+ A
A -
منذ فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، تعمل دولة قطر على إخراج هذه النسخة في أفضل صورة، فكان القرار أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون وعلى كافة المستويات..
ولأن الحالة الأمنية واستقرارها هي أبرز عناصر الفعاليات الكبرى، فقد عملت وزارة الداخلية في قطر على الاستعداد لهذا الحدث بشكل علمي، تأخذ في الاعتبار الجوانب الإيجابية من النسخ السابقة للمونديال، وتزيد عليها من شخصيتها وثقافتها.
ومن أجل ضمان تحقيق أعلى درجات الأمن والطمأنينة لكافة الجماهير خلال بطولة كأس العالم 2022 تم إنشاء مركز التنسيق الشرطي الدولي IPCC بالدوحة وهو بمثابة غرفة عمليات تديره وتشرف عليه اللجنة الأمنية باللجنة العليا للمشاريع والإرث وتم تزويده بأحدث الوسائل التكنولوجية المتطورة، وتوفير البنية التحتية اللازمة من أجل أداء المركز لدوره وتحقيق أهدافه كما تم إلحاق مجموعة من العناصر الوطنية الشابة من الضباط ذوي المهارات المتميزة بالمركز وقد بدأ تفعيل المركز مع انطلاقة بطولة كأس العالم للأندية 2019 المقامة حاليا بالدوحة، ويعمل المركز على تبادل المعلومات بين ممثلي أجهزة الشرطة الدولية ودولة قطر بهدف تبادل المعلومات وإدارة الازمات وخلال بطولة كأس العالم للأندية تم إلحاق عدد من ممثلي أجهزة الشرطة للدول التي لها فرق مشاركة في البطولة يعملون سويا مع ضباط الشرطة القطريين وللمركز تعاون بارز مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول).
وحول مهام المركز وكيفية عمله قال الملازم أول حمد النصر مساعد قائد المركز، ان المركز يضم مجموعة من الكوادر الشابة المؤهلة تمثل الإدارات المعنية والتي تعمل تحت مظلة اللجنة الأمنية وخلال بطولة كأس الأندية تم تفعيل المركز بهدف تعزيز القدرات والوقوف على آليات العمل المشترك حيث إن ضباط الارتباط من أجهزة الشرطة الخارجية تم استقدامهم من الدول المشاركة بالبطولة، كالبرازيل وفرنسا والمكسيك وبريطانيا، لتقديم الخبرة والمساعدة في التعامل مع الجماهير القادمة من هذه الدول، لحضور بطولة كأس العالم للأندية، في حال خرج التشجيع عن الروح الرياضية، وتبنى شعارات عنصرية غير لائقة أو معادية للآخر، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو دينية، من شأنها إثارة التعصب.
وأوضح أن ما يتم رصده من معلومات وملاحظات، سواء عبر كاميرات المتابعة أو من خلال التواجد المباشر بالمدرجات أومنطقة «الفن زون»، يتم نقله مباشرة عبر المركز إلى الـ TCC وهو مركز للعمليات، يقوم بتحليل هذه المعلومات والملاحظات، والتواصل مع قادة المنشآت الرياضية للتنسيق معهم واتخاذ التدابير اللازمة تجاهها.
وأشار إلى أن مركز الـ IPCC يضم مجموعة من الضباط المميزين، كل منهم مسؤول عن وحدة من وحدات المركز، كوحدة الدعم اللوجستي، ووحدة الإنتربول، ووحدة المعلومات، ووحدة الدعم الفني.. إضافة إلى التجهيزات الفنية وبرنامج «طلع»، ويتم التواصل والنقل المباشر من الاستادات ومنطقة «الفن زون».
وقال إن الضباط المشاركين من الخارج، الذين يصل عددهم إلى حوالي اثني عشر ضابطا، يقومون بتحليل ومتابعة ما يتم نشره في بلدانهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك وانستجرام وغيرها.. وهو ما يعمل على تعزيز الفروض وترجيح الاحتمالات حول تصرفات الجماهير من هذه البلدان، بما يدعم القرار لدينا ويمكننا من استباق الحدث.
وحول ما إذا كان لدى هؤلاء الضباط قواعد بيانات عن مثيري الشغب في بلدانهم، قال الملازم أول حمد النصر إن بعض هؤلاء الضباط يحملون قوائم بأسماء لمشجعين من مثيري الشغب، تم إدراجها في قواعد بيانات المنافذ الجوية إلى جانب إفادتهم لنا بالمعلومات والخبرات حول عادات الجماهير الوافدة، وأساليبهم الخاصة في التشجيع والاحتفال، بل والتعبير عن الاستياء والغضب، إلى جانب أنهم على استعداد للتعامل مع الجماهير من بلدانهم في حال التجاوز والخروج عن المألوف في المباريات.
وقال إن منطقة «الفن زون»، تشتمل على غرفة عمليات مصغرة من الوحدة غير التنافسية، يتابع ضباطها الحركة في النطاق، كما تضم رعاة البطولة من قبل «فيفا»، كما يكون بإمكان الجماهير غير الحاصلين على تذاكر دخول المباريات، مشاهدتها عبر الأجهزة الناقلة، والتعبير عن فرحهم بعيدا عن مدرجات الاستاد.
