+ A
A -
الدوحة-الوطن
نجح حوالي 20 طالباً من الصف التاسع وحتى الثاني عشر من المدارس الثانوية في دولة قطر بتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس من خلال برنامج «قطر تبتكر» للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الذي أقيم على مدى أسبوع، والمُصمَّم لتشجيع الطلاب على تقديم حلول مبتكرة للتحديات الحقيقية في الدولة.
ويوفر برنامج «قطر تبتكر»، الذي يستضيفه وينظمه خبراء العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، للمشاركين فرصة الاطلاع على أسس عملية التصميم الهندسي من خلال معالجة مشكلة حقيقية. وشجعت تجربة التصميم والابتكار الهندسي المكثف الطلاب على المشاركة في مشاريع التدريب العملي، والتي حفزتهم على تطوير مهاراتهم في الابتكار والإبداع والتواصل. وطوّر الطلاب بأنفسهم حلولاً جديدة للتحديات الهندسية في مجال الزراعة، ثم قاموا ببناء نماذج أولية لعرض ابتكاراتهم. واختتم البرنامج فعالياته بتقديم الطلاب لابتكاراتهم أمام لجنة تحكيم خاصة.
وتم اختيار موضوع المشروع التدريبي لهذا العام من أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها قطر، والذي يتمثل بالأمن الغذائي والمائي؛ حيث استعان البرنامج بالهندسة لتحسين الواقع الزراعي في قطر من خلال تكليف الطلاب بتصميم وبناء نظام للزراعة في الماء يعيد استخدام المياه، وبالتالي يخفض كمية استهلاك المياه في الزراعة. وخاض الطلاب تحدياً يتمثل بابتكار حلول فاعلة من حيث التكلفة، وسهلة التركيب والاستخدام مع قدرتها على خفض كمية المياه المستخدمة والطاقة الخارجية اللازمة لتشغيلها.
وقالت الطالبة المبتكِرة آريا كانادي، والتي انضمت إلى البرنامج بعد أن أوصتها صديقتها به: «أخبرتني إحدى صديقاتي بأنها شاركت في البرنامج وأمضت فيه واحداً من أكثر الأسابيع متعة في حياتها. وقد انتابني الشك في البداية، ولكن يمكنني القول الآن إن برنامج «قطر تبتكر» منحني تجربة استثنائية حقاً، فقد أتاح لي الفرصة لتكوين صداقات جديدة وتعلم الكثير عن عالم الهندسة. وكانت تجربتي في البرنامج رائعة، وتعلمت مفاهيم معقدة بطريقة ممتعة. وفي البداية، لم أكن أعلم فيما إذا كنت سأعمل في مجال الهندسة أم لا. ولكن بفضل برنامج ’قطر تبتكر‘، أصبحت متأكدة بأني سأتابع دراسة الهندسة لتصبح مهنتي المستقبلية».
ووافقها زميلها روهيت لال الرأي بالقول: «شكّل برنامج (قطر تبتكر) تجربة لا تنسى بالنسبة لي. فقد بدأت دون أي معرفة سابقة حول مجال الهندسة، وخرجت بأكثر من مجرد معرفة بعض الحقائق والملاحظات؛ وإنما أتيحت لي فرصة خوض تجربة علمية وعملية حقيقية والتعرف إلى أشخاص رائعين ما كنت سأقابلهم لولا مشاركتي في ورشة العمل هذه. وغادرت البرنامج وأنا أشعر ببالغ الفخر والحماسة لتعلم المزيد. وعلى الرغم من أننا لم نكن نقوم ببناء النماذج طوال الأيام الخمسة، ولكن كل لحظة مرت في ذلك الفصل كانت رائعة. لقد أحببت ورشة العمل هذه، وأتمنى المشاركة بها مجدداً».
وأشار الدكتور سيزار أوكتافيو مالافي، عميد جامعة تكساس إي أند أم في قطر إلى أن برنامج «قطر تبتكر» يهدف لتحفيز الطلاب على دراسة العلوم والهندسة، إضافة إلى تعليمهم المهارات الأساسية ليصبحوا قادة في الهندسة والابتكار.
وفي هذا الصدد، قال مالافي: «يسهم تعليم الطلاب من المهندسين المستقبليين العلوم والهندسة عبر برامج التدريب العملية والتفاعلية مثل برنامج (قطر تبتكر) في مساعدتهم على فهم أهمية الهندسة في دولة قطر؛ إذ يعمل المهندسون على حل المشاكل التي نواجهها في حياتنا اليومية. ويمكن لكل واحد من هؤلاء الطلاب المشاركين في البرنامج أن يصبح من المهندسين والمبتكرين الذين تحتاجهم دولة قطر لتحقيق أهداف رؤيتها الوطنية. وآمل منهم أن يقبلوا هذا التحدي وأن يصبحوا قادة الهندسة في قطر مستقبلاً».
بدوره، شجع المشارك هانيول تشوي زملاءه الطلاب على المشاركة في البرنامج بالقول: «أنا مهتم جداً ببرمجة وهندسة الحاسوب باعتبارها المسار الوظيفي المستقبلي الذي أنشده. وأتاح لي البرنامج فرصة اكتساب الكثير من المعارف على نحو ممتع، وكان الجزء الأكثر إثارة للاهتمام هو إعداد نموذج أولي لأفكارنا. وأتمنى أن تُتاح للطلاب الآخرين فرصة المشاركة في هذا البرنامج الرائع، فقد كانت الجلسات التدريبية ممتعة، ولا شك أنها ستساعدهم على الاستعداد بشكل أفضل لدخول الجامعة والحصول على فرصة عمل متميزة فيما بعد».
copy short url   نسخ
22/01/2020
781