+ A
A -
كتب - محمد حربي
نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ندوة تحت عنوان «الأزمة الأميركية – الإيرانية: التداعيات الإقليمية»، الدكتور مروان قبلان الباحث بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ورئيس وحدة الدراسات السياسية بالمركز، تحدث عن تداعيات الأزمة على الوضع الإقليمي، بشكل عام،
والدكتور مهران كامرافا أستاذ ومدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورج تاون، في قطر، تناول تداعيات الأزمة على الوضع في الداخل الإيراني، والدكتور حيدر سعيد، رئيس مركز الأبحاث بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ورئيس دورية السياسات العربية بالمركز، عرض تداعيات الأزمة على الشأن العراقي.
وتحدث الدكتور حيدر سعيد عن «اغتيال قاسم سليماني وتداعياته على الحراك الثوري العراقي»، موضحا أن الكتابات التي صاحبت الحادثة، تعددت في الأوصاف، ما بين الزلزال، وعملية تحول مفصلي، وأن المنطقة بعد سليماني، لن تكون كتلك التي من قبل، مشيرا إلى أنه كان هناك سببان رئيسيان في هذه التصورات، وهما: الأول، وجود شعور بشأن عملية التحول في المواجهة بين أميركا وإيران، خاصة بعد مجيء ترامب، وقرار انسحابه من الاتفاق النووي، حيث كانت هناك بعض المناوشات المحدودة بين الجانبين، وعلى الرغم من طابعها العسكري، إلا أنها لم تكن تمس أهدافا أميركية مباشرة.
وقال إن هناك علاقة بين مقتل سليماني، وما حدث في اليوم الأول من يناير، وهو اقتحام السفارة الأميركية بالعراق، وما تعرضت له إحدى القواعد من قبل يوم 27 ديسمبر 2019، وسقوط قتيل، موضحا أن الولايات المتحدة الأميركية أرادت توجيه ضربة نوعية، ولكنها ذات طبيعة محدودة، ولا تختلف عن استراتيجية أميركا في عهد ترامب، الذي يستخدم منذ ربيع 2019 طريقة الضغط الأقصى، والغاية الأساسية إجبار طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الملف النووي.
وأوضح الدكتور حيدر، أن إيران لن تذهب إلى أكثر مما قامت به في قاعدة «عين الأسد»، ربما لأنها أخذت على محمل الجد، تهديدات الرئيس الأميركي ترامب، باستهداف «52» موقفا في الداخل الإيراني، وبالتالي الأمور عند هذا، دون الذهاب لأبعد من ذلك، سواء من أميركا أو إيران، والاتجاه نحو اتفاق ضمني جديد بين واشنطن وطهران قريبا، مشيرا إلى أن الفترة القادمة سيكون محورها ما يمس الوجود العسكري الأميركي في العراق، وأن الحراك الثوري العراقي يواجه أكبر تحدٍّ الآن، لأسباب متعددة، وتعدد الولاءات، مشددا على أنه يوجد هناك انقسام في الداخل العراقي إزاء ما يحدث على الساحة.
فيما أكد الدكتور مروان قبلان، على أن الأزمة الأخيرة بين أميركا وإيران، هي جولة من الجولات بين الطرفين، وانتهت بالنهاية التي نشهدها الآن، مع إمكانية حدوث تطورات بالمستقبل، موضحا أنه سوف تكون هناك تداعيات لعملية قتل قاسم سليماني، وقام بعملية تشخيص للحادث على عدة مستويات، خاصة في ظل وجود عدد كبير من اللاعبين بالمنطقة، منها: العلاقات الأميركية – الإيرانية، ووضع أميركا بالإقليم، مشيرا إلى أن تأثير الجولة الأخيرة من الصراع على علاقات أميركا وإيران، كشفت تمكن الولايات المتحدة الأميركية من إرساء قواعد اشتباك جديدة مع طهران، بمعنى إخراج الصراع الأميركي مع إيران من الظل إلى الواجهة، مشيرا إلى أنه لفترة طويلة ظلت إيران تنفي مسؤوليتها المباشرة عن القيام بأي فعل، لافتا إلى أن هذا الأمر قد انتهى، وأصبحت واشنطن تحمل الإيرانيين أي فعل، قام به أحد حلفائهم، مما يعني تغييرا في قواعد اللعبة، بجانب ما كشفته من الخلل في موازين القوة والردع.
وقال الدكتور قبلان، إن هذه الأزمة بين طهران وواشنطن، قضت على أي أمل في إجراء مفاوضات بين أميركا وإيران، قبل الانتخابات الأميركية، والتي كان يطمح إليها الرئيس ترامب، وما قام بينه وبين الرئيس الإيراني حسن روحاني، على غرار ما نجح فيه مع رئيس كوريا الشمالية، وتوظيفها في العملية الانتخابية التي هي على الأبواب، ولكن لم تعد هناك أي فرص بعد حدوث التوتر الأخير.
وأوضح أن الأزمة الأخيرة، كانت قبلة الرحمة للاتفاق النووي، حيث انسحبت طهران دون الإعلان عن ذلك صراحة، ودخول المرحلة الخامسة من التخصيب، الذي كان قبل التوقيع على الاتفاق النووي.
وأشار إلى أن عملية اغتيال قاسم سليماني، سوف تكون لها تداعيات على الشأن الداخلي العراقي، وكذلك في سوريا، وتصاعد الضربات في الداخل السوري، بما يعني وكأن هناك اتفاقا أميركيا –إسرائيليا على تحجيم النفوذ الإيراني بالأراضي السورية، موضحا أن روسيا لن تسمح لإيران باستخدام أرض سوريا للرد على إسرائيل أو أميركا، لأن تحول الأراضي السورية لساحة صراح بين طهران وتل أبيب وواشنطن، من شأنه أن يؤثر سلبيا على الاستثمارات الروسية في سوريا، كما سيحاول الروس إحكام قبضتهم أمنيا وغير ذلك في الملف السوري.
copy short url   نسخ
14/01/2020
137