+ A
A -
تونس - قنا - غادر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح أمس، العاصمة تونس بعد زيارة رسمية إلى الجمهورية التونسية الشقيقة، متوجها بحفظ الله ورعايته إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة.
وكان في وداع سموه والوفد المرافق بمطار تونس قرطاج الدولي، أخوه فخامة الرئيس قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، والسيد الشاذلي بوعلاق والي تونس، والسيد صبري باش طبجي كاتب الدولة للشؤون الخارجية، وعدد من كبار المسؤولين التونسيين، وسعادة السيد سعد بن ناصر الحميدي سفير دولة قطر لدى تونس، وسعادة السيد سامي السعيدي سفير تونس لدى الدولة، والسادة أعضاء السفارة القطرية بتونس.
وبعث سمو الأمير المفدى ببرقية إلى أخيه فخامة الرئيس التونسي ضمنها بالغ الشكر والتقدير على الحفاوة والتكريم الذين قوبل بهما سموه والوفد المرافق خلال الزيارة التي أتاحت الفرصة للقاء فخامته وتبادل الرأي معه حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل دعم وتعزيز علاقات البلدين الثنائية في مختلف المجالات لما فيه خير ومصلحة الشعبين، معربا سموه عن تقديره وتمنياته لفخامته بموفور الصحة والسعادة وللشعب التونسي الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.
وثمن محللون نتائج زيارة صاحب السمو لتونس، مؤكدين على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، ويعود تاريخ العمل الدبلوماسي بين قطر وتونس إلى عام 1974 حين افتتحت الدوحة أول سفارة لها في العاصمة التونسية.
ولم يترك زعماء تونس مناسبة إلا وأشادوا فيها بقطر ودورها، وكان أبرزها ما قاله الرئيس التونسي الراحل الباجي السبسي عن قطر بأنها «قادرة على منافسة الدول العظمى على الساحات وفي المحافل الدولية».
كما أكد السبسي أن «قطر دولة ناجحة ونموذج طيب للإبداعات العربية، وتجربتها الاقتصادية والسياسية محط إعجاب العديد من الدول والشعوب العربية والغربية على السواء، وفيها الطاقات الشابة التي تعتبر من أحسن إنجازاتها».
كذلك تعد قطر من أهم المستثمرين الأجانب بتونس؛ إذ تحتل المرتبة الثانية من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بنحو 16 % من حجم الاستثمارات المتوفرة في البلاد.
شراكات قوية
مديحة معمري، الصحفية بالتلفزة الوطنية التونسية، تؤكد أن دولة قطر من أكبر المستثمرين في تونس، حيث حافظت على مكانتها كأحد أهم شركائها الماليين والاقتصاديين بعد الثورة.
وتعد قطر، وفق حديث معمري، أول دولة عربية مستثمرة في الاقتصاد التونسي باستثمارات إجمالية في مختلف القطاعات الرئيسية والحيوية، تصل إلى قرابة 3 مليارات دولار.
ومن أبرز المشروعات الاستثمارية لقطر بتونس، وفق ما توضح معمري، مشروع توزر السياحي الذي تملكه شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري؛ وهو مجمع سياحي من أكبر المجمعات والأول بالجنوب التونسي ودُشن مؤخراً.
كما توجد استثمارات شركة «أوريدو» في قطاع الاتصالات التونسي، إلى جانب قيام بنك قطر الوطني بافتتاح فروع للبنك بتونس.
وحول المستوى المالي، تبين الصحفية التونسية أن قطر قدمت وديعة بقيمة 500 مليون دولار لدعم احتياطيات تونس من العملة الصعبة، سبقها قرض بقيمة 500 مليون دولار، من خلال الاكتتاب في سندات لمساعدة الحكومة على تحقيق التنمية في المناطق الداخلية هذا بعد ثورة 14 يناير.
وتشهد المبادلات التجارية بين البلدين، وفق معمري، نمواً مطرداً حيث تضاعف حجم التجارة خلال السنتين الأخيرتين وتكثفت المشاركات المتبادلة في المعارض الدولية، ولا سيما المعارض المتخصصة التي تقام في البلدين.
كما يمثل التشغيل أحد أهم ركائز التعاون التونسي القطري، إذ واصلت قطر عبر جملة من الآليات، ولا سيما منها صندوق الصداقة القطري، وصندوق قطر للتنمية، ومؤسسة «صلتك»، تمويل العديد من المشاريع التنموية في تونس وخاصة منها المشغلة لفئة الشباب، والحديث لمعمري.
وتكمل بالقول: «شهد التعاون الفني بين تونس وقطر في هذا الإطار قفزة نوعية وكمية طيلة السنوات الخمس الأخيرة، حيث بلغ عدد التونسيين المقيمين بقطر نحو 27 ألف مقيم».
وحول أهمية زيارة صاحب السمو لتونس، تؤكد معمري أنها تأتي من حيث إنها الأولى بعد انتخاب قيس سعيّد رئيساً للبلاد، وهو الذي بادر بدعوة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لذا من الواضح أن الجانب القطري يسعى لتدعيم التعاون الاقتصادي بما أن الوفد يضم شخصيات رفيعة.
علاقات استراتيجية
الكاتب والمحلل السياسي أنور القاسم، يؤكد أن العلاقات بين دولة قطر والجمهورية التونسية ترقى إلى المستوى الاستراتيجي، حيث كانت قطر أول دولة عربية تقف إلى جانب تونس في المرحلة الانتقالية، التي مرت بها في أعقاب ثورة 2011.
وتهدف الزيارة، وفق حديث القاسم إلى تمتين العلاقات السياسية بين تونس وقطر، التي تُعتبر مثالاً يحتذى في العلاقات المتميزة والتعاون الاقتصادي المكثف بين البلدين، الذي تترجمه الأرقام وتطورها من سنة إلى أخرى.
ويلفت القاسم إلى أنه «ليس من باب الصدفة أن يكون المكتب الوحيد لوكالة الاستثمار الخارجي التونسي في العالم العربي مفتوحاً في الدوحة، لأن قطر تعتبر من أهم المستثمرين في تونس، إذ تحتل المرتبة الثانية من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة».
ووقفت الدوحة «وقفات كريمة بجانب تونس وشعبها»، كما يؤكد القاسم، حيث احتضنت تونس نهاية العام 2016 مؤتمراً دولياً للاستثمار «تونس 2020»، الذي جاء بمبادرة من سمو أمير قطر، وكان الهدف من المؤتمر دعم الاقتصاد والاستثمار في تونس، ومساندة خطة الحكومة في التنمية والنهوض الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز الاستقرار السياسي، وحشد الدعم الإقليمي والدولي لها.
copy short url   نسخ
26/02/2020
1264