+ A
A -
كتب - محمد حربي
وصف سعادة السفير تشو جيان، المحادثة الهاتفية، التي أجراها عضو مجلس الدولة الصيني ووزير الخارجية وانغ يي، مع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، بأنها كانت مهمة، تم خلالها تبادل الآراء، حول الجهود المشتركة بين البلدين، لاحتواء فيروس كورونا، التكاتف معًا لتذليل كافة المعوقات، والصعوبات، من أجل إقامة مجتمع صحي، والتأكيد على التقدير الصيني للإجراءات الوقائية الفاعلة التي اتخذتها دولة قطر، لحماية صحة الناس من الوباء، كأولوية أولى، وثقة الصينيين الكاملة في قدرة القطريين على تجاوز هذه المرحلة، أسوة بما سبق وحققته الصين، كتجربة مفيدة للعالم، تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، من محاصرة COVID-19، في نطاق، وحيز مكاني ضيق، للسيطرة والقضاء عليه، مشددا على أن الصينيين، سوف يقفون بكل قوة بجانب دولة قطر، وتبادل الإرشادات والخبرات في الوقاية والعلاج، وتقديم الدعم الفني عبر وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة، والعمل المتواصل، للسيطرة على الوباء، وكذلك البحث المشترك في الطب واللقاحات، وبناء قاعدة جديدة من العمل الثنائي المثمر بين البلدين في مجال التعاون الصحي.
وأكد سعادته، خلال مؤتمر صحفي «أون لاين»، أن الاتصال الذي جرى بين سعادة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، ووزير الخارجية الصيني، يسهم كثيرا في تعزيز علاقات الصداقة القطرية– الصينية، حيث تقدر الحكومة الصينية، والشعب الصيني، مواقف دولة قطر، والمحادثة التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، مع فخامة الرئيس شي جين بينغ، للإعلان عن المؤازرة والدعم القطري، الذي دائما ينطلق من مواقف ثابتة، وتقديم المساعدات التي تحتاج إليها الصين، منذ اللحظة الأولى لظهور وباء كورونا، عبر أسطول من الخطوط الجوية القطرية، المحملة بأطنان المواد الطبية، موضحا أنه حان وقت رد الجميل، والصينيون سوف يقومون بتقديم كافة أشكال وأنواع الدعم إلى القطريين، سواء كانت مساعدات، أو على مستوى تبادل الخبرات في تجربة مكافحة الوباء، حتى يتحقق النصر النهائي في معركة COVID-19، ومن ثم فتح آفاق جديدة للطرفين للعمل معا لبناء مجتمع صيني - قطري في الصحة العامة.
شراكة استراتيجية
وأوضح سعادة السفير، أن هناك شراكة استراتيجية بيد دولة قطر وجمهورية الصين الشعبية، في مجال الغاز الطبيعي المسال، حيث تعد الصين، من آكبر المستورين للغاز الطبيعي القطري، الذي يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويساعد الصينيين على الوفاء بالتزاماتهم تجاه قضية التغير المناخي، موضحا أن الطلب الصيني، سوف يتزايد على الغاز الطبيعي القطري، مع بداية عودة الحياة الطبيعية، واستئناف المصانع للنشاط الإنتاجي، واستكمال المسار الاقتصادي، لافتا إلى أنه قد توجهت في يوم الأربعاء الماضي، ناقلة نفط، محملة بالغاز الطبيعي القطري، في طريقها إلى مقاطعة قوانغدونغ الاقتصادية الصينية.
الخطوط القطرية
وقال سعادة السفير تشو جيان، إنه منذ 30 مارس الماضي، كانت الخطوط الجوية القطرية، أول شركة طيران في الشرق الأوسط، تستأنف رحلاتها التجارية والشحن، إلى الصين، موضحا أن هناك تنسيقا قطريا – صينيا مستمرا، بشأن تقييم حالة النقل الجوي، التي في ضوئها، وفي الوقت المناسب، سوف يتم اتخاذ قرار استئناف الرحلات، وبشكل مناسب.
توحيد الجهود
وأشار سعادة السفير تشو جيان، إلى أنه في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات من أجل تضافر وتوحيد الجهود، في جميع أنحاء العالم، بما فيها أوروبا والولايات الأميركية، لمواجهة فيروس كورونا، إلا أنه لايزال هناك البعض يحاول أن يثير الشكوك، ويشتت الانتباه، وكل الجهود المبذولة، بالشائعات، مشيرا إلى أن «COVID-19» مازال فيروسًا جديدًا، ويتطلب مزيدا من الوقت في المعامل والمختبرات البحثية، لاكتشافه، تأكيده بطبيعة الحال يتطلب وقتًا. وفقًا للتقارير، حتى 27 ديسمبر 2019، أبلغ تشانغ جيشيان، مدير قسم الرعاية التنفسية والحرجة في مستشفى هوبي للطب الصيني التقليدي والطب الغربي، عن أول ثلاث حالات مشتبه فيها.
