+ A
A -
عواصم - وكالات - تكبدت قوات نظام الأسد في مناطق خفض التصعيد بإدلب خسائر كبيرة في الهجوم المضاد الذي تشنه المعارضة السورية والمجموعات المناهظة للنظام، منذ أسبوعين، ردا على الغارات الجوية.
وتشهد محاور عدة في مناطق خفض التصعيد اشتباكات عنيفة، أبرزها في جنوب إدلب وشرقها والريف الغربي لمحافظة حلب.
واستطاعت المعارضة والمجموعات المناهضة للنظام السوري تحييد أكثر من 100 عنصر للنظام خلال آخر أسبوع، إلى جانب إسقاط مروحيتين
كما دمرت المعارضة خلال آخر أسبوعين، و12 عربة و24 دبابة و8 منصات لمضادات جوية و3 ناقلات جنود مصفحة و4 راجمات وطائرتين مسيرتين.
وازدادت حدة المعارك بين المعارضة والنظام السوري في وقت طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الأوروبيين بالضغط على روسيا لوضع حد للأزمة الإنسانية، بعدما أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثات مع نظيريه الأميركي والروسي.
واندلعت اشتباكات بين قوات المعارضة المدعومة بالمدفعية التركية وبين قوات النظام السوري المدعومة من روسيا، عند بلدة ميزناز في ريف إدلب.
وتواصلت الاشتباكات في ريف حلب الغربي، وذكر ناشطون أن العشرات من عناصر النظام قتلوا في انفجار عربة مفخخة استهدفت موقعهم أمس.
وأعلنت الجبهة الوطنية (معارضة) أنها دمرت مدرعة بصاروخ مضاد للدروع وقتلت طاقمها، كما تصدت لمحاولة تقدم النظام في منطقتي الشيخ دامس وتل النار في ريف إدلب الجنوبي.
وسبق أن أكدت المعارضة استعادتها نقاطا خسرتها في منطقة الشيخ عقيل شمالي حلب، ومقتل وجرح العشرات في صفوف النظام.
وفي المقابل، أعلن النظام تمكنه من إنزال خمس طائرات مسيّرة إلكترونيا كانت تحاول استهداف مصفاة حمص، كما ذكرت وكالة أنباء النظام (سانا) أن مصفاة حمص وعددا من محطات الغاز تعرضت يوم 4 فبراير الجاري لهجمات من طائرات مسيرة أدت إلى نشوب حرائق ووقوع أضرار مادية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حديث تلفزيوني أمس الأول، إنه عقد محادثات إيجابية مع بوتين بشأن سوريا، مضيفا أن بلاده «ستتولى المهمة بنفسها» إذا لم يتراجع النظام السوري إلى الحدود التي ينص عليها اتفاق سوتشي بحلول أواخر الشهر الحالي، وذلك بعد مقتل 14 تركيا في هجمات للنظام بإدلب هذا الشهر.
كما قالت الرئاسة التركية في بيان إن أردوغان تبادل هاتفيا مع نظيره الأميركي دونالد ترامب «وجهات النظر بشأن سبل إنهاء الأزمة في إدلب دون أي تأخير».
وأرسل الجيش التركي، أمس، تعزيزات عسكرية إلى وحداته المتمركزة على الحدود مع سوريا.
ووصلت قافلة تعزيزات مكوّنة من مركبات عسكرية، وسيارات إسعاف مصفحة، وأنظمة تشويش، وأفرادا من القوات الخاصة، إلى مدينة ريحانلي الحدودية بولاية هطاي.
وتحركت القافلة باتجاه الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا.
من جهته، قال المدير التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» كينيث روث، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: «ما نحتاجه الآن بالنسبة للموضوع الإنساني للسكان في إدلب، وفي مسألة تجنّب أزمة لاجئين أخرى، هو الضغط بحزم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف ما يحدث».
وأضاف روث أن لدى الاتحاد الأوروبي عوامل التأثير على بوتين، فهو يريد رفع العقوبات المتعلقة بأوكرانيا وإنشاء علاقات اقتصادية طبيعية مع دول الاتحاد، معتبرا أنه حان الوقت لاستخدام هذه العوامل «إذا لم يشرع الرئيس بوتين في وقف حمام الدم بإدلب».
بدورها، قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور إن ما حدث في سوريا يجب أن يكون تحذيرا لأوروبا، معتبرة أن بؤس الشعب هناك وتأثير الصراع على أوروبا أظهر بوضوح شديد ما سيحدث إذا فشل الأوروبيون في التحرك.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس أنه أبلغ نظيره الروسي لافروف بوجوب وقف العدوان في إدلب وإحلال وقف إطلاق نار دائم.
يشار إلى أنه، في سبتمبر 2018، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، يحظر فيها الأعمال العدائية.
ومنذ ذلك التاريخ، قُتل أكثر من 1800 مدني في هجمات شنها النظام السوري والقوات الروسية، منتهكين بذلك كلا من اتفاق وقف إطلاق النار في 2018، واتفاق آخر بدأ تنفيذه في 12 يناير الماضي.
copy short url   نسخ
17/02/2020
1665