+ A
A -
حوار - حسام وهب الله ومفيد القاضي
قال الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة، إن دولة قطر من الدول القليلة التي اتخذت كل الإجراءات الاستباقية وقامت بعمل كل الاحتياطات اللازمة في سبيل حماية صحة وسلامة المجتمع، مشيرا إلى أن العمل جارٍ حاليا على تجهيز مرافق ميدانية طبية في مناطق مختلفة بالدولة بهدف توفير الخدمات الطبية والتمريضية للحالات الخفيفة إلى المتوسطة المصابة بفيروس كورونا. وأضاف الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني خلال حوار مع الوطن أن أغلبية الناس لابد أن تكون جاهزة للحجر المنزلي إذا طلب منهم ذلك في المستقبل نظراً لأنه سيكون الأسلوب المناسب خلال الشهور المقبلة.
وعن عدم التزام البعض بالحجر المنزلى أكد مدير الصحة العامة أن حوالي 95 % من الذين خضعوا له اتبعوا التعليمات التي كانت تصدرها وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، أما بالنسبة لـ 5 % الذين لم يلتزموا تم ضبطهم من قبل الجهات المختصة وفقا للتعهد الذي التزموا من خلاله بتطبيق تلك الاشتراطات المحددة من الجهات الصحية والتي تعرض مخالفيها للمساءلة القانونية.
وأوضح أن مبادرة وزارة الصحة العامة للتطوع شهدت تطوع أكثر من 35 ألف شخص، لافتا إلى أن المهام التي يقوم بها المتطوع تختلف من متطوع لآخر، فهناك متطوعون لديهم الخبرة كأطباء أو ممرضين، وهناك أيضا من لديهم خبرة في الإسعافات الأولية أو إجراء العمليات ولهذا توزع المهام حسب الاختصاص.
وقال إن وزارة الصحة لديها خطة للتعامل مع كل ما يستجد من حالات، وكل يوم تضيف أسرّة جديدة لتلك الخطة، فعلى سبيل المثال بالنسبة لفئة العمالة تم تحديد مكان ضخم يحتوي على عدد كبير من الأسرّة، وهنا لا بد من التأكيد على أن النسبة الأغلب من الحالات بين العمالة شباب وصحتهم جيدة وهو ما يساعدهم على الشفاء بسرعة.
وأوضح أنه لم يتم حتى الآن إنتاج دواء مخصص لعلاج الإصابة بفيروس كورونا، وما زالت الشركات والمختبرات الطبية حول العالم تجري التجارب في هذا الشأن، ولكن هناك أدوية أخرى يتم استخدامها حاليا في قطر لعلاج المريض المصاب بالفيروس.
واليكم نص الحوار:
{ بداية نود أن نعرف كيف كانت استجابة المواطنين بعد فرض الحجر المنزلي على بعض الأفراد؟
- بعد أن تم عمل الحجر الصحي لجميع القادمين من الخارج، وتقديراً لظروف بعضهم وصعوبة إقامتهم في الفنادق لظروف عائلية بدأ تطبيق الحجر المنزلي والذي يساعد الأشخاص على العيش في بيئتهم الطبيعية، مع التأكيد على أهمية الالتزام باشتراطات وضوابط الحجر المنزلي.
وأعتقد أنه هناك التزام كامل من أغلب العائلات بالضوابط والاشتراطات، ولكن كان هناك في المقابل عدم التزام من قبل البعض، ولهذا تم نشر أسمائهم عبر وسائل الإعلام الرسمية، وقد اتخذت الدولة الإجراءات اللازمة لضمان التزام الجميع وتعريف المجتمع بأسماء المخالفين لأخذ الحيطة والحذر منهم.
وبالطبع كانت هناك فائدة كبيرة من الحجر المنزلي وخاصة أن هناك حوالي 95 % من الذين خضعوا له اتبعوا التعليمات التي كانت تصدرها وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، أما بالنسبة للـ 5 % الذين لم يلتزموا تم ضبطهم من قبل الجهات المختصة وفقا للتعهد الذي التزموا من خلاله بتطبيق تلك الاشتراطات المحددة من الجهات الصحية والتي تعرض مخالفيها للمساءلة القانونية وفقا لاجراءات الجهات الصحية في البلاد وتم تحويلهم.
وللعلم أن من يخالف تلك الاشتراطات سيعرض نفسه للعقوبات المنصوص عليها وفقا لاحكام المادة (253) من قانون العقوبات رقم (11) لسنة 2004م، وأحكام القانون رقم (17) لسنة 1990 بشأن الوقاية من الامراض المعدية، والقانون رقم (17) لسنة 2002 بشأن حماية المجتمع.
