+ A
A -
حينما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، بدأت الشابة الفلسطينية سمر البُع أول خطواتها في عالم تربية النحل برفقة والدها عثمان الذي استشهد وتعرضت مزرعتهم آنذاك للهدم والتجريف من قبل الآليات العسكرية الإسرائيلية في العام 2006، وكانت تضم 70 خلية نحل، وذلك لم يمنع هذه الفتاة في ذلك الوقت من أن تكمل الحلم بأن تصبح أول فتاة فلسطينية بقطاع غزة تمتلك مزرعة نحل، وأن تعمل على إعادة ما دمره الاحتلال، من خلال ترميم مزرعة النحل الخاصة بعائلتها، لكي تستطيع أن تواجه صعوبات الحياة.
مزرعة النحل الخاصة بسمر، التي تقع على الحدود الشرقية لبلدة بيت حانون، بدأتها سمر بـ 24 خلية، ولم تكن البداية سهلة، وفق ما ذكرته سمر بقولها: «في بداية عملي واجهت صعوبات كثيرة، خاصة أن هناك من رفض تقبل فكرة أن تعمل فتاة في تربية النحل، كونه عملا مرهقا يخص الرجال فقط، إلا أنني أثبتت قدرتي على تحمل المسؤولية، وذلك دفع أشقائي للوقوف بجانبي ومساعدتي في هذا العمل الشاق حتى تمكنا والحمد لله من الوقوف على أقدامنا».
وأضافت: «وخلال علمي استطعت الحصول على تمويل صغير من مؤسسة التعاون الألمانية في بداية المشروع، حتى تطور إلى 60 خلية، وهذا يتطلب جهدا ومتابعة حثيثة لتربية النحل، خاصة أننا ننتج عسلا دون أن نستخدم محلول السكر، فبدلا من أن ننتج في السنة 200 كيلوجراما نكتفي بإنتاج 120 كيلوجراما، ويكون عسلا صافيا بجودة عالية وليست ضعيفة».
وأردفت سمر: «إلا أن هذا العمل الشاق يحتاج لمكونات تساعد بقاء المزرعة ناجحة، وأن لا يهجر النحل بيوته، من خلال زرع أنواع خاصة من الأشجار، والنحل يحتاج للغذاء، لذلك قمت بزراعة العديد من النباتات الطبية التي تساهم في تحسين جودة العسل مثل أشجار المورينجا التي يمنع الاحتلال دخلوها لقطاع غزة، وكذلك زراعة أشجار الكينيا والليمون والنعناع والمرمرية والريحان ونباتات أخرى لتعويض النحل عن السكر الصناعي، الذي يقلل من جودة العسل، لأن العسل يتم قطفه أو جنيه مرة واحدة في العام، وذلك في فصل الربيع».
ويبلغ ثمن الكيلوجرام الواحد من العسل الفلسطيني المنتج في غزة 70 شيكل (نحو 19 دولارا)، فيما يتراوح سعر الكيلوجرام من العسل المستورد بحسب جودته وبلد إنتاجه ما بين 15-100 شيكل (4-27 دولارا).
copy short url   نسخ
23/11/2019
641