنا نعتز كذلك بمساهماتنا في حلّ النزاعات وحفظ السلام في إطار عضويتنا بالمنظمات الدولية.
copy short url   نسخ
31/08/2016
1853