+ A
A -
كتب- جليل العبودي
ساعات فقط تفصلنا عن ساعة الصفر لانطلاق المباراة النهائية لبطولة كأس قطر المرتقبة بين فريق الدحيل وفريق السد التي تقام في الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم الجمعة على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين ولا بد في نهايتها من إعلان فريق فائز يتوج بالكأس الغالية لهذه البطولة التي تكتسي أهمية بالغة في أجندة كرة القدم القطرية لما لها من مزايا كروية، حيث إنها تضم صفوة الفرق القطرية وتجمع بين الفرق التي تنهي الموسم في المراكز الأربعة الأولى وتسمى فرق المربع،
وعليه فإن المباراة ستكون مواجهة من الحجم الثقيل من حيث التنظيم ومجريات اللعب والعروض والمد الهجومي إضافة إلى الحضور الجماهيري لأن مثل هذه المباريات تلعب بغرض واحد وهو الفوز بنتيجتها لإثراء خزينة النادي بكأس جديدة وتعزيز سجله بتتويج جديد يضاف إلى الإنجازات العديدة التي حققها الفريقان. ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها الفريقان في المباراة النهائية لبطولة كأس قطر، حيث سبق لهما أن التقيا في النسخة الأخيرة التي أقيمت عام 2018 وهي النسخة الخامسة منذ انطلاق البطولة بمسماها الحالي، وكان الدحيل في تلك المواجهة الكبيرة قد اعتلى أعلى درجات منصة التتويج وفاز بالكأس وحصد الميداليات الذهبية عقب فوزه على السد بنتيجة 2-1 في مباراة جميلة حظيت بحضور جماهيري كبير وتنظيم متميز من مؤسسة دوري نجوم قطر ولكنها شهدت نهاية مثيرة جدا بلغت فيها الاثارة أقصى مستويات درجاتها.
الهجوم والتحدي الكبير!
وبالنظر لهذه الأسماء يمكن القول ان السد سيلعب الليلة بنفس التشكيلة التي واجه بها الدحيل عام 2018 مع غياب لافت للمدافع مرتضى كنجي الذي سيتابع اللقاء من المدرجات بعد انتقاله لفريق العربي وانتقال تشافي من قيادة الفريق على البساط الأخضر إلى دفة الجهاز الفني، ومن طريف الأمور ان مباراة الليلة ستشهد تواجد لاعب الدحيل السابق نام تاي الذي فاز باللقب في تلك المباراة الشهيرة في الجهة المقابلة لمرمى فريقه السابق وسيقوم بدور صانع ألعاب السد وبالتالي سيواجه زملاء الأمس.
بلا شك ان المدربين سيحاولان تعزيز المد الهجومي من الوسط وتوصيل الكرات والبحث عن ثغرات في الخط الخلفي وفي ذات الوقت العمل على التنظيم الدفاعي والرصد الميداني المدروس لمصادر الخطر الموجودة في الفريقين، وهذا يقع على دفاعات السد من خلال عبد الكريم حسن وبو علام وبيدرو ووينج، فيما سيكون التحدي كبيرا لدفاع الدحيل الذي سيقوده مهدي بن عطية، كما ان الوسط سيكون العلامة الفارقة في ترجيح الكفة لهذا الطرف أو ذاك من خلال الأدوات الموجودة لديهما حيث سيدفع المدربان بأفضل ما لديهما في منطقة العمليات، وهما يملكان من يجعلهما يناوران بالمنطقة، والرهان سيكون في السد جابي والهاجري ونام تاي، أما الدحيل فسيقود منطقة عملياته كريم بو ضياف وماراتن ومدابو لذا فإن الرهان سيكون عليهما، وان هذا الادوات يمكن ان ترجح كفة هذا الطرف على ذلك ووفق ما سيكون عليه الأداء في الميدان.
الحاضرون والراحلون!
وعلى الجانب الآخر فإن تشكيلة الدحيل التي ستسجل غيابا لواحد من ابرز نجوم المواجهة الأخيرة بالكأس بين الفريقين وهو يوسف العربي الذي انتقل لفريق اولمبياكوس اليوناني وفي المقابل ستسجل مشاركة النجم الكرواتي القادم من الدورى الإيطالي ماريو ماندزوكيتش الهداف الشهير والمتخصص بالضربات الرأسية والذي انضم للفريق قبل أسبوعين وأحرز هدفا أبيض في مباراة فريقه بالدورى أمام قطر في المشاركة الأولى وهدفا آخر في المشاركة الثانية بمباراة الدور قبل النهائي لهذه البطولة في مرمى السيلية، ومن اللاعبين الذين مثلوا الفريق في تلك المباراة والذين سنشاهدهم في تشكيلة الفريق بمباراة الليلة نذكر حارس المرمى كلود أمين ولويس مارتن وكريم بوضياف وإسماعيل محمد والمعز علي وفي المقابل لن يشارك من لاعبي تلك المواجهة لوكاس منديس ويوسف العربي ونام تاي هي وعبد الله الأحرق وخالد مفتاح لانتقالهم لأندية أخرى فيما سيظهر في التشكيلة يوسف المساكني الذي لم يشارك في تلك المباراة بسب الإصابة وسيغيب بسام الراوي عن مباراة الليلة بسبب الإصابة. ويتضح مما سبق ان الدحيل سيقدم في مباراة الليلة 4 لاعبين من تشكيلة عام 2018 إضافة إلى المساكني في حين ان السد قد يقدم 10 لاعبين إضافة إلى نام تاي هي.
