+ A
A -
محمود إبراهيم سعد
يتطلب عالم اليوم مستوى عاليا من التفكير الإبداعي للأفراد، ليكونوا قادرين على فهم وتطوير هذا العالم.
نحن في حاجة ماسة إلى علماء يستطيعون إنتاج المعرفة وابتكار تطبيقات لها، وبالتالي فإنه يجب إعادة النظر في بعض إستراتيجيات التدريس، من خلال التركيز الاهتمام بقوى التفكير الإبداعي والتعبير الذاتي والابتكار وحل المشكلات.
وللتفكير الإبداعي عناصر متعددة، منها: الطلاقة الفكرية، والمرونة في التفكير، وأصالته.. إلخ.
وللطلاب المبدعين العديد من السمات التي تميزهم عن غيرهم، مثل: حب الاستطلاع، والحكمة، والتدبر، والخيال، والمرونة، والحيوية، والفراسة، والتميز، والتفرد في كثير من الأحيان، ويجب على معلمي النشء مراعاة ذلك والبحث عن هؤلاء الطلاب وتنمية قدراتهم الإبداعية بشتى الطرائق والأساليب. فهناك دور كبير جدا للمعلمين والمعلمات في تنمية الابتكار والإبداع لدى الطلاب، فيجب عليهم إعداد وتجهيز أنشطة تثير أذهان طلابهم وتحفزهم نحو التعلم، وكذلك يجب عليهم تشجيع التداعي الحر للأفكار، ومساعدة الطلاب على العمل في مجموعات صغيرة؛ وذلك بهدف تعزيز التفاعل الاجتماعي، وتنمية الروح والمهارات القيادية، وكذلك من الضروري العمل على تحفيز الطلاب على النجاح والابتكار من خلال طرح الأسئلة المفتوحة، وأيضا عليهم تشجيع الطلاب على الاستقلالية من خلال العمل والاعتماد على النفس في تنفيذ بعض المهام المطلوبة وتشجيعهم على تقييم أعمالهم بأنفسهم والاعتراف بأخطائهم في شجاعة وثبات.
وهناك بعض العوامل التي قد تعوق تنمية وتعزيز التفكير الإبداعي لدى الطلاب، ومنها: اعتماد بعض المعلمين على طريقة تدريسية معينة في جميع أو معظم المواقف التعليمية التي يمرون بها مع طلابهم في مختلف الدروس ؛ نظرا لعدم تمكنهم من غيرها أو الخوف من تجريب طرائق تدريسية أخرى تجنبا للفشل والإخفاق، أو الاستسهال وغيره، فهذا بدوره يخلق لنا جيلا نمطيا ومقولبا يتشابه أفراده في مختلف السمات والمظاهر في وقت أصبح العالم فيه لا يحتاج لمزيد من النسخ البشرية، وقت لا يحتاج إلا للأفراد المبدعين.
ولذا يجب على المعلم المبدع أن يجد من إستراتيجيات التدريس الحديثة ما يواجه به تلك المعوقات ويتغلب عليها بصورة سليمة وعلمية بما يساعد في تنمية الإبداع والابتكار لدى الطلاب، وعليه كذلك أن يعزز الابتكار والإبداع في نفوس طلابه، وعليه أيضا أن يشجعهم على التجريب والبحث وإنتاج المعرفة بأنفسهم دون خوف أو وجل، وعليه كذلك أن يهيئ لهم الفرص لتجربة الأفكار الجديدة مع تقبل احتمال الفشل والإخفاق. وعليه كذلك توفير كافة الوسائل والأدوات التي تجعل مناخ عمليتي التعليم والتعلم ممزوجا بالإبداع والابتكار، وكذلك عليه خلق مناخ تعليمي يتميز بتقبل الذات والآخرين والتعاون بين جميع أركان العملية التعليمية داخل الصف وخارجه بصورة مستدامة.
معلم اللغة العربية بمدرسة
أحمد بن حنبل الثانوية مستشار
في التدريب والتطوير والتنمية المهنية
copy short url   نسخ
23/11/2019
468