+ A
A -
بغداد- وكالات- استهدفت طائرة مسيّرة فجر أمس بقذيفة هاون منزل رجل الدين العراقي مقتدى الصدر الداعم للمتظاهرين المناهضين للسلطة، في النجف، وذلك غداة مقتل 17 متظاهراً بهجوم على أيدي مسلحين مجهولين في بغداد. ويأتي هذا الهجوم بعد ليلة دامية شهدتها العاصمة، إذ شن مسلحون مجهولون هجوماً على المتظاهرين في بغداد وسيطروا لفترة وجيزة على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع قرب جسر السنك، ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً على الأقل وإصابة نحو مائة بجروح، بحسب ما أكدت مصادر طبية لفرانس برس.
وأطلق المتظاهرون على الهجوم اسم «مجزرة السنك» نسبة إلى جسر السنك القريب من ساحة التحرير المركزية.
وإثر الهجوم الدامي، انتشر أصحاب «القبعات الزرقاء» العزّل التابعين للتيار الصدري في محيط المنطقة لحماية المتظاهرين. وتدفقت أعداد كبيرة من المحتجين إلى ساحة التظاهرات في بغداد والمحافظات الجنوبية حيث تجرى اعتصامات منذ أسابيع عدة. ويطالب العراقيون منذ أكثر من شهرين، بتغيير الطبقة الحاكمة منذ 16 عاماً والتي يتهمونها بالفساد والمحسوبية والتبعية لإيران.
ويمثل الهجوم الأخير نقطة تحول في مسار حركة الاحتجاج العفوية في العراق التي أسفرت عن سقوط 445 قتيلاً وأكثر من عشرين ألف جريح.
فسبق للقوات الأمنية المنتشرة في محيط ساحات التظاهر أن أطلقت النار مرات عدة على المتظاهرين، لكن ما جرى ليل الجمعة مختلف، إذ أن تلك القوات وقفت مكتوفة الأيدي أمام هجوم المسلحين.
ولم يكن أمام المحتجين سوى وسائل التواصل الاجتماعي لبث صور الفوضى في المكان.
ويبدو أن الأجهزة الأمنية الحكومية عاجزة عن التعرف عن المهاجمين أو اعتقالهم، في بلد اكتسبت فيه الفصائل المسلحة نفوذاً كبيراً.
ورغم ذلك، تقول مصادر في الشرطة إنها توصلت إلى معلومات عن الفصائل التي شنت الهجوم ضد المحتجين الذي دانته السفارات الغربية في البلاد.
وفي مواجهة هؤلاء، انتشر في ساحة التحرير أصحاب «القبعات الزرقاء» التابعين لـ«سرايا السلام» الجناح العسكري للصدر، الذي يعتبر أول المطالبين باستقالة الحكومة.
ورغم أنهم عزّل، قال أحد المحتجين إنهم كانوا يحملون العصي وقنابل المولوتوف.
وغداة ذلك، قال مصدر في التيار الصدري لفرانس برس إن قذيفة من طائرة مسيّرة سقطت عند الجدار الخارجي لمنزل الصدر في منطقة الحنانة بالنجف جنوب بغداد. لكن الصدر موجود حالياً في إيران وفق ما أكدت مصادر عدة.وسبق أن قامت «سرايا السلام» باستعراض قوة مسلح في أول أيام التظاهرات مطلع أكتوبر رداً على عمليات قتل وقنص المتظاهرين.
ومعروف أن للصدر علاقات معقدة مع طهران التي انتقدها على مدى السنوات الماضية خلال تظاهراته الداعية إلى استقلالية القرار العراقي، لكنه رغم ذلك لم يقطع علاقته بشكل نهائي مع الجمهورية الإسلامية التي يزورها مراراً. لكن العديد من المتظاهرين الذين يوكدون على عفوية حراكهم وعدم ارتباطه بأي جهة سياسية، كانوا حذرين من دعمه.
وفي وقت لاحق تجمع العشرات من أنصار الصدر أمام منزله في الحنانة هاتفين «كلنا جنودك يا سيد».
وهدد فصيل «سرايا السلام» برد «غير متوقع»، ضد من يثبت تورطه باستهداف مكان إقامة الصدر بمدينة النجف.
وقالت السرايا في بيان، إن استهداف مقر إقامة الصدر «سابقةٌ خطيرة جداً لا تُنذر بخطر، بل هي الخطر بعينه».
وأضافت السرايا، وهي فصيل ضمن «الحشد الشعبي»، أن هذا الهجوم يأتي على خلفية مساعي لإجراء إصلاحات في البلد، ومحاولة وقف أعمال العنف ضد المتظاهرين.
وأشارت إلى أن تحقيقات جارية حول الحدث، وإنه سيكون لها «رد لا يتوقعه أحد» حال ثبوت تورط أي جهة مهما كانت.
ووقع الهجوم على منزل الصدر، غداة مقتل 16 شخصاً مساء الجمعة، على يد مسلحين ملثمين يستقلون سيارات رباعية الدفع، اقتحموا ساحة «الخلاني» وأطلقوا النار على المحتجين.
ورغم استقالة حكومة عادل عبد المهدي وهي مطلب رئيسي للمحتجين، إلا أن التظاهرات لا تزال متواصلة وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
copy short url   نسخ
08/12/2019
2701