+ A
A -
كتبت - آمنة العبيدلي
وسط هذه الأجواء العربية الملبدة بالغيوم، وإرهاق الشعوب التي أثقلت كواهلها الهموم، وارتفاع صوت بعض وسائل الإعلام التي تخصصت في بث السموم، واليأس الذي انتشر، والإحباط الذي انتصر، جاءت الجولة التاريخية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وزياراته لثلاث دول عربية شقيقة هي على التوالي: المملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية التونسية والجمهورية الجزائرية، لتفتح نوافذ الأمل، وتهب نسائم الإخاء، وتبدد حالة الإحباط، وتجدد عوامل الطمأنينة، وتضيء الآفاق والأجواء العربية، من أجل تعبيد الطريق الوعر، كي تعود اللحمة الأخوية إلى النظام العربي، وتهيئ فرصة حقيقية تعيد للامة سابق عهدها وتذكر مكانتها ودورها اللائق بها.
جولة «تميم المجد» تعكس عمق العلاقات وتلبية لرغبة الأشقاء في تعزيز مجالات التعاون مع قطر بعدما تأكد للقاصي والداني أن قطر تسير على الطريق الصحيح بكل مساراته السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية..إلخ.
هناك إيمان قوي لدى الأشقاء العرب بمكانة قطر وقوتها في مواجهة التحديات، وقدرتها على إدارة الأزمات، وأنها لا تعترف بالمستحيلات، بل دائما تسعى وتجتهد وتنجح في جهودها ومساعيها نحو الخير لها وللجميع، فقد نذرت نفسها لأن تكون قوة للخير والسلام، وقد تم ترجمة هذا الإيمان المتعمق من خلال الترحيب الحار الذي استقبلت به الدول الثلاث تميم المجد على المستويات الرسمية والشعبية، ومن خلال الاتفاقيات التي أبرمت في كافة المجالات، رأينا كيف كان الترحيب حارا بسمو الأمير من قبل المملكة الأردنية، ملكا وحكومة وشعبا، وكيف فتحت عمان ذراعيها لسموه، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة في مطار الملكة علياء احتفاء بقدومه الميمون، وازدانت الشوارع بصور تميم المجد وشقيقه جلالة الملك عبد الله بن الحسين سليل الدوحة النبوية الشريفة، رأينا المواطنين يذبحون الذبائح ابتهاجا بسمو الأمير، ليتبين لنا مدى شوق الشعوب العربية إلى عودة الأمة لسابق عهدها من الحب والترابط والعمل العربي المشترك بعد هذا المنعطف الذي طال ولم نعد نسمع فيه غير التصريحات التي تزكي الكراهية والإعلام الذي ينفخ في النار، وأخبار سفك الدماء والهدم والدمار.
وكما كان دفء أجواء الزيارة في الأردن كان أيضا في تونس وتابع الملايين على السوشيال ميديا قول فخامة الرئيس التونسي لسمو الأمير: «كأني أعرفك منذ زمن طويل» هذه العبارة القليلة في كلماتها الكبيرة في معانيها ومضامينها، تكشف كم أن سمو الأمير حفظه الله ورعاه يحظى بحب من يلتقيه ويتمتع بـ «الكاريزما» التي استطاع أن يصل بها إلى قلوب القادة، فكيف بالشعوب، وما كان لسمو الأمير أن يحظى بهذه الخصوصية إلا لكونه قائدا مخلصا لشعبه وقضايا أمته استطاع أن يجعل لبلاده رصيدا هائلا من التقدير والاحترام الكبيرين على المستويين العالمي والإقليمي، فأصبح يشار إليه بالبنان.
هذا فضلا عن أن قطر لا تتواني عن تقديم يد العون والمساعدة لكل الأشقاء دون استثناء مما جعل فخامة الرئيس التونسي في اللقاء المشترك مع سمو الأمير بحضور وسائل الإعلام يحرص على تثمين وتطوير علاقة الأخوة مع قطر.. مذكرا بمواقف قطر المساندة لتونس على المستوى الاقتصادي في مواقف كثيرة كانت تونس خلالها في حاجة إلى من يأخذ بيدها.
وفي الجزائر كان تطابق وجهات النظر بين سمو الأمير وفخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية حول مختلف القضايا هو عنوان الزيارة، وهذه قيمة افتقدناها لسنوات ليست قليلة، لقد اشتاقت الشعوب العربية إلى سماع عبارة «تطابق في وجهات النظر» هذه العبارة التي غابت عن الأسماع العربية لسنوات وسنوات بفعل الشقاق والأزمات. الحديث حول نتائج الجولة يطول، ولعل القارئ الكريم قد تابع الكثير من التفاصيل عبر الفضائيات ووسائل الإعلام في الدول التي شملتها الجولة، وعبر السوشيال ميديا المتاحة في كل أرجاء المعمورة مما يغنينا عن الاستطراد والإطالة، لكن في الختام أقول ستظل قطر هي الأمل لكل من فقد الأمل، وهي السند لكل من يحتاج السند، والداعم لكل من يحتاج الدعم، والصديق وقت الضيق.
نسأل الله العزيز القدير أن يزيد من أخوتنا وقوة صلاتنا مع بعضنا البعض، ومع جميع أقطار أمتنا العربية والإسلامية، وأن يزيد قطر خيرا ورخاء، وعزا وازدهارا في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الأمير المفدى، حفظه الله ورعاه، وسدد على طريق الخير خطاه.
copy short url   نسخ
28/02/2020
3297