+ A
A -
نور أبو شادي
مهم جدا أن نتعرف على إجابة هذا السؤال لأنه في غاية الأهمية بالنسبة لنا، ببساطة شديدة يعتقد عقلك أن الأمور تسير على ما يحدث لك أي في صالحك، وليس ضدك لذلك فهو يعمل على إنجاحها لك، أو نجاحك فيها، ولا يهمه إذا كانت ضارة، أو نافعة، فالعقل يعينك على ما أنت عليه. وأنت الذي تقرر أيهما يعمل عليه.
فمثلا: الشخص الذي يريد أن يخطط للمذاكرة والحصول على الدرجات النهائية، يخطط له عقله، ويكبر له النجاح من أجل أن يحصد أعلى الدرجات.
وفي المقابل إذا أراد هذا الشخص أن يسرق فإن عقله يخطط له أعظم تخطيط، ويمده بجميع الخطط والحيل اللازمة، من أجل أن تنجح عملية السرقة.
فنفس العقل تم استخدامه مرتين من أجل النجاح، فالأول من أجل النجاح الدراسي (عمل إيجابي)، والثاني من أجل النجاح الإجرامي (عمل سلبي)، والعقل لا ذنب له فهو يتوجه حيثما يوجهه صاحبه، ووظيفته أن يحقق النجاح فيما أسند إليه من أعمال. يقول عالم النفس الأميركي وليم جيمس: «العقل الإنساني متحيز وجزئي بطبيعته، ولا يكون ذا مقدرة، وكفاية إلا بتحيزه ما ينتبه إليه، وبتركه كل ما عداه».
ولذلك نجد الحق تبارك وتعالى يقول: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) (البقرة:148)
فالحق تبارك وتعالى لم يقل: «ولكل وجهة هو موليها»، وسكت لماذا ؟ لأن الحق تبارك وتعالى إذا لم يكمل هذه الآية بما بعدها لفعل كل إنسان منا ما يريد، ولذهب للوجهة التي يريدها خطأ أو صوابا لا يهم، ولفعل الإنسان ما يحلو له، وإذا سألته لماذا تفعل هذا الفعل الخاطئ تجده يقول لك هذه وجهتي لا شأن لك بي، هكذا قال الله تعالى: «ولكل وجهة هو موليها» ولكن الحق تبارك وتعالى أكمل الآية بقوله تعالى: «فاستبقوا الخيرات» فحدد الله تعالى وجهة كل منا وهي عمل الخيرات، أراد الله تعالى منا الخير، وهي الأفكار الإيجابية. وهذه الأفكار الإيجابية هي التي تعمل على ازدهار حياتنا ونموها، وهذا ما يريده الله لنا وعلى أساس نوعية أفكارنا التي نفكر فيها تكون حياتنا، فلو كان اتجاه أفكارك إيجابياً فيه الخير لنفسك وللآخرين والحب فسوف يقوم عقلك بالعمل في هذا الاتجاه ويفتح لك ملفات مشابهة من مخازن الذاكرة تجعلك سعيدا في حياتك، أما إذا كان اتجاه أفكارك في الفقر، والمرض، والكراهية والحسد، والحقد والشكوى فسيقوم عقلك بالعمل في هذا الاتجاه السلبي ويفتح لك الملفات المشابهة من مخازن الذاكرة ويجعلك تعيش ما تفكر فيه، فتشعر بسوداوية في حياتك وما أراد الله لك هذه الحياة السوداوية، وأنت الذي تختار الحياة التي تريدها. فما حياتك إلا أفكارك التي تفكر فيها. يقول ايريل نايتنجيل: «نحن نتاج ما نفكر فيه»، ونقول لك: أنت عندما تفكر فقد تم توجيه أفكارك لاتجاه ما سواء كان خاطئا أو صوابا وأنت الذي تختار. فمن أهم الأشياء في حياة الإنسان قوة الاختيار، وتذكرأن العقل يعمل بالاتجاهات، وأنت الذي تقرر أي وجهة تريدها في حياتك ليحققها لك.
خبير تنمية بشرية
[email protected]
copy short url   نسخ
25/01/2020
363