+ A
A -
الدوحة - قنا - أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، أن ما تمتعت به دولة قطر من مرونة وقدرة فائقة على الصمود، بالإضافة إلى ما بذلته من جهود مبكرة لمد روابط الصداقة مع الحلفاء، كان العامل الأبرز الذي مكنها من تخطي أزمة الحصار خلال 72 ساعة فقط.
وأضاف سعادة الدكتور العطية خلال محاضرة ألقاها مساء أمس في جامعة جورج تاون في قطر بعنوان: «أمن الدول الصغيرة: قطر والدروس المستفادة من ألف يوم من الحصار»، أن «الحصار مثّل صدمة للشعب والحكومة القطرية بسبب الخيانة التي تعرضت لها البلاد، لكن قطر احتاجت إلى 72 ساعة فقط لتغطية أكثر من 80 بالمائة من احتياجاتها من المنتجات الغذائية التي كانت تأتيها من دول الحصار».
وأوضح أن قطر رغم حجمها الجغرافي والسكاني إلا أنها مسلحة بعوامل قوة عديدة من بينها القدرة على التعامل مع تغير البيئة المحيطة بها، حققت ما وصلت إليه من نجاحات مشهودة، مبينا أن الحجم الكمي من حيث عدد السكان، والقوة العسكرية، لم يعد مقياسا وحيدا لتحديد الدول الصغيرة، مؤكدا أن القوة الناعمة باتت تلعب دورا كبيرا في تصنيف الدول، إلى جانب قوة الردع والجانب الاقتصادي والاجتماعي.
التعاون الخليجي
ولفت سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع إلى أن دولة قطر واجهت تغيرا للمبادئ من قبل أطراف اتسمت بالجشع والتنمر، وأقدمت على خطوة دمرت منظمة التعاون الخليجي التي استمرت لأربعة عقود، وكانت الأكثر أمنا على مستوى العالم، محذرا من أنه «إذا لم تكن هنالك مراجعة جدية وقيادة حكيمة لوقف التنمر والجشع في البلدان الأخرى فإن دول الخليج لن تكون كما كانت عليه في السابق».
وحول حجم تأثير الحصار على أمن المنطقة والدروس المستفادة منه قطريا، قال سعادة الدكتور العطية إن قطر التي تودع ألف يوم من الحصار تبدأ في عد ألف يوم على استضافة كأس العالم 2022، مضيفا: «نحن أمة لا ننظر إلا إلى الأمام».
التأثير على المنطقة
وأكد سعادته على أن الحصار لم يستهدف التأثير على المنطقة فحسب بل على العالم بأسره لأن دولة قطر تحتل المرتبة الثانية في تصدير الغاز الطبيعي عالميا، وتوفر 30 بالمائة من احتياجات العالم من هذه المادة الأساسية، موضحا أن قطر أظهرت الالتزام بعهودها رغم حصول أسوأ السيناريوهات ووفرت الغاز حتى لأعدائها حين نظرت قيادتها الحكيمة إلى الجانب الإنساني وخافت من تأثير توقيف الغاز على مصالح وحياة الشعوب، وبرهنت على التزامها وقدرتها على شق الطريق رغم الأزمات.
وأشار إلى أن قطر تعمل على تعزيز القوة الناعمة لتحصين البلد في مواجهة جميع التهديدات، وذلك من خلال التثقيف وتوفير التعليم الجيد وتعزيز الابتكار اقتداء بالدول الصغيرة المتطورة، وقال «إن من مخاوف دول الحصار الأربع أن تستيقظ يوما لتجد قطر في مصاف دول مثل سنغافورة وهونج كونج في مجال التكنولوجيا المتطورة»، مبينا أن الأشهر القليلة القادمة ستشهد إعلانا في هذا الصدد سيفرح صدور الجميع.
أرضية للحوار
وفي رده على سؤال حول توفر أرضية للحوار مع دول الحصار، أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع أن قطر منفتحة تجاه الحوار وستقابل أي خطوة إيجابية بخطوتين إيجابيتين، «لكنها لن تذعن أو تستسلم للترهيب».
وأضاف سعادته في سياق حديثه عن مصير مجلس التعاون الخليجي: «إن دول الحصار لا ترغب في خروج قطر من المجلس لأن ذلك حماية لها في وجه الأخطاء التي ارتكبتها ضد قطر، ومنعا لانفراد قطر أمام المحاكم الدولية، وحتى تظل دول الحصار تتذرع بأن حصار قطر شأن داخلي وسيحل داخل البيت الخليجي»، موضحا أن قطر تنظر إلى المجلس بمنظور أشمل باعتباره مظلة جامعة للجميع، بينما ينظرون إليه كأداة لتحقيق مساع خاصة بهم.
وأشار سعادة الدكتور العطية إلى أن من عوامل القوة الناعمة انفتاح قطر على دول العالم، وعدم تبعيتها لسياسة المحاور في التحالفات، وتمكنها من خلق أرضية للحوار تجمع أطرافا مختلفة، الأمر الذي ضايق دولا ترى أن قطر يجب أن تكون تبعا لجهة ما، منوها في هذا الصدد إلى قرب نجاح المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان رغم الجهود التي بذلت لإفشال تلك المفاوضات، بالإضافة إلى نجاح الكثير من الوساطات الأخرى في جيبوتي واريتريا ولبنان، ما جعل قطر لاعبا موثوقا فيه على مستوى العالم.
موقف الولايات المتحدة
وردا على سؤال حول موقف الولايات المتحدة الأميركية من الحصار المفروض على قطر، قال سعادته إن «الخطأ الذي ارتكبته دول الحصار أنها نسيت أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وظنت أن وجود مساحات لمناقشة بعض القضايا مع الإدارة الأميركية والبيت الأبيض سيحقق لها ما أرادت»، مشيرا إلى عمق العلاقة بين الولايات المتحدة ودولة قطر والتعاون المشترك بينهما على مختلف الأصعدة والمجالات.
وفي رد على مداخلة لسعادة السيد نزار حسن الحراكي السفير السوري لدى الدولة، قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع إن «وضع الشعب السوري الذي يؤلم الجميع بات معقدا لتدخل عدة أطراف فيه»، إلا أنه أكد أن دولة قطر لن تتخلى عن دورها الإنساني وجهدها القانوني لدفع الدول الفاعلة للتحرك في اتجاه إغاثة الشعب السوري وضمان حقوقه.
copy short url   نسخ
26/02/2020
864