ونود أن نؤكد أنه تتوافر لدينا أماكن كافية للحجر في الفنادق والمستشفيات، ولكن هناك مسافرين قادمين من المناطق التي يوجد بها الفيروس اختاروا الحجر المنزلي ومنهم أصحاب الأمراض المزمنة.
ويجب على أغلبية الناس أن تكون جاهزة للحجر المنزلي إذا طلب منهم ذلك في المستقبل نظراً لأن الحجر المنزلي سيكون هو الأسلوب المناسب خلال الشهور المقبلة ويجب على الجميع الاعتياد عليه وأخذ المعلومات الصحيحة عن كيفية الحجر من خلال المواقع المتخصصة التي توفرها وزارة الصحة العامة وكذلك أرقام التواصل المعدة في هذا الجانب وهي 16000. عن طريق الدخول على وسائل الاتصال مع وزارة الصحة العامة.
{ هل تعتقد أن الموقف من فيروس كورونا تحت السيطرة من قبلكم؟
الحمد لله، دولة قطر حكومة وشعبا والقطاع الصحي اتخذوا كافة الإجراءات والتدابير الاحترازية والوقائية للتصدي لهذا الفيروس ومنع انتشاره، وقد رأينا أهمية القرارات التي تم اتخاذها في هذا الشأن وأعلنت عنها اللجنة الدائمة لإدارة الأزمات، وهي قرارات مهمة وتحقق نتائج ممتازة في مكافحة الفيروس، لذلك فإن دولة قطر تعتبر من الدول القليلة التي اتخذت كل هذه الإجراءات الاستباقية وقامت بعمل كل الاحتياطات اللازمة في سبيل حماية صحة وسلامة المجتمع.
{ هناك حالات مصابة بفيروس كورونا في العناية المركزة كيف وضعهم الصحي الآن؟
- نعم توجد حالات بالعناية المركزة والفريق الطبي يتابع حالتهم، وكانت هناك قبل ذلك حالات تحت العناية المركزة وتحسن وضعها الصحي وخرجت من العناية وهم الآن في مرحلة التعافي.
{ ما مدى تعاون القطاع الصحي العام مع القطاع الخاص؟
- أعتقد أن القطاع الصحي العام أكثر الجهات التي يمكن أن تتعامل مع فيروس كورونا، وخاصة أن هذا المرض معدٍ، ولكن يوجد دور للقطاع الخاص لتخفيف العبء والضغط على المستشفيات الحكومية، ولهذا في حال وجود عمليات صغيرة يمكن تحويلها للمستشفيات الخاصة، وذلك حتى لا تتعطل الأمور بسبب الضغط على المستشفيات الحكومية.
{ هل ستكون هناك مستشفيات ميدانية بالمستقبل؟
- كانت اللجنة العليا لإدارة الأزمات قد أعلنت الأسبوع الماضي من خلال مؤتمرها الصحفي الدوري أن العمل جارٍ حاليا لتجهيز مرافق ميدانية طبية في مناطق مختلفة بالدولة بهدف توفير الخدمات الطبية والتمريضية للحالات الخفيفة إلى المتوسطة بفيروس كورونا (كوفيد-19) لتصل الطاقة الاستيعابية إلى 18 ألف سرير خلال الأسابيع المقبلة وذلك في إطار التخطيط للمستقبل وكإجراء استباقي.
كما تم إنشاء مرفقين طبيين مؤقتين من قبل وزارة الصحة العامة بالتعاون مع القوات المسلحة القطرية لتقديم الرعاية الصحية لحالات الإصابة الخفيفة بفيروس كورونا (كوفيد-19) للعمال والحرفيين ممن تم تصنيفهم بحالات خفيفة، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية لهذين المرفقين 4645 سريرا.
{ كيف يتم تدريب الأطباء والممرضين على كيفية التعامل مع مرضى فيروس كورونا؟
- أعتقد أن أي طبيب أو ممرض لديه الخبرة الكافية للتعامل مع الأزمات الصحية مثل أزمة كورونا فهم يتلقون على مدار العام تدريبات وورش عمل تدريبية بالإضافة إلى مشاركتهم في المؤتمرات والمنتديات والملتقيات الطبية، ويخضع العاملون في الميدان الصحي لدينا لدورات متكررة على كيفية التعامل مع الكوارث أو الوباء مثل وباء فيروس كورونا، وهناك كثير منهم حريص على نفسه وهو يدرب نفسه عن طريق المستشفى أو عن طريق برامج صحية عبر التواصل الاجتماعي.