عمليات الرصد
وأضاف سعادته، أنه في 29 ديسمبر، أمرت السلطات الصحية في هوبي ووهان مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها والمستشفيات بإجراء تحقيقات وبائية. أصدرت لجنة الصحة لبلدية ووهان في 30 ديسمبر «إخطارًا عاجلاً بشأن علاج الالتهاب الرئوي غير معروف السبب»، ثم في 31 ديسمبر، أرسلت NHC فريق خبراء إلى ووهان للقيام بعمليات الرصد، وبدأت الصين، ومن يوم 3 يناير 2020، بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية، وبلدان أخرى، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، للاطلاع على الأوضاع، وإخطارهم بكافة المعلومات المتعلقة بالوباء بشكل منتظم، ثم في يوم 7 يناير، أصدر المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية، وكذلك سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الصين تحذيرات للسفر من وإلى مدينة ووهان الصينية.
الصحة العالمية
وشدد سعادته، على أنه في 11 يناير 2020، قام المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية، بعملية تتبع لتسلسل خمسة جينات كاملة لـ COVID-19 وتبادل المعلومات بشأنها مع منظمة الصحة العالمية، حتى تم في 23 يناير، وضع ووهان تحت الحظر، وتم اتخاذ تدابير شاملة ودقيقة وغير مسبوقة، وبسرعة شديدة من الحكومة الصينية، كما اتحد الشعب الصيني، وتضافرت كافة جهوده، وأصبح على قلب رجل واحد، في المعركة، ومواجهة الوباء، حتى انتصروا جميعا عليه في النهاية، وتحققت الحياة الصحية السلمية للشعب الصيني.
التصدي لكورونا
ولفت سعادته، إلى أنه في يوم 25 يناير، أعلنت الولايات المتحدة قرار إغلاق قنصليتها في ووهان وسحب جميع الموظفين. في 2 فبراير، ومنعت الحكومة الأميركية دخول جميع الرعايا الصينيين والأجانب الذين كانوا في الصين خلال الـ 14 يومًا الماضية، معربا عن دهشته، من محاولات بعض الأميركيين تحميل الصين مسؤولية COVID-19، موضحا، أنه ليس بإلقاء اللوم على الآخرين، يتم مكافحة الوباء، الذي لم يقف عند الحدود، ولم يفرق بين الأيديولوجيات، والأعراق، بل بالتضامن، وتكاتف جهود الجميع، يمكن التصدي لفيروس كورونا وهزيمته.
تدابير فعالة
ونوه سعادته، إلى أن منظمة الصحة العالمية، قد أشادت بالإجراءات، والتدابير الفعالة، التي اتخذتها الحكومة الصينية في الوقت المناسب، والتي أسهمت كثيرا في الحيلولة، دون إصابة عشرات الآلاف من الناس، موضحا أن الكثيرين، ينظرون إلى التجربة الصينية الناجحة، على أنها يمكن أن تكون ملهمة للآخرين على مستوى المجتمع الدولي، في التعامل مع أزمة الوباء، ولاسيما الانفتاح والشفافية.
مساعدات طبية
واعتبر سعادة السفير، أنه من منطلق إيمان الصين، بوحدة المصير المشترك للبشرية، فإن الجانب الصيني، يضع كافة خبراته في مجال جهود مكافحة COVID-19، في خدمة المجتمع الدولي، والاستعداد للتعاون معه، موضحا أنه في يوم 27 مارس الماضي قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإجراء محادثة هاتفية، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، أعرب خلالها عن تقدير أميركا، للإجراءات الفاعلة، والتقدم الذي حققه الصينيون في مواجهة الفيروس، وللمساعدات الطبية، التي تم إرسالها للأميركيين، واعتبار تجربة الصينيين، مهمة للغاية، والتأكيد، على توحيد الجهود الصينية – الأميركية ضد الفيروس، لاسيما التعاون في البحث وتطوير الأدوية الفعالة ضد المرض.
تبادل الاتهامات
كما دعا سعادته، إلى ضرورة أن تتوقف عمليات اتهامات البعض للآخر، ومحاولات تحميله المسؤولية بشأن وباء كورونا، موضحا أن بعض الأميركيين، أراد أن يلصقها بالصين، من خلال استخدامه لمصطلحات ومفاهيم، مثل «الفيروس الصيني» و«فيروس ووهان»، خاصة بعد أن رفضت منظمة الصحة العالمية، هذه الاتهامات، وبالتالي فينبغي التعاون المشترك، في الحرب العالمية، ضد كورونا، لافتا إلى أن الأمور تحتاج مزيدا من الجهود لمعرفة طبيعة الفيروس.
تجربة الصينيين
وتحدث سعادة السفير تشو جيان، عن تجربة الشراكة بين الصين ودولة قطر، خلال أزمة فيروس كورونا، لتبادل الخبرة والتجربة، من أجل إمكانية احتواء الوباء، وذلك من خلال العديد من الإصدارات، التي تتضمن الإرشادات التوجيهية للوقاية والسيطرة والتشخيص والعلاج، كما تم افتتاح مركز للمعرفة عبر الإنترنت، وعقد مؤتمرات فيديو مع خبراء الصحة القطريين، لإطلاعهم على تجربة الصينيين في الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، والعلاج السريري، والحوكمة الاجتماعية.
