+ A
A -
تحقيق- أكرم الفرجابي
أرجع عدد من المواطنين والمقيمين الازدحام في مدارس تعليم قيادة السيارات إلى قلة المدارس نفسها؛ حيث يشتكي الملتحقون بتلك المدارس، من طول فترة الانتظار بعد التسجيل فيها، التي قد تصل إلى أكثر من ثلاثة أشهر، هذا بالإضافة إلى الفترات المتباعدة جداً بين الاختبار والآخر، فضلاً عن عدم وضوح أسباب ذلك التأخير، وضبابية الآلية التي على أساسها يتم تحديد مواعيد الاختبارات؛ حيث أبدى عدد من رواد مدارس القيادة ،في حديثهم مع الوطن، استنكارهم لطول الفترة الزمنية للاختبار بصفة عامة، والتي قد تصل من بداية التسجيل حتى الحصول على الرخصة إلى عام كامل أو أكثر، ورغم ما تستهدفه تلك الإجراءات من ضرورة كفاءة قائدي السيارات نظرياً وعملياً فإن ارتفاع التكاليف والتعنت في كثير من الأحيان في منح الرخصة أصبح شكوى حقيقية تحتاج إلى إعادة نظر في كثير من تلك الملاحظات.
فسعر الدورة الواحدة «مدتها 40 ساعة بواقع ساعة يومياً» تصل إلى «3400» ريال، بالإضافة إلى رسوم الامتحان، وتلك التي تدفع قبل كل اختبار، مع تكاليف تجديد التصريح كل ثلاثة أشهر، كما يواجه المتقدمون لتعليم السياقة مشكلة عدم ملاءمة توقيت الامتحان الذي يكون عادةً في السادسة فجراً أو الثانية بعد الظهر.
معاناة حقيقية
يحكي محمد- مقيم عربي- يتدرب في إحدى مدارس تعليم قيادة السيارات بالدوحة عن المعاناة التي يمر بها للحصول على رخصة القيادة؛ قائلاً، في حديثه مع الوطن،: سجلت بإحدى مدارس تعليم قيادة السيارات للحصول على الرخصة في منتصف شهر مايو الماضي، وسددت مبلغ «3400» ريال كرسوم لدورة كاملة مدتها «40» ساعة بواقع ساعة يومياً، وقال لي أحد الموظفين إنني سأنتظر إلى أن يتم الاتصال بي من قبل المدرسة، حسب دوري في التعليم، حتى يتم تحديد موعد الالتحاق بحصص النظري، وخلال تلك الفترة كنت دائماً على اتصال بالمدرسة لتذكيرهم حتى يتم تقديم الموعد، وبعد أكثر من شهر ونصف الشهر تم استدعائي لدخول حصص النظري، مؤكداً أنه لولا إلحاحه واتصاله المستمر لكان تم تحديد الميعاد في وقت أطول من فترة الثلاثة شهور.
وأضاف: بعد أن حضرت أربع حصص في كيفية التعامل مع الإشارات دفعت مبلغ «50» ريالاً وسجلت للامتحان النظري، وتم تحديد موعد الامتحان في الساعة السادسة فجراً، واجتزت الامتحان النظري، بعدها بشهر تقريباً تم الاتصال بي مرة أخرى من قبل المدرسة للالتحاق بحصص العملي، وبعد الحصول على عدد من الحصص العملية دفعت رسوم التسجيل لامتحان «ال» و«الباركينج» واجتزته أيضاً، لكن تفاجأت بالمدرسة تطلب مني دفع مبلغ «150» ريالاً لتجديد تصريح التدريب، لأنني قضيت مدة الثلاثة أشهر المحددة للتصريح دفعت المبلغ، والآن في انتظار اتصال من المدرسة لمعاودة مزاولة الحصص العملية استعداداً لامتحان الشارع.
