+ A
A -
الدوحة - قنا - انطلاقا من دورها المتصاعد في العمل الإغاثي والإنساني حول العالم، ساهمت دولة قطر من خلال صندوق قطر للتنمية بالمشاركة في إطلاق «صندوق العيش والمعيشة» الذي يعد أكبر مبادرة تنموية في الشرق الأوسط، تعمل على تحسين نماذج التمويل والشراكة المبتكرة، وتركز على قضايا الفقر المدقع ودعم السكان المهمشين بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقد تم تأسيس صندوق العيش والمعيشة، بالتعاون مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وعدد من الشركاء الإقليميين والدوليين.
ولدى إطلاق «العيش والمعيشة» في شهر أبريل من العام 2016، ساهمت دولة قطر ممثلة بصندوق قطر للتنمية في رأس مال الصندوق بمبلغ 50 مليون دولار أميركي، من إجمالي رأس المال المقدر بـ 500 مليون دولار، ويوفر الصندوق للدول النامية تمويلات تنموية تقدر بمبلغ ملياري دولار.
وخلال ترؤس صندوق قطر للتنمية لإدارة صندوق العيش والمعيشة خلال الفترة من مارس عام 2019 وحتى مارس المنصرم، عمل صندوق قطر للتنمية خلال تلك الفترة على ترجمة رسالة صندوق العيش والمعيشة بتوفير الأدوات المالية التنموية للبلدان النامية والبلدان الأشد فقراً في العالم الإسلامي، وذلك عبر شراكات تمويلية إقليمية ودولية متعددة الأطراف.
وتتلخص رسالة صندوق العيش والمعيشة في مساعدة الدول الأشد فقرا من البلدان النامية الأعضاء، عبر تمويل مجالات الرعاية الصحية والزراعة وتنمية البنية التحتية الأساسية.
وتأتي مساهمة صندوق قطر للتنمية في تأسيس ودعم صندوق العيش والمعيشة في إطار الدور الرائد الذي تلعبه دولة قطر في تحسين أوضاع الشعوب النامية في العالم الإسلامي، من خلال الاستثمار في قطاعات الصحة والزراعة والبنية التحتية الأساسية، بجانب تعزيز مساعي الدولة في المساعدات التنموية بمناطق مختلفة من العالم، فضلاً عن تعزيز جهود تلك الدول في تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية، إلى جانب دور دولة قطر في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية في جميع أنحاء المعمورة.
وفي هذا السياق، أكد السيد علي عبدالله الدباغ، نائب المدير العام للتخطيط الاستراتيجي الذي ترأس لجنة الأثر الخاصة في صندوق العيش والمعيشة بين مارس 2019 ومارس 2020 في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، على دور دولة قطر واهتمامها البالغ بالتنمية الدولية، ومساعيها في تعزيز الصحة والتعليم والتنمية الزراعية ودعم كافة المبادرات التي تصب في تلك المساعي، ما يؤدي إلى تعزيز وتحفيز العملية الإنتاجية في البلدان النامية.
وأشار الدباغ إلى أن مساهمة صندوق قطر للتنمية في تأسيس صندوق العيش والمعيشة، ينبع من الأهمية البارزة لإيجاد آلية فعالة لانتشال السكان المحرومين من دائرة الفقر، بجانب مساعدة الدول النامية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف: «يعتبر صندوق العيش والمعيشة أكبر مبادرة تنموية في الشرق الأوسط، كما أنه يعمل على تحسين نماذج التمويل والشراكة المبتكرة وذلك بغية تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومساعدة الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية، على تحقيق تلك الأهداف عبر ما يمتلكه الشركاء من خبرات عملية كبيرة في تعزيز القطاعات المستهدفة».
الرؤية المستقبلية
وحول الرؤية المستقبلية للصندوق ومجالات التطوير مستقبلاً، أشار السيد مسفر حمد الشهواني، نائب المدير العام للمشاريع التنموية في صندوق قطر للتنمية في تصريح مماثل لـ «قنا»، إلى التطور الذي شهده صندوق العيش والمعيشة وتحسنه بصورة مطردة منذ إنشائه، حيث أثبت قدرته على إدراك وتلبية توقعات كل من المجموعة المانحة والبلدان المستهدفة، كما أنه رسخ مكانته في المحيط الدولي باعتباره رائداً فكرياً.
وتابع السيد الشهواني قائلاً: «ندعم تطلعات صندوق العيش والمعيشة نحو تنويع قاعدة الجهات المانحة مع الحفاظ على توجه الصندوق نحو استهداف مجالات الصحة والزراعة والبنية التحتية الأساسية، كما أن الصندوق يسهم إلى جانب ما سبق، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، باعتباره وسيلة مهمة، ويقدم المساعدة للدول المتلقية، وذلك لتحقيق أهدافها الوطنية للتنمية.