إن الأطباء والطاقم التمريضي وشبه الطبي لديهم خبرات كبيرة في التعامل مع الأمراض المعدية وكيفية التعامل الطبي في مثل هذه الظروف، حيث إن من شروط تجديد تراخيص مزاولة المهنة هو خضوع هؤلاء للتدريب المستمر والاطلاع على كل ما هو جديد في التعامل مع الأمراض في العالم.
التطوع
{ ما هي المهام التي يقوم بها المتطوع ؟
- المهام التي يقوم بها المتطوع تختلف من متطوع لآخر، فهناك متطوعون لديهم الخبرة كأطباء أو ممرضين، وهناك أيضا من لديهم خبرة في الإسعافات الأولية أو إجراء العمليات ومتطوعون يملكون الخبرة إداريا ولهذا توزع المهام حسب الاختصاص.
{ ما شروط التطوع ؟
- لله الحمد كان هناك وعي كبير من المواطنين والمقيمين من حيث التطوع، حيث تطوع عشرات الآلاف وهذا يعتبر عددا كبيرا وكما تم الإعلان عنه فقد وصل عدد المتطوعين حتى الآن إلى أكثر من 35 ألف متطوع. ولهذا فنحن نقوم باختيار المتقدمين الأقل عمرا حتى لا نعرض كبار السن للخطر، وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة لأن تكون عندهم المناعة ضعيفة ويمكن أن تصيبهم العدوى من الفيروس. ونحن فخورون بالشعب القطري والمقيمين على الإقبال على التطوع.
{ كيف يتم التطوع وكيفية التواصل ؟
- من خلال الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة العامة يمكن الدخول على الرابط التالي لتسجيل التطوع: https:/‏/‏www.covid19vol.qa/‏ar ويمكن الدخول عليه والاتصال على رقم محدد للتطوع أو إرسال إيميل، وهناك أيضا الهلال الأحمر يمكن التطوع من خلاله.
{ هل هناك متطوعون باشروا عملهم معكم ؟
- نعم هناك مجموعة من المتطوعين باشروا عملهم ولكن أغلبهم أطباء وممرضون وطلاب تخصصات صحية.
{ ما مصير المريض المصاب بفيروس كورونا بعد شفائه؟ هل يمكن رجوع المرض إليه؟
- يتم فحص المصاب بفيروس كورونا بشكل دوري خلال فترة بقائه في المستشفى تحت العزل الصحي، ويجب هناك أن تظهر التحاليل المخبرية أن المريض لم يعد يحمل الفيروس، وذلك من خلال فحصين يجريان له مرتين الأول يظهر أنه لا يحمل الفيروس وتعافى منه والثاني للتأكد من أن الفيروس قد اختفى من جسمه تماما.
أما بخصوص المرضى الذين يتعافون وهم أصحاب أمراض مزمنة، فيمكن أن تتم متابعة حالاتهم للتأكد من تعافيهم تماما.
{ هل تعتقد أن فصل الصيف سيكون نهاية فيروس كورونا كما يقال من قبل العلماء والمختصين؟
- لا يوجد علميا حتى الآن ما يثبت أن الفيروس يختفي في درجات الحرارة المرتفعة التي تفوق ربما 30 درجة مئوية كما يتم تداوله، حيث إن هناك دولا الآن فيها درجات حرارة مرتفعة وسجلت إصابات بالفيروس، ولكن لا يوجد حسم علمي في هذا الموضوع، ويجب أن ننتظر الدراسات العلمية الدقيقة المتعلقة بهذا الموضوع.
{ هل يصيب فيروس كورونا فقط كبار السن ولا يصيب الأطفال؟
- تم تسجيل إصابات بين الأطفال في عدة دول، ولكن لم يتم تسجيل وفيات بين الأطفال المصابين ممن هم أقل من 10 سنوات، وكما نعلم فإن الفيروس له تأثير أكبر على كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وأولئك الذين لديهم ضعف في المناعة.
{ هل تعتقد أنه سيتم التوصل لعقار لعلاج الفيروس عالميا؟
- أولا لا بد من الحديث هنا عن أمرين، الأول هو الجهود العلمية لإنتاج لقاح للفيروس والثاني تلك الأبحاث المتعلقة بإيجاد دواء.
فهناك الكثير من الدراسات والتجارب التي تجرى حاليا لإنتاج لقاح ولكن كل ذلك مازال قيد التجربة العلمية.
من جهة أخرى لم يتم حتى الآن إنتاج دواء مخصص لعلاج الإصابة بفيروس كورونا، وما زالت الشركات والمختبرات الطبية حول العالم تجري التجارب في هذا الشأن، ولكن هناك أدوية أخرى يتم استخدامها حاليا لعلاج الأعراض التي تظهر على المريض المصاب بالفيروس ويتم استخدام بعض منها في دولة قطر.