في سياق متصل يقول أحد المتدربين، مفضلاً حجب اسمه،: بعد فترة انتظار امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر، دخلت اختبار الإشارات ولكني لم أتمكن من اجتيازه فتم تحديد موعد آخر لي بعد الاختبار الأول بنحو شهر ونصف الشهر تقريباً، وهذه المرة لقد استطعت اجتيازه، بعدها تم تحديد موعد آخر لاختبارات «ال» و«الباركينج» بعد نحو شهرين، وأيضاً لم أستطع اجتيازه منذ الوهلة الأولى، لذلك تم تحديد موعد آخر بعد نحو شهرين، واستطعت اجتياز الاختبار في المرة الثانية، إلى أن وصلت إلى آخر اختبار، وهو اختبار الشارع الذي رسبت فيه، ثم تم تحديد موعد آخر لي بعد شهرين ونصف الشهر، ودخلت اختبار الشارع للمرة الثانية ولم أستطع اجتيازه، وها أنا منتظر تحديد موعد آخر للاختبار، مؤكداً أنه منذ أن قام بالتسجيل في مدرسة القيادة وحتى الآن استغرق قرابة العام ولم يحصل على الرخصة ولا يعلم متى سيحصل عليها رغم أنه يقود جيداً، إلا أن الإجراءات هنا طويلة جداً والفترات الزمنية بين كل اختبار وآخر بعيدة جداً.
فترات زمنية
انتقد عدد كبير من رواد مدارس قيادة السيارات، في حديثهم مع الوطن، الفترات الزمنية البعيدة بين كل اختبار وآخر، مشيرين إلى أن من أهم المشكلات التي تواجه المتدربين في مدارس تعليم القيادة هي طول الفترات الزمنية بين كل اختبار وآخر والتي تمتد قرابة الثلاثة شهور، فضلاً عن صعوبة الاختبارات؛ حيث يشير كثير من المتدربين إلى الدقة غير المسبوقة والتشدد من قبل الممتحنين، والتي قد تضطر المتدرب لدخول الاختبار أكثر من مرة حتى يتم اجتيازها، ما يستغرق وقتاً أطول بسبب صعوبة اجتياز الاختبارات من أول مرة وطول الفترات الزمنية بين كل اختبار وآخر، وأضافوا أن جميع الذين تقدموا للحصول على رخصة قيادة في المدارس مروا بتلك المعاناة وتعرضوا لتلك المشاكل وقد استغرق بعضهم أكثر من عام للحصول على رخصة القيادة، مؤكدين أنه يجب تقليل الفترات الزمنية بين الاختبارات للإسراع في الحصول على رخصة القيادة، ومطالبين إدارة المرور بالتسهيل على المواطنين في إجراءات الحصول على الرخصة القطرية مع الالتزام طبعاً بإجراءات الأمن والسلامة، لافتين إلى أن صعوبة الاختبارات في إدارة المرور من أهم العوائق التي تواجه المواطن والمقيم على حد سواء للحصول على رخصة القيادة.
