+ A
A -
الدوحة- الوطن
الدوحة - الوطن
عقدت وايل كورنيل للطب – قطر مؤتمراً دولياً على مدار ثلاثة أيام تمحور حول أمراض ضمور العضلات وأمراض أعصاب العضلات الوراثية وآفاق الطب الدقيق بمشاركة واسعة من خبراء عالميين بارزين في هذا المضمار،
وقد صدرت عن المؤتمر توصيات شملت دور قطاعي الخدمات الصحية العامة والأولية في نشر التوعية حول أمراض ضمور العضلات وإجراء الفحوصات المبكرة، كما تضمنت التوصيات ضرورة إشراك قطر في التجارب الإكلينيكية نظراً لوجود العديد من حالات الضمور العضلي فيها وضرورة إنشاء سجل خاص بهذه الحالات.
فقد شارك في أعمال المؤتمر الذي انعقد في مركز قطر الوطني للمؤتمرات خبراء من بلدان المنطقة وأوروبا والولايات المتحدة، وتضمّن محاضرات تناولت موضوعات عديدة متعلقة بالاضطرابات العصبية العضلية، مع التركيز على اضطرابات ضمور العضلات الخِلْقيّة والاعتلالات العضلية الخِلْقيّة.
وتكمن أهمية المؤتمر في تصدّيه لأمراض منتشرة في قطر وعموم بلدان مجلس التعاون، وتركيز محاوره في جانب منها على آفاق الطب الدقيق والعلاجات الجديدة الصاعدة والعقبات التي تحول دون تطبيقها، ووُجهت الدعوة للجمهور لحضور ثالث أيام المؤتمر ما أتاح للمهتمين والمعنيين وأُسر المصابين بمثل هذه الأمراض فرصة الالتقاء بخبراء دوليين وأطباء محليين والتحدث إليهم عن مسائل تهمهم.
وتولّت مهمة تنظيم المؤتمر الدكتورة أليس عبد العليم، أستاذ البحوث المساعد في طب الأعصاب وأستاذ البحوث المساعد في العلوم العصبية في وايل كورنيل للطب - قطر واستشارية علم الوراثة الإكلينيكية في مؤسسة حمد الطبية.
وعن أهمية المؤتمر قالت الدكتورة عبد العليم: «مثّل المؤتمر فرصة قلّ نظيرها للإصغاء إلى خبراء معروفين وهم يتحدثون عن أحدث العلاجات قيد التطوير وكذلك للإصغاء إلى نخبة من الخبراء المرجعيين في العالم في مجال الاضطرابات العصبية العضلية، فبسبب انتشار زواج الأقارب في بلدان الخليج، ترتفع نسبة الاضطرابات والاعتلالات الخِلْقيّة ببلدان المنطقة، وهو ما أكسب ثالث أيام المؤتمر أهمية خاصة إذ تمكّن الجمهور من التحدث إلى الأطباء والخبراء وجهاً لوجه، كذلك حظينا خلال أعمال المؤتمر بفرصة الالتقاء بالعالم البرفسور ماركوس رويغ من جامعة بازل في سويسرا، مكتشف باكورة العلاجات الجينية الناشئة لأحد أكثر أشكال اضطرابات ضمور العضلات الخِلْقيّة شيوعاً في العالم بل وأحد أكثرها فتكاً، وهو الأكثر انتشاراً أيضاً في قطر. ومن المتوقع أن تبدأ التخطيطات للتجارب الإكلينيكية على البشر لأغراض العلاج المذكور في غضون عامين».
وتابعت الدكتورة عبد العليم قائلة: «مثل هذا المؤتمر دليل على إيلاء قطر كل الاهتمام المستحق للرعاية الصحية، مثلما هو دليل على دورها كأحد أبرز مراكز التميز الإقليمية في مضمار بحوث الطب الحيوي، ومن المؤكد أن الفوائد المتأتية من مثل هذا المؤتمر الفريد ستمتد لما بعد أيام المؤتمر بكثير، وهو حافز كبير لتعزيز زخم خدمات وبحوث الاضطرابات العصبية العضلية في قطر».