وفي سبيل التعرف على المهام المكلف بها ضباط المركز، قال الملازم/‏ ناصر بن عبد الله آل ثاني، ضابط الاتصال والإعلام بمركز IPCC، إنها المرة الأولى التي يتم فيها إنشاء مثل هذا المركز بالدولة، وذلك بهدف رفع كفاءة الضباط واعطائهم المزيد من الخبرات في إطار مهام المركز، استعدادا لاستضافة كأس العالم 2022.
وأوضح إنه وعدد من الضباط العاملين بالمركز، يعملون على التعاون مع الضباط القادمين من الدول الأخرى، في المتابعة عن قرب وباستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية من أجل توفير الأمن لكافة الجماهير والحد من أي تجاوزات حتى يستمتع الجميع بالأجواء الرياضية المتميزة، وأضاف ان المركز هو جزء من المنظومة الأمنية بالدولة والتي تسعى إلى توفير الأمن وفق اعلى المعايير الدولية وبأساليب عصرية.
الملازم خليل إبراهيم المهندي، عضو بفريق مركز IPCC، أوضح أنه من خلال التعاون مع ضباط الارتباط، القادمين من أجهزة الشرطة الخارجية، ما بين المركز والملاعب التي تقام عليها البطولة، حسب التنسيق المعد للعمل، بهدف السيطرة واحتواء أي مخالفة صادرة من الجماهير الوافدة، باعتبار هؤلاء الضباط، حسب انتماءاتهم، خبراء بطبيعة الجمهور الموجود، قادرين على التواصل معه، ونقوم نحن بالمتابعة والتنسيق وإرسال المعلومات لغرفة TCC، للتوجيه واتخاذ اللازم. وقال الملازم علي عبد العزيز المهندي، عضو مركز IPCC، إن أهمية تبادل المعلومات مع ضباط الارتباط القادمين من الخارج، تكمن في تعزيز المعرفة بطبائع وسلوك قطاع كبير ومختلف من الجماهير، من خلال التواجد معهم في الملعب، إضافة إلى التدريب على تمييز عناصر إثارة الشغب من بين الجمهور الحاضر لمشاهدة المباريات، وإبلاغ غرفة الـ TCC.
وأوضح الملازم أول نواف السليطي، عضو فريق عمل مركز IPCC، أن أساس العمل يتلخص في الحصول على المعلومات والوقائع، ثم نقلها إلى مراكز العمليات، حيث يعمل الجميع في منظومة متكاملة، تتابع وتسجل وتتبادل المعلومة.. مشيرا إلى مشاركة ضباط من منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، ودعمهم للمركز بالبيانات والمعلومات عن الأشخاص مثيري الشغب في المباريات، الذين صدر بحقهم نوع من التعميم، لنكون على علم بهم، لاتخاذ ما يلزم.
من جانب آخر أوضح عدد من ضباط الارتباط، القادمين من الخارج، طبيعة دورهم والمهام المنوطة بهم في إطار التعاون مع مركز IPCC.. فقال السيد برينو البركرك، المفوض الفيدرالي بالشرطة البرازيلية وعضو الإنتربول من البرازيل، إنه جاء إلى دولة قطر من أجل المشاركة في مركز التعاون الشرطي الدولي IPCC، الذي تم تدشينه بدولة قطر، ليعمل على جلب المعلومات من البرازيل، والخاصة بالمشجعين مثيري الشغب في الملاعب.
وقد أبدى إعجابه الكبير بالتجهيزات الفنية للمركز، التي تتفوق عند المقارنة مع المركز الذي أقيم بالبرازيل أثناء إقامة البطولة هناك، مشيرا إلى أن معظم المشجعين القادمين من البرازيل من بيئات متوسطة، وهمهم الأساسي هو مشاهدة كرة القدم لا إثارة المشكلات.
وقال إنه يستطيع المساعدة في تقديم التوعية للجماهير البرازيلية، وتعريفهم بطبيعة وعادات الشعب القطري المحافظ، مما لا يتوقع معه وجود ما يعكر صفو الحدث الرياضي الكبير.
كما أشار السيد بيدوم، من شرطة نيس الفرنسية قسم مكافحة التعصب الجماهيري، إلى أن دوره هو تجميع المعلومات عن المشجعين من كاليدونيا، وإن كان لا يتوقع أن يكون أي منهم من مثيري الشغب أو محدثي المشاكل في المباريات.
وأكد على أن مركز IPCC بقطر يتمتع بتوفير كل التجهيزات والمعدات المطلوبة، لمتابعة ما يدور سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو شيء مهم جدا يساعد على أن نكون قريبين من الحدث، والتفاعل معه بشكل سريع وحاسم، إلى جانب توافر شبكة الإنترنت مما يسهل كثيرا من الحصول على المعلومات وإرسالها لأصحاب القرار.
وحول كيفية تقديم الدعم الأمني لبطولة كأس الأندية المقامة بقطر عبر وجودها ضمن فريق العمل بالمركز، قالت السيدة لينيفيه رودريجس، المحققة الجنائية بالشرطة الفيدرالية الوزارية لمكافحة الجريمة بالمكسيك، إنها بحكم معرفتها بطبيعة المشجعين بالمكسيك، فإنها تتوقع منهم احترام تقاليد وعادات البلد المضيف.
وقالت إن السفارة القطرية بالمكسيك قامت بدور توعوي كبير للجماهير القادمة إلى الدوحة، من أجل التعريف بالعادات والتقاليد القطرية فيما يتعلق بنمط الملابس وطرق التعبير عن انفعالاتهم أثناء مشاهدة المباريات وما بعدها.
copy short url   نسخ
15/12/2019
905