+ A
A -
منى بابتي كاتبة لبنانية
عاهدت نفسي منذ زمن، أن أقف على كافة الظواهر التي من شأنها أن تدفعنا إلى رؤية الأشياء الإيجابية في حياتنا، لتتحول إلى صور جميلة نتناقلها بألوانها المشرقة فتصبح أمثلة نابضة بالخير والعطاء نرسمها في كل الكون، عسانا ننطلق من هذه الصور لمستقبل مشرق ومختلف.
هن مجموعة من الصديقات اللواتي شاء القدر أن يجمعني بهن في مضمار العمل لفترة وجيزة من الزمن، كنت أطلق عليهن لقب (قطرات ندى الصباح الصافية)، فهن يسابقن الفجر للوصول إلى عملهن، نراهن منتشرات في كل مكان، في كل الفعاليات التي تقام في دولة قطر، يبذلن طاقاتهن ليحققن دورهن الكبير.
سيدات الأمن الراقيات، من قيادات وشرطيات، يتوزعن الأماكن، يرسمن بلباقتهن ابتسامة وطن، ويحملن في عيونهن آمال المستقبل الآمن والمشرق لدولة قطر.
فإن كنا قد اعتدنا القول إن وراء هذه الصورة الأمنية المتكاملة في دولة قطر والتي لمسناها في جميع الفعاليات التي أقيمت – جنودا مجهولين – يبذلون كل ما بوسعهم لتحقيق أمن وسلامة الجميع من الفرق المشاركة والأفراد والجمهور، فعلى الجهة المقابلة هناك – جنديات مجهولات – يقفن مساندات للرجال، يضعن كل طاقاتهن في خدمة دولتهن من أجل تحقيق الخطة الأمنية في دولة قطر.
فلصديقات كنت أراهن يوميًا، أقول لكُنّ وبكل محبة «نحن ننحني احتراما... لكُنّ»، احترامًا لهذه الصورة القطرية الراقية التي رسمت بريشة أدبكن الراقي في التعامل مع الجماهير، واحترامًا لهذا التنظيم الذي لمسناه منكن لتحقيق أمننا وسلامتنا، واحتراما لهذه الهوية العسكرية المتميزة التي انعكست ولاء ومحبة في مساحات تواجدكن.
فمع (قطرات ندى الصباح الصافية)، ومع هذه الوجوه الطيبة، ومع هذا الأداء الراقي في الفعاليات الرياضية، لمسنا منهن إخلاصًا وتفانيًا تُرجم ذكاء رائعًا في طريقة تنفيذ مهماتهن، وفهمًا ناضجًا مبنيًا على رؤية واضحة، أضاف لمتعة حضور المباريات، متعة أخرى، هو أن نرى فتيات في مقتبل العمر، وسيدات صاحبات خبرة واسعة، يضفن لقطر مزيدًا من التميز والريادة في هذا المجال.
ووراء هذا العطاء، هناك سيدة قطرية، جعلتني أحب قطر بشكل مختلف، وعلمتني أن الشعور بالمواطنة والولاء لا يقف عند حدود الهوية، لقد تمكنت هذه الإنسانة الرائعة أن تتحول إلى قدوة، أطرح اسمها في كل لقاء تدريبي كنموذج تفتخر به الاوطان، لقد أحبت وطنها بإخلاص ووعي، وترجمت حبها وفاء وولاء، فكان هذا النتاج من الجنديات المجهولات، هي مدربة قطر الأولى الرائد، «خلود عنبر مبارك النعيمي» وهي المدربة الأولى في مجال «كيف تحول محبتك لوطنك أفعالًا» ننحني لها اعتزازاً بها، واحتراما لعطائها.
لقد نجحت هؤلاء الجنديات المجهولات مع الرائد /‏ خلود عنبر مبارك النعيمي، بهويتهن العسكرية القطرية، أن ينطلقن من مراحل التدريب الاحترافي إلى مراحل التطبيق الريادي، فصنعن اختلافًا وتمايزًا في الأداء، يستحق أن نقول لهن «ننحني لكُنّ حبًا واحترامًا»، دمتن لقطر صورة نستشرف من خلالها المستقبل بوفائكن وعطائكن.
copy short url   نسخ
14/12/2019
571