خطط طوارئ
{ وماذا عن مواعيد العيادات الخارجية التي تم تعليقها مؤقتا وهناك كثير من الشكاوى بشأنها حاليا؟
- لقد أطلقنا آلية الاستشارة الطبية عن بعد حيث يتم التواصل بين المريض والطبيب عن طريق الاتصال المرئي ويعمل الطبيب على تقييم الحالة ووصف الدواء وإعطاء النصيحة الطبية للمريض، وذلك سينجح إن شاء الله في حل مشكلة المواعيد خاصة في الحالات التي لا تحتاج لاتصال مباشر بين المريض والطبيب.
{ ماذا عن آلية الحصول على الدواء ؟
- لقد تم إطلاقها بالتنسيق مع البريد القطري لتوصيل الأدوية للبيوت.
إجراءات استباقية
{ هل هناك إجراءات جديدة ستتخذها وزارة الصحة في الفترة المقبلة للتعامل مع المستجدات المختلفة؟
نحن لدينا خلية أزمة تعمل على مدار الساعة، والحمد لله فإن الحكومة الموقرة تدعم كافة الإجراءات التي تحافظ على صحة المواطن والمقيم، والحمد لله تعالى فإن إجراءاتنا منظمة وفقا لأعلى مستويات الجودة الطبية، ونجحنا حتى اليوم في تحقيق 51 حالة شفاء وخلال أسبوع سيصل الرقم إلى مائة بإذن الله تعالى، ونحن متفائلون خيرا إن شاء الله تعالى.
{ ماذا عن عدد الأسرّة التي تم تخصيصها للتعامل مع الحالات التي يتم تسجيلها بشكل يومي؟
- نحن لدينا خطة للتعامل مع كل ما يستجد من حالات، وكل يوم نضيف أسرّة جديدة لتلك الخطة، فعلى سبيل المثال بالنسبة لفئة العمالة تم تحديد مكان ضخم يحتوي على عدد كبير من الأسرّة، وهنا لابد من التأكيد على أن النسبة لأغلب من الحالات بين العمالة هم شباب وصحتهم جيدة وهو ما يساعدهم على الشفاء بسرعة، وأكثر من 99 في المائة من العمال الذين أصيبوا بالفيروس ليس لديهم أعراض، ونحن وضعناهم تحت العزل الصحي منعا لانتشار العدوى ليس أكثر.
قنوات توعوية
{ ماذا عن القناة التي أطلقتموها لنشر إرشادات التوعية لجميع الجنسيات وخاصة الجالية الآسيوية؟
- نظرا لأن أغلب المصابين لدينا من جنسيات مختلفة فلهذا أطلقنا تلك القناة لتوعية العمالة بعدد من اللغات التي يجيدونها، وبالإضافة إلى ذلك تواصلنا مع السفارات والجمعيات الخيرية للمشاركة معنا في جهود التوعية لمختلف الجاليات التي تعيش على أرض قطر، ونهدف خلال الفترة الحالية إلى أخذ عينات من كل المجمعات السكنية الضخمة في الدولة للاطمئنان على صحة الجميع.
{ بماذا تنصح المواطنين والمقيمين اليوم للحد من انتشار العدوى؟
- ننصح أولا بتطبيق كل التدابير الوقائية التي تصدرها الأجهزة الصحية في الدولة وخاصة الاطلاع باستمرار على تلك النصائح من خلال موقع وزارة الصحة العامة أو الصفحة الإلكترونية التي أطلقها مكتب الاتصال الحكومي ومتخصصة بفيروس (كوفيد-19).
وعلى العموم فإن التدابير تشمل طبعا النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار، وتقليل الخروج من المنزل إلا للضرورة وعدم الاختلاط الاجتماعي واتباع قرارات عدم التجمع وترك مسافة لا تقل عن متر واحد بين الأشخاص عند التواجد مثلا في منافذ بيع الأغذية، والحرص على عدم التسليم باليد، وأن يقتصر التسليم على الإشارة من بعيد، وكذلك الحرص على عدم زيارة كبار السن واصحاب الأمراض المزمنة، وهذا لا يعني العزلة الاجتماعية، بل هناك التكنولوجيا الحديثة وفرت لنا خاصية التواصل الاجتماعي عن بعد.
ولا بد من الالتزام بالتدابير الوقائية في هذه الفترة، وكل ذلك سيكون مؤقتا وسنعود بإذن الله إلى ممارسة حياتنا الطبيعية، ولكن مع الالتزام بالقرارات والإجراءات حتى تمر هذه الأزمة.
