+ A
A -
أكدت جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، على تطلعاتها لتطوير حلولٍ مبتكرةٍ تتمتع بتأثير عالمي عبر تنظيمها لحلقة نقاشية رفيعة المستوى في نيويورك حول أهمية التعليم العالي في مواجهة التطرف، بالاشتراك مع المعهد الدولي للتعليم.
واستندت الحلقة النقاشية، التي أقيمت بعنوان «التعليم لمواجهة التطرف» واستضافها المعهد الدولي للتعليم بتاريخ 14 يناير، على وجهات نظر متعلقة بالقضايا الأمنية والسياسية والاجتماعية والتنموية لتطوير فهم أعمق لأسباب بروز ظاهرة التطرف العنيف والحلول الممكنة لمواجهة هذه الظاهرة. وتطرقت الفعالية كذلك للدور الحيوي الذي تؤديه المؤسسات الأكاديمية والتعليمية في التصدي للسلوك والخطاب المتطرف، والذي لم يحظ بعد بالاهتمام المناسب. وحددت لجنة مؤلفة من مسؤولين بارزين في منظمة الأمم المتحدة، وأكاديميين من جامعات نيويورك وميريلاند وكولومبيا، وخبراء وصناع سياسات رفيعي المستوى المجالات ذات الأولوية لإجراء المزيد من الأبحاث والمناقشات، بالإضافة إلى أفضل الممارسات في إعداد السياسات ذات الصلة. أدار الحلقة الدكتور أحمد مجاهد حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة، الذي أبحر مع الحضور في سلسلة من المناقشات الموضوعية المهمة. وبدأت هذه المناقشات باستعراض رفيع المستوى لأسباب التطرف قدَّمه سعادة السيد ميغيل أنخيل موارتينوس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والممثل السامي لتحالف الحضارات التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أعقبه استعراض آخر متخصص لأسباب حدوث هذه الظاهرة قدمه السيد علي صوفان، الضابط السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي ومؤسِّس مركز صوفان. وفي أعقاب ذلك، عُقدت جلسة حول دور مؤسسات التعليم العالي في مواجهة التطرف العنيف.
ولا شك في أن الجهود التي تبذلها مؤسسات التعليم العالي لمواجهة التطرف تتطلب دعم وسائل الإعلام الرقمية وقنوات الاتصال الأخرى. وقد تجلى ذلك بوضوح في مناقشة مع الدكتور رافي جريجوريان، مدير مكتب مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة ونائب الأمين العام للأمم المتحدة. واختُتمت المناقشات بعقد جلسة حول الخطوات العملية التي يجب أن تتخذها المؤسسات الأكاديمية لمواجهة التطرف، مستلهمةً رؤى السيد إيميليو كاسينيلو، الدبلوماسي الإسباني السابق، ومدير عام مركز توليدو الدولي للسلام.
وتحدَّث الدكتور حسنه بعد جلسة النقاش فقال: «لقد كان من دواعي سعادتنا في جامعة حمد بن خليفة أن ننظم هذه الفعالية التي لم تستقطب الشخصيات البارزة في مجالات مكافحة التطرف والتعليم فحسب، ولكنها غيرت كذلك من معايير الحوار حول هذه القضية. ويبرهن انعقاد الجلسة في مدينة نيويورك بشكل متزايد على السمعة العالمية المتنامية للجامعة وعلاقاتها الوطيدة مع المؤسسات ذات التوجهات المماثلة. وفي هذا الصدد، أود أن أعبر عن تقديري لشركائنا في المعهد الدولي للتعليم، الذين استفدنا من خبراتهم ومعرفتهم القيِّمة منذ البداية وحتى النهاية». وأضاف: «التطرف لا دين له ولا مجتمع، حيث يتسبب الأشخاص ضيقو الأفق، الذين يسعون لتحقيق أهدافهم عبر وسائل عنيفة تلحق الضرر بالآخرين، في تهديد حياة الناس واستقرارهم في كافة أنحاء العالم، فضلًا عن تحدي الأعراف القائمة وجهود التنمية في المجتمعات. وترتكز معظم الحلول والمناقشات الدائرة حول التطرف على المسائل المتعلقة بالأمن. وهناك حاجة لاستكشاف الدور الإيجابي للتعليم، وهو الأساس لجميع جهود التنمية، سواء كانت اجتماعية، أو اقتصادية، أو سياسية. ويمنح التعليم الأمل للناس، ويغرس الشعور بالتسامح في نفوسهم، ويعزز مهارات التفكير النقدي، ويرسخ الاستقرار السياسي نتيجةً لذلك».
وتحدَّث الدكتور ألان جودمان، رئيس المعهد الدولي للتعليم، خلال الحلقة النقاشية فقال: «رغم أننا لا يمكننا أن نضمن تحقيق التعليم للنتائج المرجوة في كل مرة نسعى فيها لمواجهة التطرف عبر التعليم، فإننا نعرف بالتأكيد عواقب عدم المحاولة». بدوره، قال سعادة السيد ميغيل أنخيل موارتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع لمنظمة الأمم المتحدة: «مشاركة الشباب في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب من مختلف الثقافات والديانات أمر بالغ الأهمية للحيلولة دون وقوع حوادث التطرف العنيف. وفي استجابة للطبيعة المتغيرة لهذه الظاهرة، فقد تحولت أنشطة مشروع تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة إلى محفظة قوية ومتنامية تعالج التهديدات القادمة من اتجاهات متعددة».
copy short url   نسخ
22/01/2020
593