+ A
A -
كتب - أكرم الفرجابي
أعلنت إدارة صندوق الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن البدء في تمديد المساعدات الشهرية التي انتهت مدتها أو قاربت على الانتهاء لمدة «3» أشهر، حيث تعد إدارة الصندوق الجهة الحكومية التي أسند إليها القانون الاختصاص بجمع أموال الزكاة، وإخراجها إلى مستحقيها ممن تنطبق عليهم شروط المصارف الشرعية.
وجاء ذلك في وقت أصدرت فيه اللجنة الشرعية بوزارة الأوقاف فتوى بجواز تقديم زكاة المال، وخصوصاً في هذه الأيام التي يجتاح فيها وباء كورونا «كوفيد -19» العالم، وقد تضرر كثير من المحتاجين والفقراء، سيما والمسلمون يستقبلون قريباً شهر رمضان المبارك، فإذا وجدت المصلحة الشرعية في التعجيل فهو مستحب ويُعدُّ من الأمور الفاضلة المطلوبة مراعاة لمصلحة الفقراء وسد حاجتهم لأن ذلك يعتبر من مقاصد الشريعة.
ويتيح الصندوق لأصحاب طلبات المساعدة الجديدة، إمكانية تقديم الأوراق اللازمة التي تثبت حاجتهم للمساعدة على البريد الإلكتروني: ([email protected])، وسيقوم بالتواصل معهم، دون الحاجة إلى الحضور إلى مبنى الصندوق، كما تم إرسال رسائل نصية إلى جميع أصحاب الحالات المسجلة في الصندوق، أكدت على ضرورة عدم الحضور إلى مبنى الصندوق والاكتفاء بالتواصل عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.
وقام صندوق الزكاة باستحداث خط ساخن أرضي لاستقبال استفسارات الحالات المتقدمة لطلب المساعدة (44701600) خلال أوقات الدوام الرسمية من الساعة 7 صباحا حتى الـ 1 ظهرا وسوف يقوم بالرد على استفسارات الجمهور حول الزكاة عبر الخطوط الساخنة والخط الأرضي، كما يستقبل صندوق الزكاة ميزانيات الشركات عبر البريد الإلكتروني دون الحاجة لتقديم الميزانية باليد في مقر الصندوق، وذلك للحفاظ على سلامة المزكين وللحد من انتشار الوباء، كما تم استحداث رابط على موقع حكومي (https:/‏/‏www.zf.org.qa/‏donation) لدفع الزكاة من خلاله ويتم تحويلها لحسابات الصندوق في البنوك، دون حاجة المزكي الحضور لمكاتب ونقاط التحصيل، كما تم إيقاف عمل نقاط التحصيل في المجمعات التجارية بشكل مؤقت، مع استمرار عمل مكاتب التحصيل المنتشرة في أنحاء الدولة.
يذكر أن هناك خصوصية للملفات ذات الطبيعة العاجلة، حيث تصرف مساعداتها في أسرع وقت، وإلا ازدادت مشكلة صاحبها تعقيداً، على غرار حالات العلاج وتوقف الراتب، لمن ليس له بديل، وقطع الماء والكهرباء، بسبب عدم القدرة على السداد، لذلك تتم مناقشة هذه الحالات فور استقبالها، ومن ثم صرف المبالغ المقررة لكل حالة، كما أن صندوق الزكاة ومن خلال حرصه على تحقيق المسؤولية الاجتماعية، يقدم مساعدات موسمية، وهي غير الشهرية والمقطوعة والعاجلة، مثل مساعدات كسوتي الشتاء والصيف وسلة الخير، إضافة إلى مساعدات التموين والعلاج والعينيات والمؤلفة قلوبهم والغارمين وغيرها مما تتطلبه حاجة المستحقين.
وتعتبر فريضة الزكاة المؤسسة الأولى للضمان الاجتماعي في الإسلام، ونظرة سريعة إلى مصارفها الثمانية تشير بوضوح إلى الوجه الاجتماعي للزكاة، وإلى الأهداف الإنسانية التي تتوخى تحقيقها في المجتمع المسلم، باعتبار أن هذه الفريضة عامل أصيل، في الحد من الانحراف والجريمة، لما لها من أيادٍ بيضاء في تقديم يد المعونة، لكل محتاج على جميع نواحي الحاجة، التي تنوء بها المجتمعات البشرية، كالفقر والتشرد والتسول والكوارث ونحوها، فمن أجل سد هذه الاحتياجات وغيرها جاء دور أهل الخير، ورسل السلام والرحمة، ليقدموا إلى مجتمعهم أنبل صور العطاء والبذل انطلاقاً من قوله تعالى: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها»، وهم في هذا يقدمون أموالهم طيبة بها نفوسهم، سعيدة أرواحهم، وهم يجدون هذه الأموال الزكوية، التي فرضها الإسلام عليهم قد أغنت فقيراً، وسترت أرملة، وشفت مريضاً شارف على الهلاك، وأنقذت يتامى من براثن الضياع.
copy short url   نسخ
26/03/2020
1436