معايير دقيقة
من جهته قال محمد زين، مدير إحدى مدارس تعليم القيادة،: إن مسألة تأخير تحديد موعد للاختبارات وطول الفترات الزمنية بين الاختبارات لها جوانب مختلفة، فطول الفترة الزمنية لتحديد موعد الاختبار السبب فيه يرجع إلى أن مدرسة تعليم القيادة لا تستطيع تحديد موعد اختبار لمتقدم جديد للحصول على الرخصة إلا بعد تخريج المتدربين الموجودين داخل المدرسة بمعنى أنه لابد من وجود مخرجات للمدرسة أولاً ثم تحديد موعد للاختبارات الجديدة لأن المدرسة ملتزمة بعدد معين ولا تستطيع قبول متدربين جدد إلا بعد أن يتم تخريج المتدربين السابقين بسبب القدرة الاستيعابية للمدرسة، ولفت إلى أن عدد المتقدمين للحصول على الرخصة كبير جداً فنقوم في المدرسة بعمل جدول انتظار وفق أسبقية الحجز، وقد يكون جدول الانتظار به عدد كبير، ما يؤدي إلى طول فترة الانتظار، وأشار إلى أنه حسب ملاحظاته على أرض الواقع فإن من ضمن المعوقات داخل مدرسة تعليم القيادة هو قلة عدد المدربين والسبب يرجع إلى أن برنامج المرور الحالي تغير تغيراً جذرياً ففي البرنامج القديم كان أي سائق يحمل رخصة قيادة خمس سنوات يتقدم لاختبار القيادة بالمرور للعمل كمدرب، وبعد اجتياز الاختبار يحق له أن يعمل كمدرب بالمدرسة، لكن حالياً الوضع أصبح أكثر صعوبة؛ حيث حددت إدارة المرور معايير دقيقة جداً لاختيار المدربين، ما صعب من الحصول على رخصة مدرب وأدى ذلك إلى قلة عدد المدربين بالمدرسة مع تزايد أعداد المتقدمين للحصول على الرخصة، مشيراً أنه حاليا مطلوب نوعية جيدة جداً من المدربين.
زيادة الأعداد
من جهته أكد سالم عقيل، مدير التدريب والتطوير بإحدى مدارس القيادة، أن الفترة الأخيرة شهدت تطوراً كبيراً وزيادة في أعداد المقيمين بشكل كبير، ما أسهم في زيادة الضغط على كل مدارس تعليم القيادة للحصول على رخصة القيادة التي تعد من الضروريات في الدولة، موضحاً أن طول فترة انتظار التدريب لبعض الأشخاص يختلف من مدرسة إلى أُخرى حسب أعداد الطلبات المقدمة، وأضاف سالم: ليس صحيحاً أن هناك وساطة في تقديم الموعد أو تأخيره لأحد، ولكن هناك بعض الاستثناءات لحالات بشكل عام كما هو للشركات أو المؤسسات التي يتطلب موظفها الحصول على رخصة قيادة بشكل سريع لخطورة عمله ولحاجة تلك المؤسسات لهم بشكل كبير، فمن واجبنا أن نقدم لهم الدعم على حسب إمكاناتنا وقدراتنا وليس على حساب الأشخاص الآخرين، بمعنى أن الشخص يأتي إلى المدرسة فنقوم بتحديد موعد له بصفة فرد واحد ويحدد له اليوم والتاريخ والساعة، أما للشركات والمؤسسات فلها جدول خاص نقوم بالحجز لهم بشكل جماعي ومن هنا تكون الاستثناءات.
قلة المدارس
في المقابل يرى المواطن عبدالله المهندي، أن السبب وراء الازدحام في مدارس تعليم القيادة يرجع إلى قلة المدارس نفسها؛ حيث يؤدي عدم تكافؤ المدارس مع عدد السكان إلى طول فترة الانتظار بعد التسجيل في المدرسة، والتي قد تصل إلى أكثر من ثلاثة أشهر، هذا بالإضافة إلى الفترات المتباعدة جداً بين الاختبار والآخر.
وأضاف المهندي: إن مدارس تعليم القيادة محتكرة لدى أسماء بعينها، مطالباً الجهات المختصة بمنح التصاديق لفتح مدارس جديدة، لأن الزيادة السكانية المستمرة ساهمت في الضغط على مدارس تعليم القيادة الموجودة حالياً، وليس هنالك أي حل آخر سوى زيادة عدد المدارس، ويؤكد المهندي أن زيادة المدارس سوف تتيح للمتدربين الحصول على رخصة القيادة في وقت وجيز، وسنتجنب معاناة الانتظار الطويل الذي يحدث الآن بسبب الزحمة وتكدس الذين يرغبون في الحصول على الرخصة.
copy short url   نسخ
31/08/2016
43725