+ A
A -
فلسطين - الوطن - أمين بركة
أكد متابعون ومحللون سياسيون على أهمية زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى المملكة الأردنية الهاشمية.
وأشار هؤلاء خلال أحاديث لـ الوطن إلى أن زيارة حضرة صاحب السمو للأردن تأتي في وقتها، خاصة في ظل التحديات التي تعصف بالمنطقة العربية وعلى رأسها المحاولات الأميركية والإسرائيلية الهادفة إلى تمرير خطة واشنطن للسلام في المنطقة المعروفة إعلاميا بـ «صفقة القرن».
وشددوا خلال تصريحات لـ الوطن على أن الزيارة ناجحة بكل المقاييس، والدليل على ذلك حجم الترحيب الشعبي والرسمي الكبير الذي أظهره الأردنيون لحضرة صاحب السمو والوفد المرافق له، بالإضافة إلى حجم الزخم الإعلامي الاستثنائي الذي حظيت به الزيارة في وسائل الإعلام الأردنية.
عمق العلاقات الطيبة
وقال البروفيسور جمال الشلبي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية بالأردن: لا شك في أن زيارة حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للأردن تعد أمرا مفرحا للأردنيين على المستويين الرسمي والشعبي، كون الأردن يمر في هذه الأوقات بوضع سياسي واقتصادي خانق ومتوتر؛ فمن ناحية سياسية يشعر الأردن بالوحدة بعد إعلان السيد دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط التي أطلق عليها صفقة القرن ما اعتبره الأردن خطرا وجوديا عليه دون أي دعم واضح وصريح من بعض الدول». ومن ناحية أخرى -بحسب الشلبي- يعيش الأردن وضعا اقتصاديا صعبا في ظل مديونية تقترب من الـ 50 مليار دولار، وحوالي 20 % من البطالة، وضغط ما يقارب المليون والنصف مليون لاجئ سوري دون أن تصل أي مساعدة من أحد.
ونوه الشلبي خلال حديثه لـ الوطن بأن هذه الزيارة تكتسب أهمية قصوى بالنسبة للأردن لأن حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر حمل معه بعض الحلول والمبادرات والشراكات الاقتصادية مع الأردن الذي يتوافق معه في الكثير من الملفات، خاصة وأن دولة قطر تعد الدولة الوحيدة التي أبرزت تعاطفها مع الأردن ودعمته بـ 500 مليون دولار، وعملت على خلق فرص عمل لـ 10 الآف أردني سابقا والآن قامت بخلق 10 آلاف وظيفة أخرى ودعمت صندوق التقاعد العسكري بمبلغ 30 مليون دولار، كما أن قطر تستضيف حوالي 60 ألف أردني يعملون في كافة القطاعات وخاصة التعليم والتعليم العالي منه، ولديها استثمارات تقدر بملياري دولار في الأردن.
وتابع الشلبي: «نحن أمام زيارة تاريخية مهمة لأمير دولة قطر ولا سيما في بعديها السياسي والاقتصادي الذي تركز عليهما عمان رسميا وشعبيا، الأمر الذي قد يسهم في توحيد المواقف السياسية لاحقا حول الكثير من القضايا العالقة خاصة الأزمة الخليجية التي تضر بالعالم العربي».
ولفت الشلبي إلى أن العلاقات الأردنية القطرية تتسم بالقوة والتشابك والاحترام خاصة في ظل التشابه السياسي والاجتماعي، وهذه العلاقات متينة وقائمة على المودة والاحترام المتبادل.
وختم الشلبي حديثه قائلا: «باختصار، هذه زيارة جاءت في وقتها بالنسبة للأردن، وربما تسهم في ابراز دور دولة قطر وأميرها كأحد أدوات التضامن والتوحد العربي المطلوب، خاصة وأن لقطر دورا سياسيا كبيرا ومهما ومعروفا على المستوى الإقليمي والدولي في الماضي والحاضر».
زيارة مهمة
بدوره، لفت المحلل السياسي محمد شاهين إلى أهمية زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى الأردن.
وقال شاهين لـ الوطن «إن هذه الزيارة مهمة وتاريخية بكل المقاييس، وجاءت في وقتها المناسب لتؤكد من خلالها دولة قطر وقوفها مع الشعب الأردني وتضامنها معه في وجه ما يتعرض له، خاصة في ظل صفقة القرن». وأشار شاهين إلى أن هذه الزيارة مهمة أيضا من الناحية الاقتصادية، كون أن دولة قطر تعهدت بخلق حوالي 10 آلاف فرصة عمل جديدة للأردنيين، والتبرع بمبلغ 30 مليون دولار لصندوق التقاعد العسكري. وأشار إلى أن حجم الترحيب الذي قوبل به حضرة صاحب السمو خلال الزيارة يظهر مدى الاحترام الذي يكنه الشعب الأردني للشعب القطري، كما يدلل على عمق العلاقات بين الشعبين، والتقدم الملحوظ في حجم العلاقات بين البلدين، منوها إلى أن هذه الزيارة تفتح آفاقا جديدة وواعدة لتعزيز التعاون وتطوير العلاقات بما يخدم مصلحة البلدين.
copy short url   نسخ
25/02/2020
514