+ A
A -
عواصم - وكالات - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مسار الأحداث في إدلب السورية بدأ يتغير لصالح بلاده، وذلك بعد سيطرة قوات المعارضة على مدينة سراقب الاستراتيجية، وقطع طريقي حلب دمشق وحلب اللاذقية، في وقت دعا وزيرا خارجية ألمانيا وبلجيكا أمين عام الأمم المتحدة للانخراط بشكل أكبر لإنقاذ المدنيين في إدلب.
وأضاف أردوغان: «لولا دعم روسيا وإيران لما استطاع النظام السوري الصمود حتى الآن في البلاد». وتابع قائلاً: «لا يمكننا اعتبار الأسد صديقاً لنا، وهو الذي قتل مئات الآلاف من مواطنيه».
وأردف الرئيس التركي: «سقط 3 شهداء من جيشنا في إدلب، لكن في المقابل تكبدت قوات النظام خسائر فادحة». وتابع أردوغان: «قلبنا مسار الأحداث في ليبيا، حيث كان في السابق لصالح حفتر، وكذلك فعلنا في إدلب».
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي قوله إن قوات النظام السوري بدأت عملية لاستعادة مدينة سراقب بمحافظة إدلب بغطاء جوي روسي، بعد ساعات من إعلان فصائل المعارضة السورية المسلحة استعادة السيطرة عليها.
وتمكنت قوات المعارضة عبر استعادة مدينة سراقب أمس من قطع طريقي حلب دمشق وحلب اللاذقية الاستراتيجيين المعروفين باسم «أم 5» و«أم 4».
كما أعلنت هذه القوات فك الحصار عن جميع نقاط المراقبة التركية في محيط المدينة، خاصة بعد سيطرتها على بلدتي ترُنبَة وشابور.
وصرّح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بأن محادثات أنقرة مع الجانب الروسي حول منطقة إدلب السورية ستتضح نتائجها قريبا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أكار أمام أعضاء البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، تحدث فيها عن المستجدات في الشمال السوري، وخاصة في إدلب التي تشهد تصعيدا عسكريا من جانب النظام وداعميه. وقال أكار: «المحادثات مع الوفد الروسي (حول إدلب) وصلت نقطة معينة، وستتضح نتائجها، وسنحدد موقفنا على أساسها».
وشدد الوزير على أن توجيهات الرئيس رجب طيب أردوغان واضحة بشأن إدلب، قائلا: «القوات المسلحة تبذل جهودا من أجل إحلال السلام في إدلب بأقرب وقت». بدوره، قال عمر جليك، المتحدث باسم حزب االعدالة والتنمية التركي الحاكم، إن جيش بلاده استكمل استعدادته ليقوم بمهامه عند انتهاء المهلة المحددة لقوات النظام السوري من أجل الانسحاب إلى خلف نقاط المراقبة التركية وفقاً لاتفاق سوتشي. وأضاف جليك: «تركيا لن تقبل فرض النظام السوري أمراً واقعاً في إدلب برفضه الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها، ويجب أن لا تقبله روسيا أيضاً لأنه يتنافى مع اتفاق سوتشي».
وأوضح قائلاً: «الاستعدادات استكملت وقواتنا المسلحة ستقوم بمهمتها عندما تنتهي المهلة المحددة للنظام من أجل الانسحاب إلى الخطوط المحددة (حدود اتفاق سوتشي)».
وأردف: «لقاء أردوغان وبوتين سيكون نقطة تحول بخصوص تحرك تركيا ضد قوات النظام في إدلب».
وأكد: «يمكن لأنقرة وموسكو العمل على تحديد تاريخ مناسب حول لقاء زعيمي البلدين، لكن يجب أن ينعقد هذا اللقاء في وقت قريب». وشدّد جليك على أن التطورات في إدلب تمس بشكل مباشر الأمن القومي التركي.
وأشار إلى أن تركيا لا يمكن أن تقبل بالعدوان والاحتلال من قبل النظام، وخاصة فيما يتعلق بمحاصرة النقاط التركية في إدلب، وقال إن الرئيس أردوغان يعتزم إعادة التأكيد على مقترحات تركيا مع نظيره الروسي بوتين.
وأوضح أن المحادثات التي جرت بين تركيا وروسيا لم تسفر عن النتائج المرجوة من قبل أنقرة. ولفت إلى أن المقترحات المقدمة لا تلبي تطلعات تركيا، والعناصر المقترحة خلال المحادثات بين الوفود تخالف الاتفاقيات المبرمة.
ومنحت تركيا النظام السوري مهلة لنهاية فبراير الجاري، من أجل لانسحاب من المناطق التي سيطر عليها مؤخرا في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وإلا سيقوم جيشها بإخراج قوات النظام إلى خارج حدود اتفاق سوتشي.
وفي مايو 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلهم إلى اتفاق «منطقة خفض التصعيد» في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب وآخرها في يناير الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شنّ هجماتها على المنطقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية منذ 17 سبتمبر 2018.
copy short url   نسخ
28/02/2020
2172