+ A
A -
{ تصوير - ناصر حسن
تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، بدأت أمس أعمال مؤتمر لويدز قطر للموانئ واللوجستيات 2020 الذي تستضيفه وزارة المواصلات والاتصالات على مدى يومين بتنظيم مشترك بين مواني قطر كشريك استراتيجي ولويدز العالمية.
ويجمع المؤتمر أكثر من 450 من الخبراء وصناع القرار والمختصين في مجالات الموانئ والنقل البحري واللوجستيات، بالإضافة إلى ممثلين وأعضاء بالمنظمات الدولية، كالرابطة الدولية للموانئ والمرافئ، والمنظمة البحرية الدولية، والرابطة الدولية لجمعيات التصنيف.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات أهمية هذا المؤتمر الذي يتناول بالبحث المستجدات والرؤى والأفكار في القضايا التي تهم الموانئ والنقل البحري واللوجستيات وسبل استدامتها، لافتا إلى أن قطاع النقل يعد شريان الاقتصاد العالمي.
وأشار سعادته في سياق كلمته إلى إنجازات دولة قطر في تطوير القوانين والتشريعات والخطط في مجال النقل، واستثمارها مبالغ ضخمة لتطوير مشاريع البنية التحتية لقطاع النقل والخدمات المساندة لها، لمواكبة التغيرات والتطورات المتلاحقة، ولتكون إرثا حقيقيا للأجيال المقبلة، مما يحقق أهداف رؤية قطر الوطنية «2030»، مضيفا أن هذه الاستثمارات حققت تطورا لافتا للقطاع البحري على كافة الأصعدة وأسهمت في وضع دولة قطر بمكانة رائدة وسمعة متميزة على خريطة القطاع البحري العالمي.
ولفت سعادته إلى الإنجازات التي حققتها الدولة في هذا القطاع بفضل الخطة الاستراتيجية للوزارة والهادفة إلى تحويل دولة قطر إلى مركز تجاري ولوجستي إقليمي حيوي في المنطقة، موضحا أن دولة قطر جاءت في المرتبة 12 عالميا في مجال جودة البنية التحية للموانئ في تقرير التنافسية لعام 2019 الصادر عن البنك الدولي، كما صعدت 4 مراتب في جودة خدمات الموانئ لتصبح في المرتبة 15 عالميا.
ومن حيث كفاءة الخدمات اللوجستية، أفاد سعادته بأن ترتيب قطر جاء في المرتبة الثانية عربيا والـ 30 عالميا، كما ارتفع ترتيبها من 26 إلى 9 عالميا في مؤشر الشحنات الدولية في غضون عامين فقط، وهو ما يعكس النمو الكبير في حجم الشحن الدولي بفضل الإمكانيات المتطورة لميناء حمد.
وأوضح سعادة الوزير أن البنية التحتية المتطورة والتقنيات الحديثة لميناء حمد أسهمت في اجتذاب كبريات شركات الشحن العالمية، كما لعبت التكنولوجيا الحديثة المستخدمة فيه دوراً مهماً في سرعة إنجاز عمليات المناولة، مما ساهم في تقديم خدمات أشمل وحلولٍ أكثر تتيح للعملاء تحقيق الاستفادة القصوى في بيئة تنافسية مثالية للأعمال. ولفت سعادته إلى أن ميناء الرويس الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنشيط التبادل التجاري مع الدول المجاورة، استطاع المحافظة على نمو ثابت في أحجام المناولة التي قدمها، في حين سيساهم ميناء الدوحة بعد عمليات التطوير التي قامت بها وزارة المواصلات والاتصالات في دعم خطط وعوائد القطاع السياحي في الدولة من خلال الرحلات البحرية عبر السفن العملاقة.
وعلى صعيد الاستثمارات الخارجية في مجال الموانئ، قال سعادته إن شركة «كيوتيرمنلز» بدأت أولى خطواتها في تحقيق استراتيجيتها الخاصة بالاستثمارات الخارجية كشركة قطرية متخصصة في إدارة الموانئ، وذلك من خلال امتياز تطوير وإدارة وتشغيل ميناء أوليفيا الأوكراني.
وفي المجال البيئي، أكد أن دولة قطر قطعت خطوات استباقية في حماية البيئة البحرية، وقال إن حصول ميناء حمد على الاعتراف الدولي كأحد أكبر الموانئ الخضراء في العالم يؤكد تبني أحدث الممارسات المبتكرة القائمة على الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة.
