+ A
A -
انطلقت في جامعة قطر فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للإعلام والاتصال الذي ينظمه قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر بالتعاون مع معهد الجزيرة للإعلام تحت عنوان «أخلاقيات الممارسة الإعلامية وتزييف الوعي في عالم مضطرب»، وذلك في قاعة ابن خلدون بالجامعة.
ويشارك في المؤتمر الدولي الذي يستمر على مدار يومين العديد من الباحثين والأكاديميين والإعلاميين من جامعات ومعاهد عربية وأجنبية لمناقشة قضايا تخص أخلاقيات الممارسة الإعلامية والتحديات التي تواجهها على الصعد كافة.
وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في يومه الأول د. دايا توسو، من قسم الإعلام في جامعة هونغ كونغ، بكلمة عن إعادة التفكير في أخلاقيات الإعلام في العالم، فيما يشارك د. توماس هانيتش، من قسم الإعلام في جامعة LMU الألمانية كمتحدث رئيس في الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني ويتطرق إلى موضوع الأخلاقيات المهنية للصحفيين حول العالم.
وفي كلمة له، قال الأستاذ الدكتور إبراهيم الكعبي عميد كلية الآداب والعلوم: «لقد أحدثت الثورة الرقمية تحولات كبرى في مجال التواصل الإنساني، الأمر الذي أوجد تحديات لا يستهان بها في مجال الممارسة الاحترافية للإعلام، وانعكست هذه التحديات على أخلاقيات الإعلام بعد أن أصبح النشر الإعلامي يُمارَس من قِبَل ملايين المتواصلين عبر شبكة الإنترنت. يأتي مؤتمركم هذا في وقت أصبحت فيه الحاجةُ ماسةَ لتسليط الأضواء على الممارسات الإعلامية المعاصرة، ومدى التزامها بأخلاقيات المهنة، بعد أن كثر تزييف الأخبار وانتحال مصادرها، ودخلت جهات عِدّة لا علاقة لها بالمهن الإعلامية في عمليات مُمَنهجة، لإنتاج أخبار كاذبة قصد تزييف الوعي، وخلق رأي عام مصطنع يتم توظيفه في صراعات سياسية، وفي وقت أصبح فيه الإعلام التقليدي الرصين، يعاني من صعوبة الاستمرارية، بسبب رحابة الفضاءات الرقمية واستيعابها لكافة الناس. إن خطورةَ الوضعِ الراهنِ تكمن في العولمةِ التواصليةِ التي تجعل الأخبار الكاذبة والممارسات الإعلامية غير الملتزمة بأخلاقيات المهنة، تنتشر على نطاق العالم، وتعزز رسم الصور الذهنية السلبية للمجتمعات».
وفي تصريحٍ له، قال د.كمال حميدو رئيس قسم الإعلام في جامعة قطر: إن «أهمية المؤتمر تكمن في أن موضوع أخلاقيات الممارسة الإعلامية يتجاوز البعد الأكاديمي في تداعياته، لأن الخطاب الإعلامي حين يتحرر من المعايير والضوابط الأخلاقية قد يدفع بصانعيه إلى الابتعاد عن الدقة، والموضوعية والتوازن، دون مراعاة لعواقب ذلك على العلاقات الإنسانية».
وأوضح د.حميدو في تصريح له أن مناقشة قضية أخلاقيات الممارسة الإعلامية اليوم تستوجب من الجميع إيلاء الاهتمام الكافي بها خاصة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البشرية، ومن تاريخ المنطقة العربية، التي تشهد تزايد الاضطرابات السياسية والاجتماعية ونمو «الخطاب السياسي والإعلامي الشعبوي».
وتتلخص أهم محاور المؤتمر التي ستتم مناقشتها عبر جلسات علمية متنوعة في الأخبار الكاذبة والذباب الإلكتروني وتزييف الوعي، والاسلاموفوبيا وخطاب الكراهية والتحريض وانهيار أخلاقيات الإعلام، إضافة إلى التوظيف السياسي والتطرف وتداعياته على أخلاقيات الإعلام، والفجوة بين تدريس أخلاقيات الإعلام والممارسة في الميدان، والبيئة الرقمية وأخلاقيات الممارسة الإعلامية. وفي ورقتها العلمية، قدَّمت الباحثة خولة مرتضوي من جامعة قطر ملخصًا لورقتها العلمية بعنوان: مظاهر إساءة الإعلام الغربي للإسلام والمسلمين-قراءة في الممارسات الإعلاميَّة الغربيَّة اللاأخلاقيَّة- وقالت في كلمة لها: «إنَّ وسائل الإعلام الغربية شنَّت حربا ضروسا على الإسلام والمسلمين، حيثُ رسَمَت هذه الوسائل العالمية التي يتعرّض لها ملايين الجماهير في مختلف أصقاعِ العالم؛ صورا ذهنية غير مُنصِفَة ومتحيِّزة، هدفَت إلى تشييد ثقافة عالمية جمعية تُعادي الإسلام والمسلمين».
copy short url   نسخ
26/02/2020
2225