+ A
A -
الدوحة- قنا - انطلقت أمس أعمال الملتقى الخليجي للزلازل في نسخته الحادية عشرة، والذي تستضيفه الهيئة العامة للطيران المدني تحت رعاية سعادة السيد جاسم بن سيف أحمد السليطي وزير المواصلات والاتصالات.. ويشارك في الملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجالي علم الزلازل والهندسة الزلزالية، وذلك للاستفادة من الأبحاث والتكنولوجيات الحديثة من أجل توفير التدابير اللازمة للحد من المخاطر الزلزالية والتخفيف من المعاناة البشرية والخسائر المادية الناجمة عن هذه المخاطر في مختلف أنحاء العالم وبشكل خاص في منطقة الخليج العربي. وسيشمل الملتقى العديد من الجلسات، كما سيناقش 45 ورقة عمل بحثية متعلقة بالشبكات الزلزالية ومعالجة البيانات، والحركات التكتونية والخطر الزلزالي، فضلاً عن مخاطر الزلازل والهندسة الزلزالية وإدارة الكوارث.
وخلال كلمته الافتتاحية أمام الملتقى، أكد سعادة السيد عبد الله بن ناصر تركي السبيعي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، على أهمية انعقاد هذا الملتقى في ظل حرص دولة قطر على تعزيز مفهوم الاستدامة في الاقتصاد والمجتمع والبيئة والإنسان، وتسخير كافة الموارد والامكانيات لضمان أعلى مستويات الأمن والأمان والرفاهية والاستقرار لشعبها وتأمين استمرارها جيلاً بعد جيل.
وقال سعادته: لا يخفى على أحد مدى أهمية وتأثير الظواهر الطبيعية المختلفة على حياة الناس بشكل عام، ولعل الزلازل إحدى أكثر هذه الظواهر تعقيداً كونها تحدث فجأةً دون سابق إنذار وتخلّف وراءها دماراً كبيراً وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، كما أنها لا تقف عند الحدود السياسية للدول، ولا تميز بين الشعوب.
ولفت إلى الخسائر البشرية التي خلفتها الزلازل خلال القرن الماضي، حيث وصلت حصيلة القتلى الناتجة عن الزلازل إلى ما يزيد عن مليوني شخص حول العالم، إضافة إلى آثارها المدمرة على المرافق الحيوية والبنى التحتية والموروثات الاجتماعية والثقافية والعلمية للدول، مشيراً إلى أن هذا الواقع يعزز من أهمية انعقاد هذا الملتقى ودور المشاركين فيه، في عرض أبحاثهم العلمية والوقوف على كل ما هو جديد في مجال الزلازل والهندسة الزلزالية وإتاحة الفرصة للعاملين في هذا المجال لتبادل الأفكار والآراء من أجل تحقيق التعاون المستقبلي بين المشاركين لإجراء البحوث والدراسات المشتركة والاستفادة منها للتقليل من الآثار الكارثية والحد من الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن الزلازل.
وأكد السبيعي على حرص واهتمام دولة قطر على الحد من المخاطر المصاحبة لأي زلزال قد يضرب المنطقة وتمتد تأثيراته للبلاد، وذلك عبر التواصل محليا وإقليميا ودولياً واستقاء آخر المعلومات حول الزلازل بجانب تعزيز الدور الحيوي للشبكة القطرية للمعلومات الزلزالية والاستفادة مما توفره من معلومات وبيانات.
وقال السبيعي، في تصريحات صحفية إن «دولة قطر في مأمن من الزلازل»، موضحا في الوقت ذاته إلى أن «الزلازل كونها ظاهرة طبيعية وبالأخص في المناطق التي تقع على خط زلزالي، كالمناطق الواقعة في شمال الخليج العربي وإيران، لكننا مهتمون باتخاذ كافة الإجراءات تحسباً لأي طارئ».
وشدد على أن الهيئة العامة للطيران المدني ممثلة بإدارة الأرصاد الجوية، على تنسيق دائم ومستمر مع اللجنة الوطنية للطوارئ عبر تبادل المعلومات وتحديثها بشكل مستمر، فضلاً عن التنسيق المستمر مع مختلف قطاعات الدولة فيما يتعلق بالزلازل في حال وقوعها لا سمح الله، بهدف الاستعداد التام لأي طارئ والحد من تأثيره عبر تفعيل خطة محكمة للطوارئ.
وبين أن هناك تنسيقا خليجيا وربطا وتبادلا للمعلومات مع الدول المشاركة في الملتقى، بغية تحقيق اقصى استفادة من آخر المستجدات والمعلومات المتعلقة بالزلازل.
وأشار إلى أن الشبكة القطرية للمعلومات الزلزالية والمزودة بأحدث التقنيات والأنظمة التكنولوجية، تشمل تسع محطات للرصد الزلزالي، ثلاث محطات منها عميقة يتجاوز عمقها المائة متر وست محطات سطحية، مؤكداً ان تلك المحطات ستوفر معلومات حيوية بجانب دورها المهم في مراقبة أي نشاط زلزالي والإنذار بقرب حدوث أي زلزال.