حسابات دقيقة
لقاء اليوم قمة بكل ما تعنيه الكلمة ومن الطبيعي أن المفردة لم تطلق جزافا بل جاءت من خلال قراءة واقعية ومنطقية لامكانيات الفريقين وما يضمانه من نجوم يمثلون نخبة في المنافسات وهو امر قد لا يختلف عليه اثنان، وهذا يجعلنا نقول ان القمة يمكن ان ترتقي إلى ما يتطلع اليه الجمهور والنقاد والمتابعون، كما ان هناك بعض الأمور ستجعل منها قمة حافلة بالاثارة والحماس والندية اهمها أنهما فريقان كبيران ويتمتعان بحضور جماهيري كبير ودائما ما تحفل مواجهاتهما بالاثارة والندية والحماس والروح والجمل التكتيكية وهو ما يتمتع به مدربا السد والدحيل.
وبلا شك فإن الدحيل سيحاول ان يستثمر الجانب النفسي الذي يعيشه بعد الانتعاشة التي هو عليها في الدوري ونتائجه المميزة لكن ذلك لا يمنع من وجود ملاحظات يمكن ان يتوقف عندها المدرب فاريا لتجاوزها، اما السد فيمكن ان نقول عنه يعيش مرحلة من التحدي الصعب في ظل الصعود والهبوط، الا ان انتفاضته الاخيرة ربما تنعش آماله في التحدي الجديد، وهو ما سيضع المدرب تشافي في البحث عن تعزيز الصحوة الاخيرة.
وقد عُرف عن الفريقين وجود البديل المناسب على الدكة الذي يمكن ان يكون سلاحا يستخدمه المدربان في الوقت المناسب مع توظيف سليم للأدوات الموجودة لديهما بما يؤمّن الأداء والنتيجة التي يمكن القول إن التوقع بشأنها أمر صعب.
الهجوم والمهمة الكبيرة!
فاريا وتشافي سلاحهما الهجومي هو الرهان الاكبر في مواجهة اليوم بحكم القوة التي يملكها هذا الخط، وهذا ما يجعل المهمة الدفاعية كبيرة حيث سيكون في صفوف الزعيم بونجاح والهيدوس واكرم عفيف ويمكن ان تدور عجلة المد الابيض من خلال.. وذات الشيء ينطبق على هجوم الدحيل الذي سيكون فيه المساكني ومندزوكيتش والمعز ومن الخلف يمكن ان يمدهم المساكني بكرات جيدة، وهذا سيمثل اختبارا قويا للدفاعات السداوية، مع ان المواجهة ستكون فيها جوانب تكتيكية كثيرة وحسب ما يراه كل مدرب من وجهة نظره الفنية لكن النمط الفني المريح عن اللاعبين لا يجعلهما يغرقان في التفكير، كونهما يملكان مَنْ يجيد اللعب في المناطق التي تحدد لهما وستكون الدفاعات أمام تحد كبير يتطلب اليقظة والحذر وتأمين المنطقة الخطرة من خلال الرقابة الميدانية التي سيلجأ إليها للحد من خطورة الهجوم الضارب في الفريقين الذي يجيد اللعب في المساحات ويسعى إلى خلق ثغرة بالجدار الدفاعي والوصول إلى المرمى.
الكفة يحددها مسار الوسط!
الوسط دائما يمثل روح الفريق لذا فإن المعركة فيه ستكون ساخنة ومن يمسك بها ويسيطر عليها يكون الاقرب إلى خدمة فريقه وترجيح الكفة، وان مهمة الهجوم والدفاع في الفريقين ستكون متوقفة على ما سيقوم به لاعبو الوسط، وكلما كان الدور الذي يؤديه الوسط جيدا كان الأداء مثمرا والعكس صحيح ايضا، لذا فإن الرهان الاكبر سيكون على الوسط في منطقة العمليات من قبل المدربين وسوف يختار تشافي أفضل ما لديه وكذلك مدرب الدحيل فاريا، وهذا يعني ان هناك معركة شرسة ستكون في منطقة الوسط بين فصيل جابي بخبرته الكبيرة ووسط الدحيل بقيادة لويز مارتن وبوضياف، وسيسعى كل وسط إلى استحضار كل خبراته ومهاراته في هندسة الكرات التي تمرر في مناطق قد تحرج الدفاعات وهو ما يلجأ إليه لاعبو الوسط المتميزون في الفريقين، ومن يمسك بالوسط هو الذي سيقلب مجريات المباراة وبالتالي يقترب من زيارة المنطقة الخطرة وهز الشباك.
copy short url   نسخ
17/01/2020
981