+ A
A -
قالت النقيب الدكتورة نورة عبدالله اليهري أول طبيبة قطرية في الطب الشرعي إن مركز الطب الشرعي بوزارة الداخلية كان له دور كبير في بدء دراسة مقرر الطب الشرعي بكلية الطب بجامعة قطر منذ العام الماضي، قائلة: لقد قمنا برفع مقترح لتضمين منهج الطب الشرعي بكلية الطب في جامعة قطر، بحيث يوضح فيه أساسيات الطب الشرعي وعلوم الطب الشرعي- ومبادئ الطب الشرعي- وأسباب الوفيات من ناحيه علمية وطبية، وأمور إجراءات الطب الشرعي من ناحية فنية فقط، دون التطرق للأمور الأخرى، وقد لقي المقترح القبول.
وأضافت خلال حوارها لمجلة الموارد البشرية التي تصدرها إدارة الموارد البشرية بوزارة الداخلية: لقد توجه وفد من وزارة الداخلية لإدارة كلية الطب وتم عقد اجتماعات طرحت فيها أفكار وتمت الموافقة عليها وبـــدأ الــتــدريــس بهذا التخصص منذ عام 2019، وكذلك هناك زيارات يقوم بها الطلبة إلى مركز الطب الشرعي بالتنسيق مع النيابة العامة، وفي المحاضرات يتم التطرق إلى (تعريف الطب الشر عــي - مــفــاهــيــم الطب الشرعي، ونظام الطب الشرعي في دولــة قطر والــشرق الأوسط وأوروبا وأميركا، وكيفية تشخيص الوفيات)، مطالبة بضرورة إقبال الكوادر القطرية على تخصص الطب الشرعي وخصوصا بعد توفيره في كلية الطب بجامعة قطر.
«الجثة تنطق»
وأكدت اليهري أنه مــن الــحــالات الصعبة التي أواجهها هي وفيات الأطفال، حيث أشعر بصعوبة حينها لإتمام عملي وتشريح جثة الطفل، كما أن هناك حــالات كثيرة ومتعددة واجهتها، لكني ملزمة بالقيام بعملي واكتساب المزيد من العلم في هذا المجال.
وأضافت: في الطب الشرعي نعمل كفريق واحـــد، حيث إنــنــا نتكاتف للمساهمة في معرفه الحقيقة بالعمل مع مختلف الإدارات الأمنية المختصة للوصول إلى الهدف.
وأوضحت حين نتعامل مع الجثة يقال إن الجثة تتكلم، في الواقع هي لا تتكلم، ولكن ذلك تعبير مجازي، يقصد بأنه مــن خــلال فحص وتشريح الجثة يتمكن الطبيب الشرعي من معرفة كيفية وفاته ووقتها ووضع آلية لذلك، نحن نقوم بتسخير هذه الحقائق العلمية وتوفيرها لخدمة العدالة.
وتابعت: دخــولي في المجال لم يكن صعبا أو مستنكرا، لكن الضوء لم يكن ملقى على الطب الشرعي وخاصة للطبيبات. فالمتعارف عليه أن الفتيات يفضلن التخصصات التي تتميز بعدم وجود مناوبة من ضمن برنامجها كالعيون، الجلدية، طب الأسرة، الأسنان، قائلة: في الحقيقة الفتيات لسن أقل كفاءة من الشباب، فهن يستطعن العمل بأي مجال ويتميزن به وبتفوق.
«بداية الطب»
وتحدثت اليهري عن كيفية انضمامها للطب الشرعي قائلة: لقد بدأت دراستي في سن الثامنة عشرة ببعثة لدراسة الطب العام في عمان التي يغلب على أهلها طابع الطيبة وأمضيت هناك سبع سنوات اكتسبت خلالها الكثير من الخصال الطيبة والتواضع التي أضافت الكثير إلى شخصيتي كما تعلمت الاعتماد على نفسي في أخذ قراراتي وتكوين أفكاري الخاصة بشأن المواضيع المختلفة.
وكان من المقرر أن تترافق الدراسة ببرنامج تدريبي على مدى سبع سنوات يطلع فيها الطالب على كل التخصصات خلال فترات زمنية محددة وقد شد انتباهي التشريح لجسم الإنسان وتفاصيل تكوينه والمــؤثــرات الخارجية وتأثيرها عليه وفي السنة السادسة خضعنا لتدريب لمدة أسبوعين، وقمنا بزيارة المشرحة حيث تعرفنا على نظام الطب الشرعي وكيف يتم تشريح الجثة ورســم سيناريو كامل يوضح الأسباب التي أدت إلى الوفاة بطريقة علمية، وقد أثــار الموضوع اهتمامي لكونه يربط بين التطور العلمي والعلوم الطبيعية للوصول إلى الحقيقة العلمية، ومنذ ذلك الحين بدأت بالتفكير بالتخصص كمهنة عمل لي، لكنني لم أفصح عن ذلك.
بعد انتهائي من الدراسة في سلطنة عمان وحصولي على شهادة الطب، التحقت مباشرة بمستشفى حمد بــوزارة الصحة، والتحقت خلال العام الأول بالعديد من الأقسام والــتــخــصــصــات الطبية مثل (العيون، الجراحة التجميلية، جراحة الأطفال، الطب النفسي، جراحة عامة وأخيرا الباطنة) بعد ذلك قررت الانضمام لبرنامج التخصص الباطني حيث شعرت حينها أنه التخصص الملائم لرغباتي وميولي والأنسب لشخصيتي.
في السنوات الأربع التالية، تدرجت في التدريب من خـلال التخصص الباطني حيث إنه علم شامل. حينها شاءت الظروف أن ألتقي أحد الأطباء الشرعيين في مستشفى حمد، وكان هذا اللقاء كافيا لأن يعيد رغبتي القديمة بالتخصص، حصلت على المعلومات الكافية عن تخصص الطب الشرعي، بعد التفكير واستشارة والدي قررت أن أسعى وراء تحقيق حلمي، حيث قمت بتقديم أوراقــي في وزارة الداخلية للالتحاق بالتخصص الذي طالما حلمت به. ووجــدت الدعم والتشجيع من جميع الذين صادفتهم، وتمت الموافقة والقبول لدراسة تخصص الــطــب الشرعي.
copy short url   نسخ
17/01/2020
3712