+ A
A -
رواية (الممر إلى السماء) من تأليف ممدوح الشيخ ونشر وتوزيع دار لوسيل، تحكي قصصا غير مروية عن تورط أنظمة سياسية في الهولوكوست الرواندي عام 1994، وقد لفتتت الرواية انتباه زوار دار لوسيل خلال فعاليات النسخة الثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب. بحسب «تنويه» يتصدر الرواية فإن الجانب الوثائقي منها اعتمد -بالأساس- على كتابcTypeface:>A PEOPLE BETRAYD وصدر له مختصر مترجم بالعربية تحت عنوان:
«شعب مضلل» هذا فضلاً عن مصادر أخرى ثانوية.
أول ما يصادف القارئ مقال مترجم اختار الروائي ممدوح الشيخ نشره قبل نص الرواية تحت عنوان: «أما قبل». بعنوان: «مسلمون ضد القتل في رواندا الإفريقية المسيحية، قيم قرآنية أنقذت روانديين من الإبادة الجماعية»، للدكتور ماركوس فاينغاردت مدير قسم السلام في مؤسَّسة الأخلاق العالمية (في توبِنْغِن، ألمانيا)، أحد مؤسِّسي رابطة أبحاث الدين والصراع الألمانية. وبحسب فاينغاردت، عندما لقي الرئيس الرواندي هابيريمانا مصرعه (6 أبريل 1994)، بدأ القتل وانتشر عبر جميع أنحاء البلاد أفراد ميليشيات مسلحين بالبنادق والمناجل. كان الناس يقتلون جيرانهم، وكان أفراد الأسرة يخون بعضهم بعضًا، وأضرمت النار في كنائس مزدحمة باللاجئين. وخلال مائة يوم فقط، قتل ما بين 800 ألف شخص ومليون شخص بوحشية أمام أعين العالم.
وتحتوي الرواية على عدة فصول، الفصل الأول عنوانه: أفيش (أورلاندو، أميركا، 2004)، وفيه يقف بطل الرواية فاروق صالح أمام أفيش فيلم «فندق رواندا» الأميركي الشهير. وأمام الأفيش يستعيد بعضاً من ذكريات تغريبته التي بدأت بفرنسا، التي سافر إليها حاملاً حلماً وردياً، سرعان ما تحطم عندما نقلته الشركة الفرنسية الكبيرة التي يعمل بها موظفاً في فرعها في العاصمة الرواندية كيجالي!!
وفي الفصل الثاني وعنوانه: الـكــبــريــاء الأســود (كيجالي، رواندا، 1994)، وتبدأ أحداثه في مطار كيجالي في إبريل 1994 ليجد البطل نفسه في قلب عنف أسطوري يبدو عبثياً، وبعد قليل أصبح حبيس سيارة أرسلتها له الشركة لتنقله إلى فندق، فإذا به في يد سائق لم يره من قبل وفي مدينة مشتعلة بالحرب الأهلية... دون مقدمات!
أما الفصل الثالث عنوانه: اسـمــي جــورج دامــاس، وفيه يبدأ اكتشاف حقيقة أنه في رواندا بمخطط وضعه صديقه الرواندي جين الذي يشغل منصباً تنظيمياً كبيراً في الجبهة الثورية الرواندية المعارضة لنظام الرئيس الرواندي هابيريمانا، وأنه أراد استخدامه – دون أن يعلم.
أما الفصل الرابع عنوانه: الــمــنــزل الـصـغـيــر، وهو اسم التنظيم السري الذي حكم رواندا لسنوات يكتب ممدوح الشيخ، على لسان صديق البطل، الرواندي: «لقد اكتشفنا متأخراً جداً أن الرئيس هابيريـمانا لا يـحكم هذا البلد، بل يـحكمه تنظيم سري تقوده زوجته السيدة أجاسي».
وفي الفصل الخامس وعنوانه: مِــئــةُ يــومٍ مـِـن الـــقَــتــل!، والفصل السادس عنوانه: «مــســيــو: لــَم يَـبـق أَحَــد!»، والفصلان يستعرضان الإبادة، عبر عدد من النماذج البشرية، من الرجال والنساء، وبعضهم تمثيل لواحدة من أكثر مآسي الهولوكوست الرواندي بشاعة، إذ فقد كل واحد من هذه الفئة عائلته كلها في مجزرة واحدة. وقد أطلق عليهم ممدوح الشيخ لقب: «مــســيــو: لــَم يَـبـق أَحَــد!»
وفي الفصل السابع عنوانه: سيـَّاف كــالــيه، (لندن، المملكة المتحدة، 1536)، وفيه يستحضر قصة «سياف كاليه» الذي استأجرته آن بولين زوجة الملك البريطاني الشهير هنري الثامن بمبلغ طائل لينفذ فيها حكم الإعدام الذي أصدره زوجها، لتشتري بذلك «موتاً رحيماً»!
ومشهد ختام الرواية ففيه لقاء مفعم بالمرارة بين بطل الرواية وصديقه الرواندي الذي رجاه أن يترجم بعض الوثائق الرسمية قبل أن يترك رواندا، لأهميتها الشديدة، فإذا به يتعرض لصدمة نهاية الرحلة.
وهنا نكتشف قصة عنوان الرواية على لسان الرواندي جين بول: بعد الموجة الأولى من أحداث الإبادة، وبعد أن يئس الضحايا من النجاة أدركوا أنهم حتماً أمام الممر الـمفضي للعالم الآخر، ولـم يعد أمامهم سوى اختيار موت أقل بشاعة. وبـمرور الوقت أصبح أمامهم خياران لـمغادرة العالـم.
copy short url   نسخ
22/01/2020
2270