+ A
A -
الدوحة - قنا - نظمت وزارة البلدية والبيئة، ممثلة بإدارة البحوث الزراعية، أمس، ورشة إقليمية للأمن الغذائي، وذلك بالتعاون مع وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية بالمملكة المتحدة.
يشارك في الورشة، التي تستمر ثلاثة أيام، نخبة من الخبراء والباحثين والمختصين من الجانبين في مجالات البحوث الزراعية والحيوانية والأمن الغذائي، والطب الحيوي والأمن البيئي.
وفي كلمته في افتتاح الورشة، أكد السيد حمد ساكت الشمري مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة، أهمية هذه الورشة لما تتيحه من فرصة أمام الباحثين والخبراء المشاركين من مختلف الجهات في الدولة والجهات الخارجية للنقاش وتبادل المعلومات والخبرات في كيفية تحقيق الأمن الغذائي، ومكافحة مرض البروسيلا، فضلا عن سبل مكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وسبل حماية البيئة بما يضمن استدامتها.
ولفت السيد الشمري إلى أن عقد هذه الورشة يأتي في إطار اهتمام الحكومة الرشيدة بتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 للحفاظ على مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة وتنميتها من أجل الحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة، منوها بأهمية التنسيق والتعاون في جميع النشاطات العلمية لتحقيق الأمن الغذائي، ومشيدا بالتعاون القائم بين وزارة البلدية والبيئة ووزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية بالمملكة المتحدة.
وفي الجلسة الأولى للورشة والتي تمحورت حول الأمن الغذائي، قدم البروفيسور أنثوني فوكس من وكالة الصحة الحيوانية والنباتية بالمملكة المتحدة، لمحة عن وكالة الصحة الحيوانية ودور مختبر وكالة الصحة الحيوانية المرجعي «APHA» في مكافحة داء البروسيلا، مستعرضا دور المختبر في الإشراف على الأمن الغذائي البريطاني وحماية الثروة الحيوانية والنباتية في بلاده، وذلك بالعمل جنبا إلى جنب مع الحكومة البريطانية لتحقيق الأمن الحيواني والنباتي.
وأشار إلى أن المختبر لا يركز فقط على المسائل الوطنية في تحقيق الوقاية ومكافحة الأمراض والأوبئة، بل يمتد دوره لعقد شراكات دولية وذلك بتبادل الخبرات والتعامل مع البيانات بحرفية عالية وخبرة متراكمة، إلى جانب تقديم الاستشارات، موضحا أن المختبر له شراكات مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
من جانبه، تناول الدكتور جون مكفين، في ذات الجلسة، دور المختبر في مكافحة داء البروسيلا الذي يتوزع وينتشر في كافة انحاء العالم.. مشيرا إلى أن هذا الداء ظهر للمرة الأولى في بريطانيا منذ مائة عام، وفي عام 1930 اعتزمت بريطانيا القضاء عليه بوضع برنامج لتحقيق هذا الهدف، والذي تحقق بالفعل.
ولفت الدكتور مكفين إلى الخبرة المتراكمة التي يمتلكها المختبر بوجود خبراء عالميين، موضحا أن التعاون مع الجانب القطري سيحقق استفادة كبيرة وذلك بوضع أدلة استرشادية وتوجيهية وبرامج لمتابعة ومكافحة هذا الداء، وقال في هذا السياق «نظرا لخطورة هذا المرض فإن لدينا برامج وآليات للتأكد من خلو جميع قطعان الماشية منه».
ومن جهتها، تناولت السيدة سارة المالكي، من إدارة الأمن الغذائي بوزارة البلدية والبيئة، استراتيجية قطر الوطنية للأمن الغذائي، موضحة أن هذه الاستراتيجية وضعت في عام 2017، وتم استكمالها وزيادة وتيرة العمل بها بعد الحصار الجائر المفروض على دولة قطر منذ يونيو من نفس العام، لافتة للتحديات التي واجهت الاستراتيجية وكيفية تجاوز تلك التحديات، من ذلك ضرورة تنويع الشركاء والاستخدام الأمثل للموارد وتقليل الاستهلاك ودعم نظام التسويق، وتعزيز الإنتاج.
وفي إطار تجاوز التحديات التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي، أشارت المالكي إلى الخطوات التي تم اتخاذها وهي، تعزيز التجارة الدولية والاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز المخزون المحلي بجانب تعزيز السوق المحلي، كما تناولت الخطوات الرامية لتحقيق تلك الأهداف، منها ما هو متعلق بتعزيز المخزون المحلي وذلك بتنويع المصادر الغذائية بعقد اتفاقات ووضع خطط للطوارئ، والتركيز على السلع الاستراتيجية كاللحوم والحليب والأرز والسكر، وتوزيع وتنويع الشركاء جغرافيا.
أما فيما يتعلق بالاكتفاء الذاتي، فذكرت المالكي بالمبادرات التي تسعى إلى زيادة الإنتاج كزيادة إنتاج الخضار ومشتقات الالبان والبيض والدواجن، إلى جانب تقليل الفاقد من الإنتاج وتحقيق استدامة المنتج، كما استعرضت في هذا الاطار الأرقام والاحصائيات التي حققتها الدولة في مجال الاكتفاء الذاتي.
