+ A
A -
إلى أي حد تعتقد أنك تستطيع أن تفهم طفلك؟ هل تشعر أن طفلك يحس بالأمان؟ هل يثق طفلك بك ويحكي أدق أسراره؟ هل تستطيع أن تعرف متى يكون طفلك غير مرتاح أو منزعجاً ؟ كم مرة أسكَت طفلك أو طلبت منه التزام الهدوء من دون الاستماع إلى ما يريد قوله؟
إن إجابتك على هذه الأسئلة تتوقف على مقدار تواصلك الفعال مع أبنائك، لذلك يعد التواصل الفعال من الأمور المهمة في حياة الأسرة والطفل معا.
وفي الآونة الأخير نتيجة ضغوطات الحياة، وانشغال الأب والأم بالعمل، ورجوع الأب متأخراً فلم يعد يجلس مع الأبناء ويسأل عن أحوالهم، وكذلك الحال للأبناء فكثير من المغريات تحيط بهم مثل: الهاتف والألعاب الالكترونية والتليفزيون، فلم نجد التواصل بين الأبناء والآباء كما كان في السابق.
إن التواصل الفعال يحقق الاستقرار والطمأنينة بين أفراد الأسرة، ويزيد الثقة بالنفس عند الأبناء، ويحقق لهم احتياجاتهم الجسمية والنفسية، ويجعلهم أكثر قدرة للتحدث أمام الجمهور، يشعرهم بالحب والأمان، فكما يقول عالم النفس أديل دياموند: «يحتاج الأطفال إالى أمور مهمة في حياتهم منها: أن يشعروا أنهم ذو قيمة، وأن ما يقولونه يستحق أن يُسمع، وأن هناك من يهتم بهم،وأخيراً الحب والأمان» والتواصل الفعال يحقق كل هذه الاحتياجات.
فعلى الآباء ان يبادروا بالحديث مع الأبناء عن مشكلاتهم، وأحوالهم الدراسية، وما يحبونه من أمور أو هوايات، فالأبناء يحبون التشجيع فمنذ الصغر ونحن نشجعهم على الحركة والحبو وعلى الكلام ونفرح لأفعالهم، فلذلك يلزم علينا ان نشجعهم على الحديث معنا، مع تجنب اللوم نتيجة التقصير في أمر ما، فإلقاء اللوم وتصيد الأخطاء يفسد التواصل الفعال بين الآباء والأبناء، ويجعل الأبناء يهربون من الحديث معهم، ويذهبون إلى ما يجلب إليهم السعادة مثل: الأجهزة الذكية، لأن النفس البشرية تهرب من كل ما يزعجها وتركن إلى ما يريحها.
فعلينا أن نترك الأبناء ان يتحدثوا بكامل حريتهم دون تعليق حتى ينتهوا من حديثهم،وأن نحسن الإنصات إليهم، وأن نعطي لهم الأمان الكامل في الحديث حتى يسعدوا بالحديث معنا، ويحكوا أدق تفاصيل حياتهم، وأن نشعرهم بسعادتنا وهم يتحدثون، وأن ننتبه إليهم فلا ننظر إلى الساعة أو الهاتف، فالطفل يتفهم مشاعرنا جيدا، وأن نقدر كلامهم، كما يقول وليم جيمس: أهم مبدأ في طبيعة الإنسان التماس التقدير.
علينا أن نتواصل مع الأبناء ونسمعهم كلمات تدل على حبنا لهم مثل: أنا احبك، أنت متميز، أنت سريع التعلم، هيا نقرأ معا، أخبرني رأيك في كذا، أحبك الله، جزاك الله خيرا، الله يرضى عنك.....وغيرها من الكلمات الجميلة، ونبتعد عن العتاب أو الكلمات السلبية والتوبيخ، حتى لا يهرب الأبناء منا ويعطوا آذانهم للخارج، ويكونوا صيداً سهلاً لأصحاب السؤ.
إن الغاية من التواصل الفعال هي الدخول إلى عالم أبنائنا ونحاول أن نساعدهم بخبراتنا في الحياة من أجل أن يسعدوا بحياتهم، وليس أن نكون قضاة نصدر الأحكام عليهم.
خبير تنمية بشرية
[email protected]
copy short url   نسخ
18/01/2020
586