ومن المتحدثين الدوليين خلال أعمال المؤتمر الدكتور فولكر ستروب نائب عميد معهد البحوث الانتقالية والإكلينيكية في جامعة نيوكاسل بالمملكة المتحدة ومدير مركز الأمراض العصبية العضلية المنبثق عن مجلس البحوث الطبية بالمملكة المتحدة الذي تحدّث عن دور التصوير بالرنين المغناطيسي في تشخيص الأمراض العضلية، والدكتورة إليزابيث روس مديرة مركز العلوم الجينية العصبية في وايل كورنيل للطب - نيويورك التي تحدّثت عن سمات الأدمغة البشرية المتصلة باضطرابات ضمور العضلات الخِلْقيّة، والدكتور كارستن بونيمان رئيس قسم الاضطرابات العصبية العضلية والعصبية الوراثية عند الأطفال في مركز جون إدوارد بورتر لبحوث العلوم العصبية بولاية ميريلاند بالولايات المتحدة الذي ناقش العلاجات الناشئة وتطوير التجارب الإكلينيكية في مجال اضطرابات ضمور العضلات الخِلْقيّة.
كما ألقت الدكتورة ريتا هورفاث مديرة البحوث الجينية الإكلينيكية في مجال الاضطرابات العصبية النادرة في جامعة كامبردج بالمملكة المتحدة محاضرة عن الأمراض المتقدّرية أو الميتوكوندريا، فيما تحدث الدكتور كريستوف بيرود من كلية طب جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا عن الشجرة التشخيصية التتابعية التي توصّل إليها في مختبراته وتمكّن من تحقيق التشخيص المتزامن لمجموعة من اضطرابات ضمور العضلات الخِلْقيّة، والدكتور أندوني أورتيزبريا مدير الدورة الدراسية الصيفية في علم العضلات المنبثقة عن معهد علم العضلات في باريس الذي تحدّث عن رحلته طول عقدين في استقصاء الاضطرابات العصبية العضلية، والدكتور غوستافو جيفتشبولسكي المدير العلمي لمؤسسة علاج اضطرابات ضمور العضلات الخِلْقيّة CURE CMD بالولايات المتحدة الذي تحدّث عن دور مؤسسته الداعمة للمصابين بهذا المرض في التأثير في القرارات التي تتخذها مؤسسات الرعاية الصحية.
ومن بين المتحدثين المشاركين في أعمال المؤتمر من داخل قطر الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة العامة الذي تحدّث عن سبل تخفيف الأعباء الملقاة على كاهل الأسر جرّاء إصابة أحد أبنائها باضطرابات ضمور العضلات الخِلْقيّة. واستعرض الدكتور محمود فوزي طبيب معالج أول في طب أعصاب الأطفال في سدرة للطب الأبعاد الوبائية للاضطرابات العصبية العضلية في قطر، فيما قدّم الدكتور خالد إبراهيم طبيب معالج أول في طب أعصاب الأطفال في سدرة للطب موجزاً لأنواع الضمور العضلي الشوكي في قطر، واستعرضت الدكتورة نهلة عفيفي مديرة قطر بيوبنك عمل مؤسستها بشكل مفصل وتحدثت عن دورها كمورد مهم في تيسير البحوث المستقبلية.
وفي ثالث أيام المؤتمر التقى مرضى الاضطرابات العصبية العضلية وأُسرهم الخبراء وحصلوا منهم على استشارة مباشرة بشأن أفضل المبادئ التوجيهية المتبعة عالمياً في كل حالة، كما قدّم الخبراء مشورتهم بشأن سبل الوقاية من مثل هذه الأمراض والتجارب الإكلينيكية الناشئة في هذا المجال ومنظور المرضى للمرض.
وأشاد الدكتور خالد مشاقة، عميد مشارك أول للبحوث والابتكارات والتداول التجاري في وايل كورنيل للطب – قطر بأعمال المؤتمر قائلاً: نجح المؤتمر في اجتذاب نخبة من أبرز الخبراء العالميين إلى قطر الذين استعرضوا خبراتهم العملية ومعرفتهم العلمية أمام الأطباء وأفراد الجمهور المعنيين والمهتمين، ويُظهر مثل هذا المؤتمر مجدداً الأهمية التي توليها قطر للرعاية الصحية، وهو يصبّ حتماً في منفعة المصابين والمتأثرين بشكل أو بآخر باضطرابات ضمور العضلات والاضطرابات العصبية العضلية الخِلْقيّة. جدير بالذكر أن انعقاد المؤتمر تم بفضل منحة مقدَّمة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر، في إطار الدورة 16 من برنامج رعاية المؤتمرات وورش العمل.
copy short url   نسخ
29/01/2020
1472