وحول تعزيز والحفاظ على المخزون الاستراتيجي، لفتت السيدة سارة المالكي إلى الجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف وذلك تحسبا لمواجهة أي طارئ، وهو ما يتطلب التكافل والتعاون مع القطاع الخاص وذلك بحث هذا القطاع الهام على تعزيز التخزين تحسبا لأي انقطاع في سلسلة التوريد.أما فيما يتعلق بالسوق المحلي وتعزيز دوره ودعمه، أبرزت المالكي المساعي والمبادرات الرامية لتعزيز الشفافية وتقليل النفايات في سلسلة التوريد، وتحويل المخلفات إلى نفايات عضوية، إلى جانب حوكمة المبادئ التي توجه هذا القطاع.
وفي مداخلة أخرى خلال الجلسة، تناول الدكتور شمال محمد من مركز الابتكار في الهندسة الزراعية بالمملكة المتحدة، (التحول الرقمي الرائد في مجال الزراعة)، كما تطرق الدكتور جويل مالك من جامعة وايل كورنيل للطب، إلى موضوع (حفظ التنوع الوراثي للنخيل في دولة قطر).
وتطرقت الجلسة الثانية في الورشة لموضوع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتحدثت فيها الدكتورة فرانشيسكا مارتيلي من وكالة الصحة الحيوانية والنباتية بالمملكة المتحدة، حول مراقبة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في الثروة الحيوانية ببلادها، واستعرضت الخبرات والتجارب في هذا الجانب.
بدورة تناول السيد سالم السفران والدكتور اندريا دوغليرو من إدارة المحميات الطبيعية بوزارة البلدية والبيئة دور إدارة المحميات الطبيعية، بجانب استعراض وضع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في دولة قطر، فيما استعرضت الدكتورة نهلة التاي من مركز البحوث الحيوية الطبية بجامعة قطر، ورقة بحثية بعنوان «دراسة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تحت نهج الصحة الواحدة»، كما تناول الدكتور غودا عبدالله والسيد محمد عكاشة من وزارة الصحة العامة ذات الموضوع المتعلق بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وفي الجلسة الثالثة من الورشة والتي كانت حول موضوع حماية البيئة واستدامتها، استعرض الدكتور محمد السليطي من شركة «إكسون موبيل» الدوحة، قضية الارض الرطيبة من مخلف إلى مفيد، فيما استعرض السيد مبارك البوعينين خلال مداخلته دور إدارة العمليات البيئية بوزارة البلدية والبيئة، بجانب مداخلة للدكتور محمد السر عواض التي تناولت دور إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة في مجال الأمن الغذائي.
وأوضح السيد مبارك محمد البوعينين مدير إدارة العمليات البيئية بوزارة البلدية والبيئة في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا» على هامش انعقاد الورشة، أن إدارة العمليات بالوزارة تضطلع بدور مهم في مجال تحقيق الأمن الغذائي، يتلخص في الاشراف ومتابعة منظومة شبكة الإنذار المبكر لمراقبة المياه والتربة وجودة الهواء من غرفة العمليات، إضافة لاستقبال الشكاوى من خلال قنوات التواصل فيما يتعلق بالمخاطر كالأوبئة ونفوق الاسماك بما يحقق أهداف الأمن الغذائي بالوقاية من انتشار الأمراض والأوبئة.
وأشار إلى دور إدارة العمليات وأهميتها في الوقاية من الأمراض والأوبئة التي تشكل خطرا على مخزون الثروة الحيوانية والنباتية، لافتا إلى دور الوزارة ممثلة بإدارة العمليات بالتنسيق مع مختلف الجهات الأمنية ذات العلاقة، وذلك بخلق حلقة وصل بين كافة القطاعات التي تساند عمليات الوقاية من المخاطر، حيث تتولى الإدارة توفير البيانات الدقيقة والواضحة حول المخاطر التي تهدد مساعي تحقيق الأمن الغذائي في الدولة والاستجابة لها والوقاية منها لتفادي أي تأثير سلبي قد يقع.
كما أوضح أن الإدارة تضطلع بالمراقبة الميدانية للبيئة البرية والبحرية فضلا عن الثروة الحيوانية والنباتية والتنسيق المباشر مع مختلف الجهات والادارات ذات العلاقة واستقبال البلاغات لتحقيق الهدف المنشود بالوقاية من كافة المخاطر التي تهدد المساعي الرامية لتحقيق الأمن الغذائي.
من جانبه، شدد السيد حسن إبراهيم الاصمخ مساعد مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة في تصريح مماثل، على أهمية عقد مثل هذه الملتقيات والفعاليات والتي تأتي في إطار تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين دولة قطر والمملكة المتحدة والرامية إلى تعميق التعاون العلمي بين الجانبين بجميع أشكاله من تبادل الخبرات والزيارات في مختلف مجالات حماية البيئة والثروات الزراعية والحيوانية والسمكية.
copy short url   نسخ
03/12/2019
1075