محاربة الشائعات
{ كيف تتعاملون مع الشائعات التي تنطلق بين الحين والآخر وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتثير قلق وذعر الكثيرين؟
- نتابع الشائعات بشكل متواصل ونعمل على تفنيدها، وللأسف فهناك من نصب نفسه طبيبا ومتخصصا على مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن نحرص على الرد على كافة الاستفسارات التي تردنا ونطالب الجميع بعدم استقاء المعلومات إلا من مصادرها الرسمية، ونحن لدينا خط ساخن يتلقى الاستفسارات ويرد عليها أولا بأول.
فعدم الالتفاف للشائعات هو أولى الخطوات وثانيا يجب الاطلاع على المعلومات الموثوقة من مصادرها سواء من خلال الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة العامة أو الموقع الإلكتروني لمكتب الاتصال الحكومي الذي يوفر بيانات ومعلومات حديثة ويومية عن كل المستجدات.
{ ماذا عن الشائعات التي أطلقها البعض أن الفيروس تحور في بعض الدول إلى نوع أشرس من الذي ظهر بداية في الصين؟
- كافة الدراسات الواردة من مختلف دول العالم التي ظهر فيها الفيروس تؤكد أن الجين لم يتحور.
{ وماذا عن موضوع الكمامة التي يحرص الجميع على الدعوة لارتدائها؟ وهل توفر الكمامة حماية مطلقة من الفيروس؟
- الكمامة لا تحمي، لأن الكمامة على سبيل المثال لا تغطي العين ومن الممكن أن يرتدي الإنسان الكمامة ويلمس بيده سطحا مصابا ثم يلمس عينه وهنا لا تحميه الكمامة من الإصابة بالفيروس، فالكمامة للمريض حتى لا ينقل المرض.
الأصل هو الحرص عند الخروج على عدم ملامسة الوجه بما في ذلك العينين والفم والأنف، واستخدام المعقمات باستمرار، وغسيل اليدين لمدة لا تقل عن عشرين ثانية بالماء والصابون عند العودة للمنزل، والأساس أيضا هو تقليل الخروج من المنزل في هذه الفترة إلا للضرورة.
{ هل ترى استجابة إيجابية من المجتمع القطري مواطنين ومقيمين للإجراءات المختلفة خاصة إغلاق المحلات ومنع التجمعات؟
الحمد لله الاستجابة عالية للغاية، والكثيرون أرسلوا لنا رسائل إيجابية يؤكدون أن تلك الإجراءات جاءت في وقتها المناسب تماما.
إن دولة قطر تطبق كافة الإجراءات الاحترازية ما يجعلها من الدول السباقة في تطبيق كل تدابير الوقاية لحماية كل من يمكن على أرض قطر.
{ ماذا عن التنسيق بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وكذلك مع دول العالم في إطار الحد من انتشار المرض وتبادل الخبرات؟
- لدينا اتصالات مباشرة ومتواصلة مع منظمة الصحة العالمية وبالطبع أيضا لدينا اتصالات مكثفة مع الصين ونتواصل معهم بشكل شبه يومي، حيث تم إطلاعنا على نمط انتشار المرض هناك وطبيعة الإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها هناك خاصة بعد الانتشار السريع للمرض ونعمل على الاستفادة بشكل متواصل من التجربة الصينية في ذلك الشأن، كذلك لدينا تواصل مباشر ومستمر مع السلطات الصحية الإيطالية حيث نطلع أيضا على شكل ومعدل انتشار الفيروس، وبالطبع اتضح لنا من خلال تلك الاتصالات أن عدم التزام المواطنين الإيطاليين باتباع إجراءات الوقاية وعدم الاختلاط هو سبب رئيسي للانتشار السريع للفيروس بين المواطنين الإيطاليين وتسجيل حالات كثيرة للمرض هناك، كذلك تواصلنا مع بريطانيا وهنا لابد من التأكيد على أهمية التزام الناس في كل المجتمعات الإنسانية اليوم باتباع الإرشادات الصحية، باعتبار أن الوقاية من المرض هي خط المواجهة الأساسي في ظل عدم وجود علاج فعال له حتى هذه اللحظة، ومن اهم تلك الإرشادات الحرص على النظافة الشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون وعدم الاختلاط، خاصة أن التجارب أثبتت أن هناك من يكون حاملا للفيروس لكن لا تظهر عليه أعراض المرض، وبالتالي فإن مخالطته بشكل مباشر للأصحاء تتسبب في نقل العدوى لهم.
copy short url   نسخ
31/03/2020
1604