+ A
A -
كتب - محمد حربي - قنا
أكد سعادة السيد أكبر الباكر الأمين العام للمجلس الوطني للسياحة والرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية أن الدولة ستواصل مسار دعم القطاع السياحي حتى بعد مونديال 2022، معربا عن تطلعه من الآن لوضع البرامج الترويجية للسياحة إلى قطر وذلك لتقديم مخرجات سياحية قادرة على جذب مزيد من السياح للدولة.
وأبدى سعادته، خلال مشاركته في جلسة عقدت أمس تحت عنوان "حماية مكاسب السياحة في عالم متعدد الأطراف" في منتدى الدوحة 2019، عن فخره لكونه ينتمي لدولة قطر التي تم اختيارها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 وذلك للمرة الأولى في المنطقة كما أنها أول بلد ذي أغلبية مسلمة يستضيف هذا الحدث، قائلا «إن استضافة هذا الحدث تمثل فرصة سانحة لجذب السياح»، مؤكدا أن المجلس خلال فعاليات هذا الحدث الهام سيركز على الثقافة القطرية والإرث القطري وذلك لعرضه أمام مختلف الجنسيات التي ستأتي إلى قطر من أجل حضور هذا الحدث الهام.
وأضاف أن دولة قطر ستتشارك مع العالم الخبرات والقدرات القطرية لتنظيم كأس العالم والذي نظمته قبلها العديد من الدول الكبرى والتي كان بعضها يواصل الاستعداد لهذا الحدث حتى اللحظات الأخيرة فيما استعدت له قطر منذ وقت مبكر، حيث إن المشاريع المرتبطة بالاستضافة قد تم الانتهاء من 90 بالمائة حاليا.
وأشار إلى أن قطر أثبت قدراتها الفنية العالية على استضافة مثل هذه الأحداث وهو ما ظهر جليا في استضافتها لكأس الخليج وكأس العالم للأندية وهو ما يبرز إمكانيات قطر في استضافة عدة مباريات في أوقات متزامنة ومتقاربة.
وأكد أن الرياضة تجمع الشعوب مع بعضها البعض وتجمعهم جنبا لجنب دون أي حدود كما أن قطر منفتحة أمام العالم وهو ما برز جليا في استضافتها لكأس الخليج، مشيرا إلى أن السياحة صناعة ضخمة إلا أن قطر لم تكن في الماضي تركز عليها بالقدر المطلوب ولم تكن الأماكن السياحية فيها مطورة على النحو الأمثل، لكن قطر الآن تسعى لأن تكون موجودة بقوة على خريطة السياحة العالمية، فبالرغم من الصعوبات التي واجهها قطاع السياحة في قطر خاصة مع إعلان الحصار في عام 2017 إلا أنها تمكنت من تجاوز هذا الأثر السلبي من خلال فتحها الأبواب لاستقبال السياح من أكثر من 80 دولة حول العالم دون تأشيرة دخول وذلك بدعم من قيادة الدولة.
وحول الحصار وتبعاته، اعتبر سعادته أن الحصار مكن الدولة من إظهار قدراتها الحقيقية على التحمل وتجاوز الصعاب التي قد لا تستطيع دول أخرى تجاوزها، قائلا «إن فرض الحصار علينا منذ قرابة عامين كان من أكبر التحديات التي واجهتها قطر، حيث خسرت القطرية نحو 18 واجهة بسبب هذا الحصار، ولكن منذ الحصار وحتى يومنا هذا قامت الخطوط الجوية القطرية بزيادة عدد وجهاتها بنحو 35 وجهة جديدة».
وتابع في هذا الصدد قائلا «إن الخطوط الجوية القطرية واصلت ما بدأته وتابعت خططها واستراتيجياتها وقامت بمواصلة الابتكار والترويج لتصبح خير من يروج لدولة قطر عبر العالم، فيما تشير بعض الإحصاءات إلى أنها شركة الطيران الوحيدة بين منافسيها التي تمكنت من تحقيق نمو لعام 2019».
وأكد سعادة السيد أكبر الباكر، قدرة دولة قطر على مواجهة كافة التحديات واستقبال مختلف الفعاليات وعلى رأسها كأس العالم 2022 بأعلى المعايير الفنية، متوقعا أن تواصل قطر إثبات قدرتها وتحقيق طموحاتها فيما يتعلق بالقطاع السياحي.
وقالت صاحبة السمو الملكي الأميرة دانا فراس سفيرة منظمة اليونسكو للنوايا الحسنة ورئيسة مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمحافظة على البتراء، ان السياحة والارث الثقافي مرتبطان بعضها البضع فـ37 بالمائة من السياح الدوليين يزون الدول لأسباب ثقافية وهو ما يشكل 4.2 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي فيما يوفر هذا القطاع قرابة 190 مليون فرصة عمل فهو يشكل فرص نمو حقيقية، لذا فإن حماية الإرث الثقافي يؤثر بشكل كبير على القطاعات الاقتصادية فمن المهم ان يتم توسيع مفهوم الإرث الثقافي والحفاظ عليه لأنه جزء من قطاع السياحة، فمن يدافع عن الارث يدافع عن النسيان والتاريخ ومع هذا العالم متعدد الأقطاب.. يثير هذا الأمر التساؤلات حول على من يقع عليه عاتق حماية هذا الإرث الثقافي.
كما استعرضت سموها تاريخ الإرث الثقافي لمنطقة البتراء مطالبة توفير الأدوات الأساسية للأجيال المستقبلية للتعامل مع التحديات ولا يمكن هذا دون فهمهم لهويتهم وتاريخهم الذي يمكنهم من تحقيق الانتماء.
وأفادت بأن الدمار الذي لحق بالإرث الثقافي في المنطقة بسبب حركة داعش وغيرها من الصراعات التي مرت المنطقة بها كان أبرز الأسباب التي دعتها للمطالبة بالاستثمار في الإرث الثقافي من أجل المحافظة عليها فمن يدمر الإرث الثقافي والمعالم السياحية التاريخية يسعى لمحو الذاكرة ومحو سنوات من التواصل والوحدة والفكر الإنساني الذي نتشارك فيه مع بعضنا البعض واستبدال كل تلك الروابط بخطاب يرفض التعددية ويسعى للتمييز بين الناس.
السياحة تشكل موردا مهما جدا وترتبط بقطاعات كثيرة مثل الأغذية والرياضة إلا انه يجب الأخذ في الاعتبار التأثيرات السلبية لقطاع السياحة على البيئة ومن بينها التغير المناخي، مضيفة ان هناك تهديدات للبشرية وكوكبها وهو كوكب الأرض بسبب المخاطر البيئية وهو ما يتطلب توجيه الضوء على تلك القضية في ضوء النمو المتصاعد للقطاع السياحي.
copy short url   نسخ
16/12/2019
836