+ A
A -
الدوحة- الوطن
أعلنت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني، أمس، شعار احتفالات اليوم الوطني لهذا العام 2019، وهو «المعالي كايده».. المستوحى من بيت شعر من قصيدة للمؤسس الشّيخ جاسم بن محمّد يصف فيها الشيخ علي بن جاسم (جوعان) وهو بذلك يُعطي صورة واضحة عن جيل كامل من الشباب القطري في فترة التأسيس.. «حوى المجد والآداب في عشر سنّه ونــال المعالــي كلّهــا والمراجــل»..
والشعار يُعبر عن إيمان الأجيال المتعاقبة من الشباب القطري.. أنّ طريق المعالي شاق.. يُدرك بسلاحي الأخلاق والعلم.
كما ينسجم مع رؤية اللجنة المنظمة لليوم الوطني، والمتمثلة في تعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية لدولة قطر، وتأكيداً على قيم اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني، والتي تتضمن المشاركة والإلهام والإبداع والشفافية.
ويرثي المؤسّس في هذا البيتِ ابنه الشّهيد الشّيخ جوعان رحمهما اللّه تعالى، فيختزل في وصفه جيلاً كاملاً من شباب هذا البلد العزيز في مرحلة التأسيس، ويُعطي لمحة عن حقيقة جيل من الشّباب نشأ على الأخلاق والعلم، وتربّى على السّعي لنيل المعالي في سبيل الوطن والأهل ولو كان ثمن ذلك التّضحية بأغلى ما يمتلكون، حيث كانت التحديات التي واجهوها عظيمةً، ومنها الحادثة التي خُلّدت في وجدان القطريّين جيلاً بعد جيل، حتّى صارت علامة على صدق ما عاهد الشّباب أنفسهم عليه.
لقد حبا اللّه قطر وأهلها على مرّ تاريخها من الثّروات الطبيعيّة ما وفّر لهم الرّفاه والعيش الكريم، فوهبها أغلب وأجود مغاصات اللؤلؤ «الهيرات» في مياهها الإقليمية، كما حبا برّها بالعشب والرّوض، وأنعم عليْها بالنَّفط والغاز. وما زادتهم نعم اللّه تلك إلاّ حمداً وشُكراً وتواضعاً.
ولأنّ التّحدّيات سُنّة من سُنن الله في الكون، فإنّ القطريّين كانوا دائماً متأهّبين لتحدّيات الحياة المختلفة، من كوارث طبيعيّة مرت عليهم كسنَة الطّبعة، وسنة الرّحمة، أو التحدّيات الاقتصاديّة ككساد اللّؤلؤ، وكذلك التحدّيات العسكريّة والأمنيّة من مسيمير عام 1851، وحتّى حصار قطر عام 2017،
تحدِّيات كلُّها ارتبطت بعاملٍ مشتركٍ عبرَ الأجيال المتعاقبة، ألاَ وهوَ استعداد القطريّين التّام، وبالأخصّ الشّباب، لمواجهَتها بسلاحيْنِ، وهُمَا الأخلاق والعلم قبل أيّ شيء آخر.
يُسجّل فجر السّابع عشر من رمضان، الذي يصادف 28 مايو عام 1888 شهادة تاريخيّة على هذه التّحديات.
ففي مسجد الشيخ علي بن جاسم (جوعان) في القصر الشرقي «متحف قطر الوطني الآن»، وبينما كان يؤمّ الصلاة ويصطفّ خلفه بعض من بقوا لحماية البلاد، حيث كان معظم القطريين في موْسِم الغوص الكبير، ترد الأخبار عن هجومٍ مباغت تتعرَّضُ له الدَّوحة وضواحيها.
أنهَى الشّيخ جَوعان صلاةَ الفجر وبصُحبته عدد قليلٌ من الفرسان، منطلقين في أثر الغزاة الذين كانوا قد انسحبوا إلى روضة الخيل، حيثُ اشتبك القطريّون معهم، وكان عددُهم أضعافًا، فاستشهد الشّيخ جوعان في ذلك الصّباح بعد أن أقسم على أن لا يثني رسن فرسه عنهم، واستشهد معه عددٌ من خيرة شباب الوطن، وأُصيب عدد آخر بعد أن سَطّرُوا أروع أمثلة الشّجاعة والتّضحية لوطنهم.
كانت هذه الحادثة عظيمةً على القطريّين وشكَّلت نقطة مهمَّةً في طريق تأسيس دولتنا الحبيبة.
وفي هذا البيت، يرثي المؤسّس الشيخ «جاسم» ابنه الشّيخ جوعان، معدّداً مناقبه، فقد كان على حداثة سِنِّه متحلّياً بالأخلاق، وطالباً للعلم، وفارساً مقداماً في نيل المعالي، وتلك هي القيم التي تربّى عليها في بيئته القطريّة، فكانت له ولشباب مرحلة التأسيس خير مدرسة.
لقدكان الشّيخ جوعان وجيله من الشّباب نموذجاً لشخصيّة الشّباب القطري إلى اليوم، في اكتسابه للأخلاق والعلم، والاستعداد للتضحية في سبيل وطنهم الغالي قطر، متجاوزين كلَّ التحديات، وصولاً بالوطن إلَى طريق المعالي، ولو كانت المعالي كايده.
تزيين الشوارع
على الجانب الآخر فقد بدأت عمليات تزيين الطرق الرئيسية والشوارع بالأدعم استعدادا لاحتفالات اليوم الوطني، حيث بدأت التجهيزات مبكرة هذا العام لتطوير الشوارع والطرق الرئيسية بالأعلام بجانب الانتهاء من الإصلاحات في العديد من الطرق قبل بدء الاحتفالات.
هذا وبدأت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني في تطوير ساحات الفعاليات والأجنحة المشاركة في احتفالات اليوم الوطني في «درب الساعي»، حيث بدأت اللجنة بتزيين موقع درب الساعي وإجراء التحسينات اللازمة وتنظيم مواقف السيارات وبوابات الدخول والخروج، وتطوير الممرات الداخلية واختيار مواقع الأجنحة، وذلك لتعزيز الخدمات المقدمة لجمهور المشاركين من المواطنين والمقيمين والسائحين من زوار درب الساعي من كل عام.
وقد أعلنت اللجنة المنظمة عن جدول فعاليات درب الساعي، حيث تنطلق يوم 12 ديسمبر الحالي، وتفتح أبواب درب الساعي في تمام الساعة 3.30 عصراً حتى الساعة 11 مساءً، فيما تستمر فعاليات الأجنحة المشاركة حتى يوم 20 ديسمبر.
وتعد احتفالات البلاد باليوم الوطني، بمثابة فرصة عظيمة للإعلان عن الوفاء والإخلاص والمحبة والتقدير للوطن وقيادتة الرشيدة، حيث يتم خلال الاحتفالات تعزيز قيم التكاتف والتعاضد بين أبناء الوطن وقيادته الحكيمة، وتعتبر عادة انتشار الأعلام القطرية أعلى البيوت وفى كل مكان وعلى واجهات المؤسسات وعلى جانبي الطرق، أبسط صور التعبير عن الفرحة والبهجة باحتفالات البلاد باليوم الوطني.
copy short url   نسخ
24/11/2019
9495