نجاح قطري
وأكد سعادته على أهمية ونجاح الوسائل التي سارعت دولة قطر في اتخاذها لمواجهة فيروس كورونا، مثل التعبئة الوطنية، وكذلك ما يتعلق بالوقاية من أجل السيطرة الفاعلة، وعمليات الكشف، والإبلاغ، ومن ثم العزل، والمتابعة الطبية المبكرة، بالإضافة إلى تجهيز المستشفيات سريعا، موضحا أن الجانب الصيني، سوف يقوم بتقديم مساعدات كثيرة للقطريين، وخاصة الإمدادات الطبية، حيث تم في غضون أربعة أيام تلبية الاحتياجات القطرية على وجه السرعة، بتوفير نحو 4 ملايين قناع طبي و640 ألف مطهر إلى قطر، كما قدم بنك الصين وبنك الصين الصناعي التجاري فرع الدوحة مليون زوج من القفازات الطبية و7000 مجموعة من الملابس الواقية، إلى مؤسسة قطر الخيرية، كما قامت شركة طيران جنوب الصين وشركات من شنغهاي بتزويد الخطوط الجوية القطرية بما يلزم من المستلزمات الطبية، لرد الجميل فضلا عن دور الجالية، والشركات الصينية، وتعاونهم والتزامهم بالتعليمات والتدابير الاحترازية، التي دعت الحكومة القطرية، إلى الالتزام بها، وتنفيذها، من خلال حملة البقاء في المنزل لضمان عدم الإصابة.
أهم الأولويات
وقال سعادة السفير تشو جيان، إن الإجراءات والتدابير الاحترازية السريعة، التي اتخذتها دولة قطر، من أجل مواجهة فيروس كورونا، وما حققته من نجاح، يؤكد على أن الحكومة القطرية، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى – حفظه الله، تضع صحة الناس وسلامتهم على رأس الأولويات، عبر سلسلة من التوجيهات العاجلة والحاسمة، والتنسيق والتكامل المنظم بين وزارات متعددة، وخاصة وزارة الصحة العامة ووزارة الداخلية، فضلا عن المشهد الجميل الذي ظهر عليه العاملون في المجال الطبي، من التفاني، وعدم التردد في مواجهة الوباء، وتقديم الرعاية الطبية للمرضى.
دور المواطنين
مشيرا إلى أن الوقاية من الأوبئة ليست فقط مسؤوليات الحكومة والأجهزة الطبية، بل تتطلب تعاوناً شاملاً من جميع المواطنين والمقيمين، لمحاربة ومكافحة الفيروس، عبر اتباع الإجراءات والتدابير الاحترازية، والنصائح الطبية، معربا عن ثقتهم أن دولة قطر بقيادتها، وحكومتها وشعبها، قادرون على تخطي هذه المرحلة، والانتصار على الوباء.
حرب عالمية
وأشار سعادة السفير تشو جيان، إلى أن هذه الأزمة، كشفت أن هناك حربا عالمية جديدة، وجدت فيها الأمم المختلفة نفسها في مواجهة مع فيروس كورونا «COVID-19»، موضحا أن انتصار تجربة الصين الأولى في مكافحة الوباء، منح الثقة للعالم في القدرة على التصدي وحماية صحة الناس وسلامتهم، لافتا إلى أن فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، يولي منذ فترة كبيرة أهمية خاصة لقضية التعاون الدولي، وأنه خلال مؤتمر القمة الاستثنائي لمجموعة العشرين، فقد قام فخامته، بطرح 4 مقترحات، من منطلق التجربة الصينية، وهي: الحاجة إلى الحسم ضد تفشي COVID-19، وأنه ينبغي على وزراء صحة مجموعة العشرين أن يعقدوا اجتماعا في أقرب وقت ممكن، وفي نفس الوقت القيام باتخاذ إجراءات جماعية على المستوى الدولي للرقابة والمعالجة، وإجراء مناقشات بشأن إنشاء آليات إقليمية للاتصال في حالات الطوارئ، ثم الحاجة إلى دعم المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومجموعة العشرين للقيام بأدوارها، وعقد اجتماع رفيع المستوى بشأن أمن الصحة العامة الدولي في الوقت المناسب، وأخيرا الحاجة إلى تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي، ومنع الاقتصاد العالمي من الوقوع في الركود، حيث ستواصل الصين اتباع سياسة مالية استباقية وسياسة نقدية مدروسة، وتتوسع في زياة نسبة الواردات والاستثمار للمساهمة في استقرار الاقتصاد العالمي، وأن الصين ستواصل التمسك برؤية بناء مجتمع مع مستقبل مشترك، والعمل عن كثب مع المجتمع الدولي لحماية الأمن الصحي العالمي بشكل مشترك، وأنه من خلال التضامن والمساعدة المتبادلة، سوف يتم الانتصارعلى تفشي هذا المرض والانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا للبشرية.
copy short url   نسخ
04/04/2020
2829