+ A
A -
الجزائر-وكالات- شهدت العاصمة الجزائرية، أمس، مظاهرات رافضة لانتخابات الرئاسة بالتزامن مع انطلاق عمليات التصويت في الاقتراع الذي يجري وسط انقسام في الشارع.
وتوافد متظاهرون على شوارع وسط العاصمة منذ الصباح احتجاجا على إجراء الاقتراع، وتزايدت أعدادهم مع مرور الوقت، فيما أعلنت سلطة الانتخابات أن نسبة الإقبال على التصويت كبيرة.
وجرت المظاهرات وسط تعزيزات أمنية مشددة، لكن قوات الشرطة أفسحت الطريق أمام المتظاهرين بعد تزايد أعدادهم، حيث رفعوا شعارات مثل «لا للانتخابات مع العصابات».
ولم تؤثر هذه المظاهرات على سير عملية التصويت بمكاتب العاصمة، حيث تواصل الاقتراع بصورة عادية. وأعلنت السلطة المستقلة للانتخابات، أن نسبة التصويت العامة بلغت بعد 3 ساعات من بدء الاقتراع قرابة 8 بالمائة، في الوقت الذي منع ناشطون عمليات التصويت في مناطق عدة كمنطقة القبائل شرقي العاصمة.
وشهد انطلاق التصويت في ساعاته الأولى إقبالًا غير متوقع للناخبين بعدة مناطق مقابل غلق مراكز بمنطقة القبائل شرقي العاصمة وفق وسائل إعلام محلية.
وفتحت صناديق الاقتراع، أبوابها أمام 24.5 مليون جزائري لاختيار رئيس للبلاد خلفا لعبد العزيز بوتفليقة الذي أطاحت به انتفاضة شعبية قبل أشهر، وسط انقسام في الشارع حولها.
وبالتزامن مع عمليات التصويت خرجت مظاهرات رافضة للانتخابات بالعاصمة.
وتجرى الانتخابات وسط انقسام في الشارع بين داعمين لها، ويعتبرونها حتمية لتجاوز الأزمة المستمرة منذ تفجر الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي، ومعارضين يرون ضرورة تأجيلها، ويطالبون برحيل بقية رموز نظام عبد العزيز بوتفليقة، محذرين من أن الانتخابات ستكون طريقًا ليجدد النظام لنفسه.
ويختار الناخبون بين خمسة مترشحين يوصفون أنهم من مدرسة النظام بحكم توليهم مسؤوليات سابقة فيه، في وقت طالب الحراك الشعبي ومعارضون برحيل كل رموز النظام السابق وتغيير جذري في منظومة الحكم.
ويتعلق الأمر بكل عز الدين ميهوبي، وهو وزير ثقافة أسبق وتولى في يوليو الماضي الأمانة العامة بالنيابة لـ «حزب التجمع الوطني الديمقراطي»، خلفًا لرئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، الذي أودع السجن بتهم فساد.
إضافة إلى رئيسي الوزراء السابقين، علي بن فليس، الأمين العام لحزب «طلائع الحريات»، وعبد المجيد تبون (مستقل)، وكذلك عبد العزيز بلعيد، رئيس «جبهة المستقبل»، وعبد القادر بن قرينة، رئيس حركة «البناء الوطني» (إسلامي).
وفي ثانوية الأمير عبد القادر في حي باب الواد بالعاصمة الجزائرية، جاء الناخبون للتصويت لاختيار رئيس خلفا لبوتفليقة، وخوفا من مخاطر انزلاق الجزائر في الاضطراب.
وأوضح كريم وهو موظف يبلغ 28 سنة، لفرنس برس «أنا أصوت لأنني أخشى أن تغرق البلاد في الأزمة».
من جانبه أظهر السعدي محديد، وهو متقاعد يبلغ من العمر 76 عامًا، بطاقة الانتخاب وعليها عدة طوابع قائلا «لقد انتخبت في كل مرة، إنه واجب».
وفي وسط المدينة، انتشرت الشرطة بشاحنات مكافحة الشغب وخراطيم المياه لوقف أي مظاهرة معارضة للانتخابات. كما ان مروحية تحلق دون توقف فوق العاصمة.
ومنعت الشرطة باستخدام العصي تظاهرة لعشرات الأشخاص بدأوا بالهتاف «لا انتخابات مع العصابات»، ولاحقت العديد منهم وأوقفت ثمانية أشخاص على الأقل بينهم امرأة.
وفي ثانوية الأمير عبد القادر، أكبر مركز انتخاب بباب الواد، الحي الشعبي بالعاصمة الجزائرية، وقف الشيوخ الذين عادة ما يصوتون باكرا في صف الانتظار، لكن على غير العادة تقدّم شباب، بأعداد غير معتادة في الساعات الأولى لفتح المكاتب. وأغلب هؤلاء رفضوا الإفصاح عن أسمائهم خشية تعرضهم للاهانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أما في الحي الشعبي محمد بلوزداد (بلكور سابقا) صوتت بضع نساء فقط في مركز مدرسة محمد زكال.
وقالت ناخبة تبلغ من العمر 66 سنة، إنها شاركت في كل الانتخابات، بينما قالت سامية (33 عاما) وهي طالبة دكتوراه في العلوم «يجب أن تتغير الأمور».
وبحسب صحيفة «لوسوار دالجيري» الناطقة بالفرنسية فإن «الرهان الأساسي لهذه الانتخابات التاريخية، والذي يتجاوز كل الاعتبارات الأخرى، هو ضمان استمرار الدولة بانتخاب رئيس للجمهورية، حجر الزاوية لكل بناء دستوري». لكن بالنسبة لصحيفة الوطن فإن هذا الاقتراع يجري «في ظروف خاصة» بسبب «استمرار الحركة الاحتجاجية منذ بداية الحملة الانتخابية».
واعترفت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بان 3600 مكتب تصويت شهد توترات في كامل التراب الجزائري.
وبمجرد بداية عملية التصويت اقتحم معارضون للانتخابات مركزي تصويت في بجاية، إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، وقاموا «بتحطيم صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين» بحسب شهود.
copy short url   نسخ
13/12/2019
2233