+ A
A -
في أجواء تراثية جميلة وبإقبال جمهور غفير، يواصل مهرجان كتارا التاسع للمحامل التقليدية فعالياته وأنشطته المتنوعة اليوم السبت على شاطئ كتارا حيث يقدم أجنحة تراثية متنوعة للحرف التقليدية التراثية بالإضافة إلى مشاركة 11 دولة وهي قطر وسلطنة عمان والكويت والعراق وتركيا واليونان والهند وإيطاليا وإسبانيا وإيران وزنجبار.
وقد قام سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا بتكريم كل من سعادة السيد فكرت أوزر سفير جمهورية تركيا لدى الدولة إلى جانب تكريم السيد أحمد أدانور عمدة مدينة طرابزون التركية وسعادة الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر، وذلك إثر زيارتهم لمهرجان كتارا التاسع للمحامل التقليدية حيث تعرفوا خلالها على مختلف أقسامه وما يقدمه من عروض وأنشطة شيقة تتصل بإحياء التراث البحري القطري.
كما التقى سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي بسعادة الدكتور راشد العجمي عميد كلية الدراسات التكنولوجية في الكويت والذي أبدى إعجابه بأجواء المهرجان وما يقدمه من فعاليات وأنشطة متنوعة.
ومن جهة أخرى، يقدم المهرجان مسابقات بحرية تراثية شيقة منها حداق السيف «الصيد على الشاطئ» والتجديف وحداق المحامل. وفي هذا السياق، قال الأستاذ جهاد الجيدة أحد أعضاء اللجنة المنظمة للمهرجان ومسؤول المسابقات البحرية: يقدم المهرجان ثماني مسابقات وهي الحداق بنوعيه حداق السيف وحداق المحامل والشوش والتفريس والتجديف والشراع التقليدي والبريخة والسباحة والجنان..
وبخصوص حداق المحامل، أكد الجيدة أن هذه المسابقة سجلت مشاركة 16 فريقا، كل منهم على محمل، ويضم كل فريق 13 عضوا من القطريين وغير القطريين وستكون عودتهم عصراليوم السبت. مبينا أنّ الحداق من المهن القديمة التي ارتبطت بحياة الأجداد وكانت مصدرا لطلب الرزق.
وأشار إلى أنّ مهرجان كتارا للمحامل التقليدية في نسخته التاسعة يسعى ككل عام إلى إحياء مختلف أنواع الصيد التقليدية والتشجيع على ممارستها من قبل الشباب كنوع من أنواع الرياضات البحرية التراثية التي تجسد أبعادا ثقافية تهدف إلى الحفاظ على الموروث البحري الأصيل بكل عاداته وتقاليده وأجوائه.
ومن جانبهم، أكد المشاركون أنّ ما تحققه هذه المنافسات من متعة بالإضافة إلى حرصهم على ممارسة هواية الصيد كان السبب في مشاركتهم في هذه المسابقات إلى جانب ما يتمتع به المهرجان من أجواء تراثية جميلة.. مبرزين أنّ المشاركة في مثل هذه المسابقات التي تخص الصيد بمختلف أنواعه سواء كان حداق السيف أو حداق المحامل أو التجديف أو الشراع التقليدي تعتبر جزءا مهما من التراث الأصيل لدولة قطر والذي يختزل تاريخا عظيما من الصبر والتحديات التي كان الأجداد يقومون بها طلبا للرزق. وهو ما يجب تعريف الجيل الناشئ به.
وقد ارتبط الحداق سواء كان على السيف أو على المحامل بأداء مقاطع شعبية استحضرها المتنافسون في مهرجان كتارا للمحامل مما جعل الحضور يتعرفون على التراث في لوحة تمثيلية واقعية.
كما يتيح المهرجان لزواره فرصة التعرف على ثقافة الطعام والمأكولات الشعبية البحرية التي تشتهر بها الدول المشاركة، وخلال الأيام الماضية للمهرجان استطاعت الأجنحة المشاركة أن تجذب الجهور وتعرفهم على ألوان متنوعة من هذه المأكولات والأطعمة والوجبات الشهيرة التي يفضلها سكان قطر ودول الخليج ودول حوض البحر الأبيض المتوسط والتي تتشابه في تكوينها من خلال اعتمادها على الأسماك بمختلف أنواعها في إعداد وتجهيز أطباقها الرئيسية، مما يشكل وسيلة إضافية للتقارب بين الثقافات.
وحظيت المأكولات الشعبية القطرية والخليجية بإعجاب الضيوف وزوار المهرجان، وخاصة من الجنسيات الأجنبية، حيث تقدم محلات الأسر القطرية المنتجة العديد من الأنواع المعروفة من المأكولات الشعبية المعروفة في قطر ودول الخليج، ويقوم هؤلاء يوميا بتحضير الوجبات القطرية والخليجية المعروفة والمفضلة لتناولها من قبل زوار المهرجان مثل (المكبوس، الهريس، الثريد، سمك مشوي والتنور باللحم والبرياني)، بالإضافة إلى أصناف وألوان الطعام القطري والخليجي الأخرى والشهير بتنوعه ومذاقه الخاص مثل (البلاليط واللقيمات والعصيدة وخبز الرقاق). بالإضافة إلى (المرقوقة) المصنوعة من الخبز ولحم الدجاج، و(اللقيمات) المكونة من الطحين والبطاطس والروب والملح، والتي ترش بالسكر والعسل بعد قليها وتحميرها بالزيت الحار، و(خبز الرقاق)، هي من الأصناف التي يحرص الجميع على اختيارها وشرائها وتناولها، خلال زيارتهم للمهرجان، انطلاقا من اهتمامهم بالتعرف على الطعم المميز والمذاق اللذيذ ورغبتهم في اكتشاف ملامح المائدة القطرية والخليجية الشهيرة بأطباقها الشهية في أجواء تراثية رائعة ومبهرة.
لقماش .. أوبريت يربط
الماضي بالحاضر
وكان مساء الجمعة قد شهد عرضا لأوبريت تراثي بعنوان «لقماش» وذلك على موعدين الأول على الساعة السابعة مساءً والثاني على التاسعة مساءً، حيث تناول تغير الحياة من الأجداد إلى اليوم، ففي الماضي كانوا يعتمدون على السفر بالبحر للتجارة أو على الغوص على اللؤلؤ كمصدر رزق أساسي وما كان يرتبط بذلك من شقاء ومعاناة وجهد حيث تستغرق رحلة الصيد أو التجارة شهورا ليواجه اليزوة (البحارة) المتاعب والمصاعب. وقد تميزت الأوبريت بمشاهد تمثيلية راوحت بين اللوحات الاستعراضية والغنائية والتي تفاعل معها الحضور بحماسة كبيرة، مشيدين بهذا العمل الفني الجميل ومثنين على اللجنة المنظمة لمهرجان كتارا التاسع للمحامل التقليدية والتي سعت لتقديم التراث الأصيل بأبهى حلة فجاء المهرجان بمختلف أركانه ممتعا يستهوي الزائرين من مختلف الجنسيات ليعرفهم على حياة الأجداد وعلاقتهم بالبحر.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأوبريت من إعداد وإخراج وتلحين الأستاذ فيصل التميمي وأداء الفنانة فاطمة الشروقي وطلبة مدرسة حطين الابتدائية بنين، ومدرسة قطر الابتدائية بنات.
copy short url   نسخ
07/12/2019
2823