+ A
A -
عواصم - وكالات - صار أكثر من 3,9 مليار شخص، أي ما يوازي نصف سكان العالم، مدعوين إلى البقاء في منازلهم أو مرغمين على ذلك في سياق السياسات الهادفة إلى مكافحة تفشي «كوفيد - 19»، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس أمس. وتعني هذه الإجراءات التي تتراوح بين العزل الإجباري أو الموصى به وبين حظر التجوال والحجر، أكثر من 90 دولة ومنطقة. وبلغت النسبة 50 % بعد إقرار تايلاند حظر تجوال يسري بدءاً من اليوم الجمعة.
وارتفعت حصيلة الوفيات في الولايات المتحدة إلى 5 آلاف و137 وفاة بكورونا عقب حدوث 1047 جديدة. وأعلنت البحرية الأميركية أنها تقوم بإجلاء مئات البحارة من حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية «يو اس اس ثيودور روزفلت» في جزيرة غوام في غرب المحيط الهادئ، بعد تحذير قبطانها من أن تفشي فيروس كورونا على متنها يهدد حياة الطاقم. ووفقا للبحرية الأميركية، تم تسجيل 93 إصابة بـ «كوفيد - 19» بين طاقم حاملة الطائرات البالغ نحو 4865 فردا. وقال مسؤولون في البنتاغون إنهم يعدون بسرعة غرفا فندقية في جزيرة في المحيط الهادئ لاستقبال العديد من الأفراد، بينما يجهزون طاقما أساسيا من بحارة السفينة غير المصابين لإبقاء السفينة قيد التشغيل.
وواصل الوباء نموه السريع ليقترب عدّاد الإصابات بفيروسه، كورونا المستجد، من مليون إصابة في أرجاء العالم الأربعة ونحو 48 ألف وفاة، بينهم رضيع ذو عشرة أسابيع في الولايات المتحدة.
وسجّلت أكثر من 500 ألف إصابة في أوروبا، القارة الأكثر تأثراً، في وقت ترتفع الإحصاءات في الولايات المتحدة (215 ألفا) ويبدو أنّ البلاد تتحوّل تدريجاً إلى المركز الجديد للوباء. وفي غياب القدرات الكافية لكشف الإصابات، يرجّح أن تكون هذه الأرقام دون الواقع. ولا يطغى نطاق الأزمة الواسع على المآسي الفردية. ومثّلت وفاة رضيع في ولاية كونيتيكت الأميركية صدمة بعدما كان الأطفال إلى وقت قريب خارج دائرة الخطر نسبياً. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي «سنمر بأسبوعين أليمين جداً جداً».
وبحسب تقديرات البيت الأبيض، قد يودي «كوفيد - 19» بحياة ما بين بين مائة ألف و240 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وبرغم إجراءات العزل التي تشمل نصف سكان العالم، ترتفع أعداد الإصابات والوفيات: بلغ عدد الوفيات نحو 13 ألف في إيطاليا، ونحو 10 آلاف في إسبانيا، وأكثر من خمسة آلاف في الولايات المتحدة وأربعة آلاف في فرنسا.
وتخطت حصيلة الوفيات في كل من هذه الدول الأربع الحصيلة الرسمية في الصين (3318)، حيث كان الفيروس بدأ انتشاره. غير أنّ الأرقام الصينية تثير الشكوك. وترى واشنطن أنّ بكين كذبت وخفضت الحصيلة، وفق تقرير سرّي للاستخبارات الأميركية تناوله عدد من البرلمانيين. وقال النائب وليام تيمونز إنّ «الاستخبارات الأميركية أكدت ما نعرفه أساسا: الصين أخفت خطورة الفيروس لأشهر»، معتبرا أن «العالم يدفع اليوم ثمن خطئهم».
وردّت بكين بأنّ «أفعال وتصرفات بعض السياسيين الأميركيين معيبة وتفتقر إلى الأخلاقيات»، لافتة إلى أنّ منظمة الصحة العالمية تدعم المعطيات الصينية.
وصارت الصين في صلب جدال آخر، بعدما سمحت باستخدام دواء يستند في تكوينه إلى العصارة الصفراء لكبد الدب، في سياق علاج المصابين بـ «كوفيد - 19».
وفي أوروبا، أودى الوباء بحياة أكثر من ألف شخص في بلجيكا التي شهدت تضاعفاً لعدد الوفيات في غضون ثلاثة أيام، خصوصاً بسبب احتساب وفيات سجلت في دور للمتقاعدين.
غير أنّ العدد الأكبر للوفيات في القارة لا يزال في إسبانيا حيث أعلِن أمس وفاة 950 مصابا في 24 ساعة، في حصيلة قياسية جديدة. ويخشى هذا البلد أن يتجاوز عدد المصابين قدرات وحدات العناية المركزة التي تعمل حاليا بأقصى طاقتها.
وفي غياب لقاحات وعلاج، يشكل العزل الوسيلة الأكثر فاعلية لمكافحة انتشار العدوى. وفرضت هذا الإجراء ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة ودولتا أريتريا وسيراليون، بينما أعلنت ألمانيا وإيطاليا والبرتغال تمديده.
وفي إطار التدابير المتخذة ضد وباء كورونا تواصل الحظر الجزئي للتجوال في كل من صربيا، والجبل الأسود، وكرواتيا، والبوسنة والهرسك، حيث خليت الأماكن السياحية في هذه البلدان من الناس.
copy short url   نسخ
03/04/2020
2089