وتابع قائلاً: تقوم تلك المحطات برصد الزلازل والهزات التي تحدث في المناطق المحيطة بنا مما يمكننا من إصدار الإنذار في الوقت المناسب واتخاذ كافة التدابير والاحتياطات اللازمة للحد من تأثير الكوارث.
وأشاد السبيعي بالكفاءات القطرية العاملة في هذا المجال، مؤكداً أن تلك الكوادر التي تشكل غالبية العاملين في وحدة الرصد الزلزالي، مهيأة ومدربة وفق أعلى المعايير لتتمكن من أداء دورها على أكمل وجه وتكون قادرة على العمل في هذا المجال بكفاءة واقتدار.
من جهته أكد السيد عبدالله محمد المناعي مدير إدارة الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني في تصريحات مماثلة، ان هذا الملتقى يشكل فرصة سانحة لدولة قطر ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني للاستمرار في التباحث في علم الزلازل ومحاولة تطوير مراكز الإنذار المبكر وذلك بهدف الحد من مخاطره والتي قد تحدث في أي مكان في العالم.
وأوضح المناعي أن عقد مثل هذا الملتقى سيعود بالفائدة على الجميع، بجانب ما يقدمه من محاولة لفهم دورة الزلازل وفهم إمكانية الإنذار المبكر منها.
وحول الشبكة القطرية للمعلومات الزلزالية، أوضح مدير إدارة الأرصاد الجوية أن الشبكة تقوم بعمليات رصد وتقدم معلومات غاية في الأهمية، مشيراً إلى انها لم تصل بعد إلى مرحلة التنبؤ بالزلازل إلا أن لها دورا مهماً في رصد المعلومات المتعلقة بالزلازل بجانب متابعة آخر التطورات في هذا المجال على مستوى العالم.
وشدد المناعي على أهمية المشاركة في الملتقيات بجانب أهمية تبادل المعلومات وأضاف.. «إلى جانب ذلك فنحن كذلك أعضاء في الشبكة العالمية للزلازل، ونسعى للقيام بدورنا والاسهام في التخفيف من حدة الاثار المترتبة على الزلازل وتقليل مخاطرها وصولاً إلى التنبؤ بها قبل وقوعها في المستقبل».
وتطرق المناعي لمحطات الرصد الزلزالي التسع، موضحاً أن ثلاثا منها عميقة يصل عمقها إلى مائة متر، وهي تقوم باستشعار الزلازل البعيدة نسبياً، أما الست الباقية فإنها سطحية، مبينا أن الشبكة مناسبة لدولة قطر.
وأشار إلى ان المرحلة القادمة ستركز على تثقيف المواطنين والمقيمين وزيادة وعيهم بالزلازل وتعزيز السلوك الطبيعي في حال وقوع أي هزة أرضية أو زلزال.
وأضاف أن دولة قطر وبالرغم من موقعها في شبه الجزيرة العربية والتي تتميز بحواف نشطة زلزاليا إلا أن الوثائق التاريخية لم تشر قط إلى أي زلازل كبيرة داخلها.
وأشار المناعي إلى أنه وبعد التطور الكبير في مجال الزلازل وتكنولوجيا المعلومات وتحقيقاً لأهداف رؤية قطر الوطنية 2030 في خلق تنمية مستدامة وتعزيز مستوى المعيشة لشعبها، أنشأت إدارة الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني، الشبكة القطرية للمعلومات الزلزالية في عام 2014 لتشكل خطوة أولى نحو إنشاء مركز قطر للمعلومات الزلزالية.
وأكد المناعي أن الشبكة القطرية للمعلومات الزلزالية ومنذ افتتاحها في نوفمبر عام 2014، تسعى إلى تحقيق الأهداف المنوطة بها من رصد وتقييم وإدارة المخاطر الزلزالية للحد منها والتخفيف من آثارها. بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون مشترك مع دول الخليج العربي والمراكز البحثية المتميزة بدول العالم كما تعد استضافة هذا الملتقى خطوة هامة في هذا الاتجاه.
وأوضح المناعي أن الملتقى في نسخته الحالية سيناقش موضوع الزلازل والهندسة الزلزالية، كما سيركز على مخاطر الزلازل وكيفية الحد منها، كما يجمع الملتقى بين المختصين بعلمي الزلازل والهندسة الزلزالية وذلك من منطلق الإيمان بصعوبة التنبؤ بالزلازل حالياً، وأن المباني والمنشآت تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الزلازل.
وأكد على أهمية دراسات الزلازل ومراقبة سلوك المباني والمنشآت الهامة أثناء الهزات الأرضية وبناء قاعدة بيانات مكتملة عنها بهدف وضع الخطط اللازمة للصيانة والإخلاء وإعادة الانتشار، مع وضع مواصفات خاصة لكود البناء، وتوعية أبناء المجتمع بالسلوكيات التي تضمن الأمان لهم قبل وأثناء وبعد حدوث الزلازل حتى تعود الحياة بشكل طبيعي بالمناطق المتأثرة في أقل وقت ممكن بعد حدوث الزلزال.
copy short url   نسخ
18/02/2020
1137