+ A
A -
تمهد تقنية الجيل الخامس 5G الطريق للازدهار الاقتصادي في المدن، حيث يُشير تقرير صدر مؤخراً عن مؤسسة أي إتش إس ماركيت إلى أن هذه التقنية ستُساهم بنحو 12.3 تريليون دولار من الناتج الاقتصادي العالمي خلال العقود الثلاثة المقبلة، وذلك ثمرة تفعيلها في صناعات عديدة. وهذا المبلغ يزيد على مجمل إنفاق الصين واليابان وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة مجتمعة في عام 2016.
ويزود التحوّل الرقمي الذي تمكّنه تقنية الجيل الخامس 5G الشركات والصناعات بالقدرة على تسخير إمكانيات التقنيات الناشئة، على غرار المعلومات الضخمة، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز. وتتضافر إمكانيات هذه التقنيات مع غيرها اليوم لتعزز تواصل الآلات والمعدات وأجهزة الاستشعار والأشخاص بكل ما حولهم عبر أساليب متطورة ومثمرة.
وقد وفّر مؤتمر ومعرض كيتكوم 2019، الذي اختتم مؤخراً نسخته الخامسة، فرصة لمشاهدة باقة شاملة من أحدث التقنيات، متضمنة الحلول الأخيرة التي تمكّنها تقنية 5G. ومن جهتها، فقد نظمت فودافون قطر جناح «مدينة جيجانت» الحائز على جائزة أفضل منصة تفاعلية خلال المؤتمر، لتسليط الضوء على التفاعل الحيّ الذي توفره شبكة جيجانت 5G في المنازل الذكية، والمتاجر المتصلة، والمدينة الذكية، والصناعات الذكية.
وبرهنت حلول فودافون الابتكارية عن كيفية تضافر سرعة واستجابة وموثوقية تقنية 5G من أجل مساعدة أي صناعة على تحقيق نتائج أفضل. وسوف تستفيد قطاعات البناء، والصناعة، والنفط والغاز، وغيرها، من ارتفاع مستوى الكفاءة وازدياد إنتاجية العاملين، وما يعنيه ذلك من تقليص الكلفة من خلال تكنولوجيا الجيل الخامس.
كما ستستفيد الشركات التي تعتمد على الاتصال الفوري واللاسلكي مع المهنيين في أماكن بعيدة من قدرات تكنولوجيا الجيل الخامس 5G، حيث يُمكن استخدامها عبر وسائل إبداعية لا تحصى، على غرار تسخير الواقع الافتراضي لمهام الدعم والتدريب عن بعد، وهي مهمة تتطلب التواصل الفوري ونقل المعلومات بدقة وسرعة. وستسمح السرعات المذهلة والاستجابة السريعة لتقنية 5G بالاستخدام الفعال للمكننة التي ستُميز معامل المستقبل الذكية.
ويُعد استخدام إنترنت الأشياء لتحسين دقة المعلومات والمسوحات حلولاً ضرورية بالنسبة لقطاع النفط والغاز في قطر. وسبق لفودافون قطر أن سلطت الضوء على درون صناعي تُفعّله تقنية 5G ويُمكن تسييره عن بعد من أجل مراقبة الأماكن الحساسة والخطرة وجمع المعلومات عنها، وخاصة في مجال صيانة الأنابيب.
كما تم كشف النقاب عن تقنية درون أخرى خلال المؤتمر، وهي الأولى من نوعها في العالم التي تعتمد على إنترنت الأشياء من أجل متابعة قضايا المراقبة والسلامة. وتُعد هذه التقنية في غاية الأهمية بالنسبة لهيئات الطوارئ وغيرها، وخاصة في حالات إنشاء منطقة حظر جوي مؤقت لحماية أماكن معينة على غرار المطارات، وحقول النفط والغاز، ومعامل الإنتاج، من توغل طائرات مسيّرة.
ولا شك في أن المزايا التي تمكّنها قدرة 5G على التواصل، على غرار تفعيل الأداء والمكننة والابتكار، باتت مطلوبة لدى الصناعات القطرية حتى تتمكن من التصدي للتحديات التي تواجهها اليوم، من أجل تعزيز الإنتاجية، وتفعيل الأداء في مجال العمليات، والارتقاء بسلامة العمال في المعامل والورش.
ولعل حلولاً على غرار «سوار العامل الذكي» هي خير مثال على ذلك، كونها توفر مزايا مهمة لجهة سلامة العامل وإنتاجيته بناء على معلومات فورية حول موقعه وحالته الصحية.
وتجدر الإشارة إلى أن تلك الحلول قد سلطت الضوء على تطور مهم: فبدلاً من اعتبار تقنية الجيل الخامس 5G مجرد «شبكة أسرع»، بات الأشخاص ينظرون إليها كبيئة متكاملة وراسخة، وناتجة عن التقنيات التي تفعّلها على غرار إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والواقع الافتراضي. وهذا تطور بالغ الأهمية من شأنه تغيير الصناعة كما نعرفها الآن.
copy short url   نسخ
14/12/2019
849