+ A
A -
عواصم - وكالات - شنت طائرات روسية غارات جوية أمس على محيط نقطة مراقبة تركية في ريف حماة شمالي سوريا، بينما أبدى الكرملين اهتمامه بعقد قمة مع تركيا وألمانيا وفرنسا بشأن الأوضاع في سوريا. وقالت تقارير اعلامية إن الغارات استهدفت محيط النقطة التركية الواقعة في منطقة شير مغار بريف حماة.
كما شنت طائرات حربية روسية وسورية غارات على قريتي جوزف والفطيرة في جبل الزاوية بريف إدلب.
واستهدفت غارات النظام وروسيا أيضا مدينة كفرنبل جنوب إدلب بأكثر من 18 غارة. وقال الدفاع المدني السوري في مناطق المعارضة إن الطائرات الحربية ومدفعية النظام السوري استهدفتا 12 منطقة في إدلب بعشرات الغارات والصواريخ.
وفي وقت أكدت الرئاسة الروسية تأييد الرئيس فلاديمير بوتين لعقد قمة رباعية تجمع تركيا وفرنسا وروسيا وألمانيا لبحث الملف السوري.
وأعلن ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن بوتين يعرب عن تأييده لعقد قمة رباعية حول سوريا.. مشيرا إلى أن عملية تنسيق موعد القمة «لا يزال مستمرا».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قال، «إن قمة الأربعة حول سوريا ستعقد في مدينة إسطنبول، بمشاركة كل من أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية والرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون».
يشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا يوم الجمعة، إلى عقد قمة رباعية في إسطنبول تضم زعماء تركيا وفرنسا وروسيا وألمانيا، لمناقشة الأوضاع في محافظة إدلب السورية.
وهرباً من المعارك في شمال غرب سوريا، قرر أبو جابر الإقامة قرب الجدار الاسمنتي الذي شيّدته تركيا عند حدودها. وخشية من تقدم قوات النظام أكثر، صنع سلّماً ينوي تسلّقه وعائلته لاجتياز العوائق نحو الضفّة الأخرى.
ودفع التصعيد العسكري لقوات النظام وحليفتها روسيا في محافظة إدلب ومحيطها منذ مطلع ديسمبر نحو 900 ألف شخص إلى النزوح، توجّه عدد كبير منهم إلى مناطق قريبة من الحدود التركية باعتبارها أكثر أماناً.
قرب بلدة كفرلوسين، تقيم عشرات العائلات النازحة في غرف متواضعة تم بناؤها في مخيم عشوائي على بعد أمتار من الجدار الاسمنتي الفاصل بين الأراضي السورية والتركية. ويعلو بعضها خزانات مياه بلاستيكية أو ألواح للطاقة الشمسية.
وباتت الغرف، التي شُيّدت تباعاً وبينها خيم يقطنها نازحون جدد، أشبه بقرية صغيرة. ويلهو أطفال قرب الجدار محاولين تسلقه، ويرتدي أحدهم بزة عسكرية عليها العلم التركي.
ويقول أبو جابر (45 عاماً) الذي يقيم مع عائلته المؤلفة من والده ووالدته وزوجته وأطفالهما في المخيم العشوائي لفرانس برس «أتينا إلى المكان الآمن إلى جانب الجدار التركي».
وفرّت العائلة من ريف حماة الشمالي، المجاور لإدلب، قبل ستة أشهر على وقع تقدّم قوات النظام في المنطقة. وجراء التصعيد الأخير في إدلب، يخشى أبو جابر ألا يكون أمامه من خيار إلا اجتياز الحدود حفاظاً على أرواح أطفاله، الذين فقد أحدهم وعمره 10 سنوات عينه وبُترت يده جراء قصف سابق، قبل نزوحهم من قريتهم.ويوضح وهو يرتدي الزي العربي التقليدي «في هذه المرحلة السيئة .. قررت تجهيز سلّم وفي حال تقدّم النظام.. قررت أن أقطع الجدار لأحافظ على حياة الأطفال». ويسأل «أين سنذهب؟ إما أن يبيدوا البشر أو ندخل إلى تركيا».
ويشرح بحزم «أنا لا أختار الذهاب إلى تركيا، سوريا عندي أغلى من مال الدنيا ومن بلدان العالم كلها، لكن أريد الأمان، أريد أن أنام وأريد المأوى والتدفئة وإطعام الأطفال».
وتدفّق عشرات آلاف النازحين إلى مناطق حدودية أو قريبة منها على وقع تقدّم قوات النظام منذ ديسمبر. وناشد رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي «الدول المجاورة (لسوريا) بما في ذلك تركيا توسيع نطاق استقبال الواصلين، حتى يتمكن من هم أكثر عرضة للخطر من الوصول إلى بر الأمان».
وتسبّب الهجوم على إدلب بأكبر موجة نزوح في سوريا منذ بدء النزاع عام 2011. وتصف منظمات دولية المحافظة بـ «المخيم الضخم» كونها تؤوي أساساً ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً نازحون فروا على مدى السنوات الماضية يريدمن محافظات أخرى.قبل أسبوعين، نزح عبد الرزاق سلات (55 عاماً) مع زوجته وثمانية أولاد بينهم أطفال من بلدة بنّش القريبة من مدينة إدلب بعدما استهدفها القصف. ويقيمون حالياً مع عائلة شقيقة زوجته في خيمة عند الجدار الحدودي. ويقول «نحن 19 شخصاً، سكنا هنا بحثاً عن الأمان».
copy short url   نسخ
24/02/2020
615