+ A
A -
عواصم- وكالات- طلبت فلسطين، أمس، عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث ما يسمى بـ«صفقة القرن». وقال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، في تصريح له، إن فلسطين طلبت عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت المقبل.
وأضاف الأمين العام المساعد أن المندوبية الدائمة لفلسطين لدى جامعة الدول العربية طلبت عقد هذا الاجتماع بهدف الاستماع إلى رؤية الرئيس عباس وبحث ما يسمى بصفقة القرن بشأن القضية الفلسطينية.
وجددت وزارة الخارجية الفلسطينية، إدانتها الشديدة لما يسمى صفقة القرن واعتبرتها مؤامرة قديمة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، ومحاولة لشطب الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والعودة وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 67 بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
وأكدت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها أمس، أن مضمون الصفقة لا يتعدى كونه ترجمة أميركية لوعد بلفور، وفكرة إسرائيلية قديمة بلباس أميركي جديد يدعو للتعامل مع القضية الفلسطينية كـ«مشكلة سكانية» بحاجة إلى «إغاثة اقتصادية» بمفهوم السلام الاقتصادي الذي طالما تغنى به رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مشيرة إلى أن القيادة الفلسطينية رفضت ذلك منذ سنوات طويلة، وهي تكرر رفضها له الآن.
وقالت إنه «استكمالا للتبني الأميركي لمواقف دولة الاحتلال والاستيطان والعنصرية تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اعتقاده بوجود «فرصة» لنجاح صفقة القرن، مع العلم أن ما تسرب من بنود ومضمون لتلك الصفقة المشؤومة لا يعطي لا من قريب ولا من بعيد أية فرصة للجانب الفلسطيني للتعاطي الإيجابي مع تلك الصفقة».
وتساءلت الخارجية الفلسطينية: عن أي فرصة نجاح يتحدث ترامب وفريقه وهو يدرك جيدا أن الطرف الفلسطيني يرفض بشكل قاطع أية حلول تستثني القدس وتعطيها للاحتلال، وتمنح الكيان الإسرائيلي «الحق» في رسم حدوده الدائمة من طرف واحد وبالقوة، وتنتزع بشكل مسبق ما يقارب 40% من الضفة الغربية المحتلة لتقدمها مجانا للجانب الإسرائيلي.
وأضافت «حديث خطة ترامب عن دولة فلسطينية لا يعدو كونه ذراً للرماد في العيون ومحاولة لتمرير ما جاء فيها من بنود ونصوص تقوض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية، ليس هذا فحسب، بل تتحدث التسريبات عن شروط مسبقة وتعجيزية لإقامة هذه«الدويلة» الفاقدة لأي شكل من أشكال السيادة، كما تحدثت التسريبات عما اسمته «مرحلة انتقالية» مدتها 4 سنوات كمرحلة تحضيرية لتنفيذها وقبول الفلسطينيين بها، وهو ما يعني استمرار نصب المظلة الأميركية طيلة هذه المرحلة حتى يجهز الاحتلال على ما تبقى من أرض فلسطينية في الضفة ويستكمل تنفيذ مخططاته الاستيطانية التهويدية، وصولا إلى ضم ما تبقى من أرض لدولة الاحتلال».
وشددت قوات الاحتلال الاسرائيلي من إجراءاتها في مناطق واسعة في شمال الضفة الغربية المحتلة، تحسبا لوقوع مواجهات.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن جيش الكيان الإسرائيلي قرر لأول مرة نشر كتيبتي جفعاتي والمظليين في الضفة الغربية على خلفية تصريحات الفصائل الفلسطينية بتصعيد الأحداث ردا على إعلان الصفقة.
وأشارت تلك المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي وجهاز «الشاباك» بدآ فحص سيناريوهات التصعيد والاحتكاك المحتمل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتظاهر أمس أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني في غزة ضد خطة سلام ترامب، والتي قوبلت بالرفض من الجانب الفلسطيني. وأفاد مصورا فرانس برس أن المتظاهرين جابوا شوارع مدينة غزة وأحرقوا الأعلام الأميركية وصور ترامب على وقع هتافات «لا لا للصفقة» و«الصفقة لن تمر». كما انطلقت عدة مسيرات صغيرة شارك فيها المئات في مدن ومخيمات في قطاع غزة ضد خطة ترامب.
كما نظّمت وزارة الداخلية والأمن الوطني، مسيرا عسكريا في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة؛ ضمن الفعاليات الفلسطينية الوطنية الرافضة لصفقة القرن المزعومة.
وقال مصدر أمني في الوزارة، التي تديرها حركة «حماس»، إن هذه الفعالية جاءت رفضا للصفقة المزعومة، وشارك فيها نحو 150 عنصرا.
وجاب المسير، الذي ضمّ عددا من الجنود المُشاة وآخرين محمولين بالمركبات، شوارع مدينة خان يونس. ورفع المشاركون في المسير الأعلام الفلسطينية.
copy short url   نسخ
29/01/2020
1925