وأشاد في ذات السياق بآلية عمل الصندوق وما تتسم به من انفتاح وشفافية، مضيفا: «تضمن آلية العمل الاخذ بعين الاعتبار كافة التعليقات والمداخلات البناءة بما ينعكس بشكل واضح على الإجراءات المتخذة من جانب الإدارة، بجانب التعاون المثمر بين إدارة مجموعة البنك الإسلامي للتنمية وما تتخذه من خطوات كبيرة في سبيل ضمان ترسيخ أهداف صندوق العيش والمعيشة والذي تضعه ضمن صميم اهتماماتها».
وحول مدى مواءمة الرؤى والاستراتيجيات بين صندوق قطر للتنمية وصندوق العيش والمعيشة والبنك الإسلامي للتنمية، أشار السيد مسفر الشهواني إلى أن صندوق قطر للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية يضطلعان بالعمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وجعل العالم مكانًا أفضل، كما يسعيان من خلال عملهما إلى فتح أبواب الأمل والسلام والعدالة في وجه من يتعذر عليهم الحصول على الحقوق الأساسية والفرص المتكافئة. وتابع: يقدم صندوق العيش والمعيشة سبل التركيز المطلوبة للتعامل مع الفقر المدقع في المنطقة الإسلامية، وهنا يبرز دور الصندوق باعتباره وسيلة للاستفادة وتبادل المعرفة وكذلك وسيلة للعمل داخل قطاعات متنوعة وفي دول منظمة التعاون الإسلامي.
ولفت السيد مسفر إلى تجربة صندوق قطر للتنمية في مجالي التنمية والشؤون الإنسانية، والتي استطاع من خلالها رغم حداثتها إبراز دوره الرائد، ومشاركة تلك التجربة مع الجهات المانحة الأخرى من أجل تعزيز دور صندوق العيش والمعيشة.
وأوضح في ذات السياق أن فترة رئاسة صندوق قطر للتنمية لصندوق العيش والمعيشة كانت بمثابة فرصة ليتبوأ دور القيادة في هذه المبادرة الابتكارية متعددة الأطراف، وما تحققه تلك التجربة من استفادة في تعزيز خبرات صندوق قطر للتنمية.
وحول ما حققه صندوق العيش والمعيشة منذ تأسيسه وحتى اليوم، أوضح السيد الشهواني أنه وبالرغم من حداثته النسبية، إلا أنه كان طموحاً وحقق نجاحاً كبيراً في سعيه لتحقيق التأثير المطلوب.
تحسين العمل
وتابع: «غير أنه ومثلما هو الحال مع الكيانات الجديدة، هناك الكثير لنتعلمه وطرق كثيرة لتحسين العمل، حيث تمثل أحد المجالات الرئيسية للتحسين في إيجاد طرق لتبسيط إجراءات الصندوق، وذلك لضمان إجراء عمليات التدخل المناسبة التي تدعم خطط التنمية في البلدان المستهدفة، إضافة إلى ان مجموعة المانحين ترى أهمية زيادة الزيارات الميدانية من أجل ضمان فعالية المشروعات ومدى أهميتها على الصعيد المحلي».
يذكر أن صندوق قطر للتنمية يسعى إلى تحقيق الأهداف الرئيسية للتنمية المستدامة والمتمثلة في التعليم الجيد والصحة الجيدة والرفاهية والعمل اللائق والنمو الاقتصادي.
كما يسعى الصندوق إلى التأثير بصورة كبيرة في المجالات الحيوية والهامة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة كالزراعة والصحة والبنية التحتية الأساسية والتي تُعد بمثابة وسيلة مثالية لتحقيق تلك الأهداف.
ويستمر صندوق قطر للتنمية باعتباره مساهما رئيسيا في صندوق العيش والمعيشة في لعب دوره الهام في دعم رسالة الصندوق وتأييدها.
كما يسعى صندوق العيش والمعيشة حالياً إلى ترسيخ نفسه في النطاق الدولي بخطى واثقة متمهلة من أجل تعزيز مكانته باعتباره صندوقاً فعالاً ومبتكراً في عالم التنمية.
ويواصل صندوق قطر للتنمية الاستفادة من صندوق العيش والمعيشة، باعتباره وسيطاً للتغيير في القطاعات ذات الأولوية، بجانب كونه وسيلة لتنويع البلدان التي يتم العمل فيها، وتنويع الخبرات والتجارب.
copy short url   نسخ
07/04/2020
884