+ A
A -
{ تصوير- كريم جعفر وإبراهيم العمري
الدوحة-الوطن الرياضي
توج المنتخب البحريني بطلا لكأس الخليج 24 المقامة في قطر عقب فوه على المنتخب السعودي بهدف بلا رد أحرزه البديل محمد سعد الرميحي في الدقيقة 69 من زمن المباراة، التي درات بين المنتخبين مساء أمس الأحد على ملعب عبد الله بن خليفة بالدحيل بالعاصمة القطرية الدوحة عاصمة الرياضة الخليجية هذه الأيام بصافرة الحكم السويسري ليونيل تشودي، وجاءت المباراة متميزة المستوى الفني وبإيقاع سريع ومليئة بالحماس والاثارة والتركيز العالي من لاعبي المنتخبين، وقد حقق المنتخب السعودي أفضلية واضحة من حيث اللعب الهجومي وعلى مستوى الاستحواذ على الكرة، إلا ان المنتخب البحريني حالفه التوفيق باللعب الجماعي والواقعية وبدهاء مدربه البرتغالي هليو سوزا، وبذلك يحل المنتخب البحريني بطلا لكأس الخليج خلفا للمنتخب العماني بطل النسخة السابقة.
ضربة جزاء سعودية ضائعة
شهدت المباراة بداية هجومية سريعة بدأ من خلالها الفريقان المواجهة بإيقاع سريع جدا عكسه أسلوب اللعب المباشر الذي اتبعه الجانبان، حيث شاهدنا المحاولات الهجومية تتوالى من منطقة جراء إلى أخرى مما وضع حارسي المرمى في والخطوط الدفاعية في حالة تأهب قصوى، وفي الدقيقة الرابعة حصل المنتخب السعودي على اول فرصة في المباراة عندما وجه سالم الدوسري قذيفة قوية جدا، تصدى لها قائم المرمى قبل ان يبقي به خارج الملعب وبعد ذلك تبادل المنتخبان المحاولات والهجمات المنظمة والهجمات السريعة والمرتدة، ما شد أنفاس الجماهير الغفيرة التي تابعت اللقاء الكبير ولم تكن ضربة الجزاء التي حصل عليها المنتخب السعودي في الدقيقة 12 الا فصلا من فصول الحماس والإثارة التي بدأت بهما المباراة على الرغم من ان سلمان الفرج لم ينجح في تحويلها إلى هدف، عندما سدد الكرة بكل قوة على الجانب الأعلى من القائم وكان زميله سالم الدوسري قد تعرض للعرقلة الواضحة في منطقة الجزاء من طرف لاعب المنتخب البحريني جاسم الشيخ.
سيطرة سعودية
واستحواذ على الكرة
ومع نهاية الربع ساعة الأولى من زمن الشوط الأول بدأ المنتخب البحريني يتراجع لمنتصف ملعبه تدريجيا تاركا الكرة والاستحواذ عليها للمنتخب السعودي، الذي بدأ يلعب بأوراقه الهجومية ويكثف محاولاته الهجومية مشكلا حصارا أو طوقا هجوميا على الدفاع لمنتخب البحرين الذي تراجع بعدد كبير من اللاعبين لسد المنافذ وغلق المساحات ومنع التوغلات من الأطراف، وهو ما دفع ببعض لاعبي المنتخب السعودي للتصويب من خارج المنطقة مع التوغل من الأطراف لتوسيع جبهة الهجوم، والحقيقة ان السيطرة الميدانية التي أشرنا اليها لم تكن مطلقة لأن المنتخب البحريني كان يحاول فك الحصار من حين لآخر، والتقدم للهجوم باستغلال المساحات الكبيرة في منتصف ملعب المنتخب السعودي المندفع للهجوم.
