+ A
A -
عواصم-وكالات-طالبت الحكومة الفلسطينية أمس المجتمع الدولي بمقاطعة الخطة الأميركية المرتقبة لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي التي لطالما أعلن الفلسطينيون رفضهم لها ويرون أنها منحازة إلى الدولة العبرية. ودعا ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومنافسه في الانتخابات المقبلة بيني غانتس إلى الولايات المتحدة لعرض الخطة عليهما، في حين لم يتلق الفلسطينيون دعوة للمشاركة. وقال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية «هذه الخطة لا تعترف بالقدس أرضا محتلة بل تعطيها لإسرائيل، وأصحابها يشنون حربا علينا وعلى وكالة غوث اللاجئين، وتغلق مكتب فلسطين في واشنطن، وتعمل على تجفيف المصادر المالية للسلطة». وأكد رئيس الوزراء على رفض الخطة معتبراً إياها «تصفية للقضية الفلسطينية، ونطالب المجتمع الدولي أن لا يكون شريكا فيها لأنها تتعارض مع أبجديات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف».
وقال اشتية إن الإعلان عن هذه الخطة في هذا التوقيت ما هو إلا «لحماية ترامب من العزل وحماية نتانياهو من السجن، وليس خطة سلام للشرق الأوسط، بل خطة سلام بالذات لاصحابها».
وأضاف «هذه الخطة أصبحت للتفاوض بين غانتس ونتانياهو وليست أساسا للحل بين إسرائيل وفلسطين».ويرى اشتية عن خطة السلام الأميركية المرتقبة «تعطي لإسرائيل كل ما تريده على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني».وبحسب رئيس الوزراء فإن الخطة المرتقبة «تقصف أسس الحل العربية... وخاصة مبادرة السلام العربية».
ودعا الدول العربية إلى «أن تكون درعا واقيا لحماية فلسطين من المؤامرة الكبرى وصون حقوق أهلها».
من جهة ثانية، أشار اشتية إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيدعو إلى اجتماع للقيادة الفلسطينية «لمناقشة كيفية وشكل ومحتوى الرد على هذه المؤامرة، وسيقول شعبنا أيضا كلمته بأعلى صوته ضدها».
وفي قطاع غزة، خرج المئات في تظاهرة دعت لها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رفضا لصفقة «ترامب-نتانياهو».
وأحرق المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مقر بعثة الأمم المتحدة العلمين الإسرائيلي والأميركي ودمية تجسّد ترامب.
و اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن ضم إسرائيل أراض فلسطينية لسيادتها يعني انسحابها من اتفاقية «أوسلو» للسلام (1993).
وقال عريقات، في بيان: «إذا ما قرر نتانياهو أن يضم الأراضي الفلسطينية للسيادة الإسرائيلية، هذا يعني انسحاب إسرائيل من تفاهم أوسلو، والاتفاقات الموقعة كافة؛ ما يعني أنه هناك محاولة لتدمير مبدأ حل الدولتين». واتفاق «أوسلو» تم توقيعه بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، في 13 سبتمبر 1993، ونص على إقامة منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، لفترة انتقالية تمهيدا للوصول إلى تسوية دائمة بناء على مبدأ حل الدولتين.
وأكد عريقات، أن ما يفعله ترامب وفريقه يدمر طريق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال عريقات في لقاء مع شبكة «سي ان ان» الإخبارية إنه «لا يمكن وصفها بصفقة القرن، إنها احتيال أو خدعة القرن، هذه هي اللعبة الأكثر ظلما التي شهدناها في العلاقات الدولية، شخص ما يحاول تحديد مستقبلي وطموحي ومستقبل أحفادي، دون أن يكلف نفسه عناء التشاور معي لأنه يريد أن يفوز (نتانياهو) في الانتخابات الإسرائيلية، ويريد أن يحصد أصوات الأميركيين في انتخابات في 2020 -في اشارة لترامب-. هذا هو الفصل الأكثر إثارة للسخرية في عملية السلام بالشرق الأوسط». وتابع: «إذا كانوا يريدون تدمير حل الدولتين، هل يقبلون بدولة واحدة فيها المسيحيون والمسلمون واليهود متساوون؟ بالطبع لا. ما يحاولون فرضه هو دولة واحدة بنظامين وتمييز عنصري. هذه هي النهاية التي يحاول ترامب تحقيقها».
وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، أمس، جهوزية حركته للقاء عاجل مع حركة «فتح» وجميع الفصائل الفلسطينية؛ لبحث سبل مواجهة «صفقة القرن» الأميركية.
وقال هنية، في بيان: «جاهزون للقاء عاجل مع حركة فتح وجميع الفصائل في القاهرة لنرسم طريقنا ونملك زمام أمرنا، ونتوحد في خندق الدفاع عن قدسنا وحرمنا وحرماتنا، ولنعلنها مدوية أن صفقة القرن لن تمر، وستسقط الهجمة الاستعمارية الجديدة، وسينتصر الوطن ويندحر الغزاة». وأضاف: «نعلن بوضوح رفض مؤامرة صفقة القرن واعتبار معركة التراجع فيها حرام علينا».
فيما قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن «صفقة القرن»، جرى إعدادها بشكل مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأضافت الوزارة، أن «صياغة وكتابة بنود صفقة القرن تمت بإطلاع نتانياهو وتدخلاته في جميع تفاصيلها؛ ما يجعلها إسرائيلية خالصة وتحظى بدعم ورضا المستوى السياسي في إسرائيل».
وشددت على أن ترامب وإدارته، «لن يجدوا أي فلسطيني أو عربي يوافق على صفقة القرن، المجحفة بحق الفلسطينيين أو يجرؤ على التحدث باسمهم».
copy short url   نسخ
28/01/2020
1071