+ A
A -
دافع المرشح الرئاسي الأميركي مايكل بلومبرغ عن برنامج مراقبة المجتمعات المسلمة في مدينة نيويورك عقب هجمات 11 سبتمبر قائلاً إنَّ إرسال مخبرين للتجسس على المساجد كان «القرار الصحيح».
بلومبرغ، الذي كان يسعى لجذب المصوتين العرب والمسلمين، قال إن البرنامج كان «في حدود القانون» بالكامل واستهدف جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات «لحماية الدولة»، بحسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
من جانبها، استنكرت جماعات الحقوق المدنية للعرب والمسلمين تصريحات بلومبرغ بشأن برنامج المراقبة، متهمة إياه بالتعصب الأعمى ضد المسلمين وطالبته بالاعتذار.
بلومبرغ يتحدث بنبرة تحدٍّ
لكن في مقابلة مع برنامج PBS NewsHour أذيعت الخميس، قال بلومبرغ، وهو عمدة نيويورك سابقاً، في نبرة تحدٍّ إنَّ مجتمع المسلمين في المدينة كان هو «المكان الطبيعي» الذي يجب أن تُخضِعه الشرطة للرقابة، لأنَّ جميع مرتكبي هجوم 11 سبتمبر مسلمون. وقال بلومبرغ: «لا بأس بأن تذهب إلى حيث تعتقد أنَّ هناك معلومات مفيدة للحفاظ على أمننا.. كان هناك أئمة في ذلك الوقت يحضون على الإرهاب علناً».
كما تابع بلومبرغ: «بالمناسبة، هذا لا يعني أنَّ جميع المسلمين إرهابيون، أو أنَّ جميع الإرهابيين مسلمون. لكن الأشخاص الذين حلقوا بهذه الطائرات جاؤوا من الشرق الأوسط، وبعض الأئمة كانوا يحضون على فعل المزيد».
لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان بلومبرغ يتهم الأئمة الأميركيين بأنهم دعوا لشن هجمات مسلحة، لكن برنامج المراقبة الذي شنته شرطة نيويورك لم يسفر عن أية اعتقالات.
إدانة لتصريحات بلومبيرغ
من جانبها، سارعت Muslim Advocates، وهي مجموعة حقوق مدنية رفعت دعوى قضائية ضد مدينة نيويورك بسبب مخطط التجسس، للرد على تصريحات بلومبرغ الأخيرة، قائلة إنَّ تأكيد العمدة السابق بأنَّ البرنامج قانوني خاطئ تماماً.
المدير التنفيذي للمجموعة فرحانة خيرة قالت: «فكرة أنَّ شرطة نيويورك تراقب المسلمين في عدد قليل من المساجد بموافقة المحكمة هي من ضروب الخيال. ففي الواقع، تراقب شرطة نيويورك المسلمين في المساجد والمطاعم والمدارس وغيرها في نيويورك ونيوجيرسي وتتبعهم وتصورهم بكاميرات ومن خلال نشر ضباط سريين، كل ذلك دون علمهم». خيرة تابعت: «إضافة إلى ذلك، غير صحيح بالمرة أنَّ المحاكم أخذت صف بلومبرغ وشرطة نيويورك». كما استشهدت Muslim Advocates برأي محكمة الاستئناف الفيدرالية لعام 2015، الذي رفض سلوك إدارة الشرطة وقارنه بانتهاكات الحقوق المدنية الفادحة ضد مختلف الجماعات العرقية والدينية طوال القرن الماضي. وكتبت المحكمة في ذلك الوقت: «ما يحدث هنا في الخفاء ليس بأمر جديد. سرنا في دروبٍ مشابهة من قبل». وأضافت: «اليهود الأمريكيون خلال فترات الخوف الأحمر، والأمريكيون من أصول إفريقية خلال حركة الحقوق المدنية، والأمريكيون-اليابانيون خلال الحرب العالمية الثانية، هذه جميعها أمثلة تتبادر إلى الذهن بسهولة». في النهاية، أنهت مدينة نيويورك دعوى قضائية تتعلق بالتجسس بالتسوية، التي أدت إلى حظر التحقيقات على أساس العرق أو الدين. وأضافت جماعة Muslim Advocates، أمس الخميس، أنَّ البرنامج «يعد خرقاً هائلاً للحقوق المدنية وتسبب في ضرر دائم لعدد لا يحصى من المسلمين الأميركيين الأبرياء».
ضرر يفوق الوصف
أما السناتور إليزابيث وارين، المرشحة للرئاسة، التي كانت تعارض صراحةً ترشيح بلومبرغ للرئاسة، قالت إنه لا ينبغي للبلد أن ينتخب شخصاً «يدافع عن الممارسات المتعصبة». بدوره، استنكر المعهد العربي الأميركي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، ردود بلومبرغ بعد مقابلة PBS NewsHour.
وقالت المدير التنفيذي للمركز مايا بيري، في بيان: «حين كان عمدة، راقب مايكل بلومبرغ أين يأكل المسلمون ويتجمعون ويختلطون اجتماعياً ويصلون ويدرسون». كما أضافت أيضاً: «رصدت شرطة مدينة نيويورك حرفياً تفاصيل مجتمعاتنا في ثلاث ولايات؛ مما أدى إلى فرض رقابة ذاتية ممنهجة، وغياب الثقة في أي تفاعل مع الحكومة، وإلحاق أضرار لا حصر لها بمجتمعاتنا». وتابعت مايا أنَّ رد بلومبرغ على الأسئلة حول البرنامج لا يُغتفَر، «إثنية المرء أو عقيدته ليست أساساً لتحقيقات إنفاذ القانون». واستهدف برنامج المراقبة المطاعم وأماكن الاستراحة والمساجد ومنظمات الطلاب المسلمين.
ووفقاً لمراسلي The Associated Press السابقين، مات أبوتسو وآدم غولدمان، أرسلت شرطة نيويورك مخبرين معروفين باسم «مُمَرِرين» و«زواحف المساجد» للتسلل إلى الجامعات وأماكن العبادة.
وكتب المراسلان في كتابهما «Enemies Within» الذي نُشِر في 2013: «جمعت الشرطة بيانات أشخاص أبرياء، غالباً بسبب معتقداتهم السياسية والدينية».
copy short url   نسخ
29/02/2020
666