اضطر حكم المباراة السويسري للتدخل مرارا عديدة لإيقاف اللعب وإعلان مخالفات في مناطق جغرافية مختلفة من الملعب وكثير منها جاء في منطقة وسط الملعب، وقد ارتكبها اللاعبون لمنع حامل الكرة وفريقه من بناء اللعب وتنظيم الهجمات بشكل جيد، مما أدى لتراجع نسبي في إيقاع اللعب، أضف إلى ذلك إلى ان الفرص الثمينة لم يكن عددها كبيرا على الرغم من النهج الهجومي المتبع في المباراة لأن الخطوط الدفاعية لعبت دورا بارزا في احباط المحاولات الهجومية خاصة عندما استخدم الجانبان عددا كبيرا من اللاعبين في مرحلة اللعب الدفاعي، وخاصة منتخب البحرين الذي لعب في منتصف ملعبه مدافعا أكثر مما لعب مهاجما في الثلث الأخير من الملعب.
لا مجال للأخطاء
مسك المنتخب السعودي من جديد بزمام الأمور في بداية الشوط الثاني بعد العودة من الاستراحة واستخدم الزيادة العددية في مرحلتي اللعب الدفاعي والهجومي تماما، كما فعل في الشو ط الأول وبالتالي كان من الطبيعي أن يحقق استحواذا واضحا على الكرة الا ان تهديد المرمى لم يكن في المتناول؛ بسبب الكثافة الدفاعية التي استخدمها المنتخب البحريني في مناطقه والتنظيم الدفاعي المحكم الذي شاهدناه أمام حارس المرمى سيد جعفر، وامام هذا الوضع يمكن القول ان السيطرة السعودية كانت عقيمة من حيث الفاعلية الا اننا لا نراها كذلك لأن سير اللعب كان يوحي بان الشباك ستهتز في أي لحظة من لحظات المباراة سواء في مرمى المنتخب البحريني أو المنتخب السعودي لأن المواجهة لم تكن تحتمل أي خطأ. ضم مدرب المنتخب البحريني هليو سوزا المهاجم تياجو أجوستو الهداف الخطير لتنشيط جبهة الهجوم في مطلع النصف ساعة الأخيرة من زمن المباراة، وهو تبديل مبرمج على ما يبدو من حيث التوقيت ولعب بدلا من زميله علي جعفر، وأدخل المدرب تبعا لهذا التبديل تعديلات على مراكز بعض اللاعبين في خط الهجوم، وجاء قرار المدرب في وقت بدأ فيه أداء الفريق يتراجع أمام الضغط الهجومي للمنتخب السعودي الذي نقل جميع مجريات اللعب إلى منتصف ملعب المنتخب البحريني
هدف حاسم وجميل
لم تكن المباراة تحتمل أي خطأ كما ذكرنا وبمجرد ظهور أي خطأ، فان الشباك تهتز وفي هذه الحالة وبمجرد ارتكاب خط الدفاع السعودي لخطأ في التغطية الخلفية وفقدانه التوازن في التغطية تمكن المنتخب البحريني من افتتاح النتيجة بهدف أحرزه محمد سعد الرميحي في الدقيقة 69 من تسديدة قصيرة حول بها كرة عرضية من الجهة اليمنى في المرمى لتبدأ متاعب المنتخب السعودي الذي كان أقرب لافتتاح النتيجة. لم يعد أمام المنتخب السعودي الا 20 دقيقة لتعديل النتيجة وكان عليه قبل ذلك ان يفك شفرة الحصون الدفاعية للمنتخب البحريني التي استعصت عليه منذ بداية المباراة، وبالتالي دخل في صراع من عامل الزمن إلى جانب مواجهة التنظيم الدفاعي المحكم للمنتخب البحرين وبالإضافة إلى ذلك اصطدم أيضا بتوقف اللعب بسبب سقوط لاعبي البحرين على أرضية الملعب؛ بسبب الإرهاق والشد ما جعل الحكم يحتسب 6 دقائق إضافية للزمن الأصلي ويضيف فعليا 9 دقائق، وبالعودة لمجريات اللعب نشير إلى ان المنتخب البحريني تفرغ بشكل تام تقريبا للعب الدفاعي، وهو إجراء سليم للحفاظ على تقدمه كما تفعل كل الفرق والمنتخبات عندما تواجه ضغطا كبيرا يهدد تقدمها وفوزها، لينتهي اللقاء التاريخي بفوز المنتخب البحريني بهدف دون رد على الرغم من الفرصة الذهبية التي لاحت للمنتخب السعودي في اللحظة الأخيرة.
copy short url   نسخ
09/12/2019
1022