وحول التهديدات السيبرانية التي تعد واحدة من الموضوعات التي يناقشها المؤتمر، أشار سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي إلى «أن المنطقة والعالم بأسره تدخل في عصر جديد مختلف ومليء بالتحديات ولعل من أهمها التهديدات السيبرانية»، لافتا إلى أن «قطاع النقل البحري أصبح يعتمد بشكل وثيق على التقنيات الجديدة المرتبطة بشبكة الإنترنت والتطبيقات الحديثة في إدارة أصوله فأصبح من الضروري التحضير لمواجهة هذه التهديدات».
ولفت سعادته إلى أن وزارة المواصلات والاتصالات قطعت خطوات متقدمة لإصدار دليل لتأمين الأصول البحرية في تطبيقات تشغيل الموانئ والسفن، «ليكون عند إصداره الأول من نوعه في المنطقة، وليعزز تطبيقه من توظيف أحدث وسائل الحماية للأصول الإلكترونية البحرية وكافة المعلومات».
وأكد سعادته أن كل هذه الجهود تهدف إلى ربط دولة قطر بالاقتصاد الإقليمي والعالمي، معتبرا المؤتمر فرصة ملائمة للتعريف بهذه الجهود والمشاركة في رؤية الوزارة طويلة الأجل وخططها الحالية في تطوير نظام نقل بحري متميز يكون معياراً عالمياً للجودة والكفاءة والربط، بما يعزز من مكانة الدولة كمركز تجاري عالمي.
وفي السياق ذاته، قال سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات إن حصول «كيوتيرمنلز» على امتياز تطوير وإدارة وتشغيل ميناء أوليفيا الأوكراني، لن يكون الاستثمار الخارجي الأخير، حيث ستتوسع «كيوتيرمنلز» في تطوير وإدارة وتشغيل موانئ أخرى دولية.
ولفت سعادته في تصريحات صحفية إلى أن ميناء حمد حقق نموا سنويا بلغ نحو 30 % في العام الماضي، متوقعا المزيد من النمو خلال السنوات المقبلة بفضل الاتفاقيات الموقعة مع كبرى شركات الشحن في العالم.
وأضاف سعادته، «أن المزايا التفضيلية والعلاقات الوثيقة التي تم بناؤها مع الشركاء العالميين عززت حصة قطر التجارية، وساهمت في تحويل ميناء حمد إلى ميناء محوري إقليمي لإعادة التصدير وإدارة شحنات المسافنة بنمو سنوي بلغ نحو 30 % في 2019، ولتعزيز هذا النمو في السنوات المقبلة تم توقيع اتفاقيات مع كبرى شركات الشحن بالعالم». وأفاد بأن ميناء حمد يستحوذ على 27 % من التجارة البحرية في المنطقة، بفضل الإمكانيات المتطورة التي يتمتع بها، بالإضافة إلى دوره المهم في تأمين سلاسل إمداد مستقرة ومستدامة توفر للعملاء خدمات متكاملة وتنافسية.
وأشار إلى أن ميناء حمد سيشهد قبل نهاية العام الجاري تحولا مهما يتمثل في إدخال نظام كهربائي متكامل ليكون أول ميناء يدخل نظام شحن وكهرباء متكامل صديق للبيئة، وذلك في إطار توجهات الدولة نحو الأنظمة الصديقة للبيئة.
وحول استضافة هذا المؤتمر، قال سعادة الوزير إن هذا الحضور الدولي في هذا الحدث دليل على التواجد القوي لموانئ قطر في المنطقة، مضيفا «أن دولة قطر سجلت هذا العام معدلات عالية في الشحن والمناولة في المنطقة وكذلك في جودة البنية التحتية وفقا لتقرير البنك الدولي، ومهيأة لمزيد من التقدم خلال السنوات المقبلة».
وأعرب عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن توصيات مهمة في القضايا التي تهم الموانئ والنقل البحري واللوجستيات وسبل استدامتها، إلى جانب عقد شراكات مع موانئ قطر و«ملاحة» و«كيوترمينلز» تؤدي إلى استثمارات جديدة في الشحن البحري وفي البنية التحتية سواء في موانئ قطر أو موانئ خارجية.
copy short url   نسخ
19/02/2020
1228