+ A
A -
الدوحة - الوطن - قنا
أشادت سعادة السيدة سيلفانا لوبيز حرم فخامة رئيس جمهورية باراغواي بجهود صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع على جهودها المقدرة في خدمة التعليم حول العالم، معربة عن فخرها بالمشاركة في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز 2019» الذي يعقد بالدوحة والحديث عن النظام التعليمي في بلادها.
واستعرضت سعادة السيدة سيلفانا، خلال كلمتها الرئيسية في جلسة التعليم فوق الجميع في اليوم الثاني والأخير لمؤتمر «وايز 2019»، الثغرات الأساسية بنظام التعليم في باراغواي والتي تزيد من نسبة تسرب الأطفال من المدارس رغم إلزامية التعليم هناك، موضحة أن من أهم أسباب ذلك هو ارتفاع نسبة الفقر والزواج المبكر والتحديات التي واجهتها بلادها في الفترات السابقة.
وأوضحت أن الحكومة في باراغواي تؤمن بأن التعليم حق مقدس لكل إنسان ويؤدي لمستقبل أفضل للأطفال والمجتمع، لذلك فقد وضعت الحلول لمشكلة التسرب من التعليم ووضعت الأسس لبناء مستقبل أفضل.
وأكدت السيدة الأولى في باراغواي أنه في إطار انخراطها في العمل العام فقد بدأت من خلال مؤسستها لخدمة المجتمع المدني تطبيق برنامج لإعادة الأطفال إلى صفوف الدراسة عن طريق الرياضة خاصة في المناطق الهشة والفقيرة والنائية، مشيرة إلى أنها قابلت صاحبة السمو الشيخة موزا رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع لتطبيق مبادرة «علم طفلا» في بلادها بعد نجاحها المبهر في توفير التعليم لأكثر من 10 ملايين طفل حول العالم.
ولفتت إلى أن البرنامج الذي أطلقته مؤسستها في باراغواي كان مصدر إلهام للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لإطلاق مبادرة «كرة قدم المدارس» في العديد من بلدان أميركا الجنوبية.
وشددت سعادة السيدة سيلفانا لوبيز على ضرورة مواجهة الصعوبات وتحدي المشاكل وزرع السعادة في نفوس الأطفال من خلال توفير التعليم الجيد لهم حتى يصبحوا قادة المستقبل ويغيروا العالم.
في السياق ذاته عبرت السيدة شاكيرا مبارك سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) عن امتنانها للتعاون مع برنامج «علم طفلا» لتعليم ما يقرب من 55 ألف طفل في بلادها «كولومبيا»، مشيدة بدور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع في توفير التعليم الجيد للأطفال في المناطق الهشة وأماكن النزاعات بمختلف دول العالم.
واستعرضت سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) في كلمتها الرئيسية بالجلسة قضية تسرب الأطفال من التعليم في كولومبيا، مرجعة أسباب ذلك إلى واقعهم المؤسف وصعوبة الحياة وظروف المعيشة والزواج المبكر والثقافة السائدة والوقوع في يد الجماعات الإجرامية.
وأكدت أن الحل يكمن في استثمار أكبر قدر من الموارد في العمل من أجل الأطفال، ضاربة المثل بتجربتها في هذا المضمار حيث استطاعت تغيير الواقع في المناطق التي عملت بها من خلال التركيز على الأطفال وتوفير تعليم جيد لهم مع ضمان العوامل البسيطة التي تشجعهم على الذهاب إلى المدرسة مثل وسائل المواصلات والوجبات الساخنة وتدريب المعلمين والإداريين على التعامل الجيد معهم.
ولفتت السيدة شاكيرا مبارك إلى أهمية الشراكة مع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في توفير مدارس متطورة ونموذجية بالمناطق النائية، مؤكدة أنها لاحظت عقب إقامة عدد من المدارس التحول السريع والمباشر في هذه المجتمعات فقد طالتها تحسينات الطرق والكهرباء والمياه كما ظهر من طلاب هذه المدارس خريجون أصبحوا نجوما للمجتمع.
وأضافت أن رؤية قصص النجاح هذه أعظم من أي تكريم حصلت عليه، مشيرة إلى أن عوائد الاستثمار في التعليم كبيرة جدا كما يتميز بأن التغيير فيه من القاعدة إلى القمة.
وشددت سفيرة النوايا الحسنة على وجوب اضطلاع الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص بدورهم لحل هذه المشكلة لأن عائقا واحدا أمام الطلاب الفقراء «كعدم توافر حمام نظيف، وجبة غذائية، وسيلة مواصلات، معاملة سيئة من المعلم أو إدارة المدرسة» كفيل بأن يجعله يتسرب من التعليم، لافتة إلى ضرورة عقد الشراكات ودراسة المجتمعات الهشة والبحث عن الأطفال والتحدث مع عائلاتهم لإدخال الجميع في النظام التعليمي.
وتعرّفت النجمة العالمية على جهود مؤسسة قطر ومبادراتها المتنوعة في مجالات التعليم والعلوم والبحوث وتنمية المجتمع، وذلك خلال زيارة للمدينة التعليمية.
واستعرضت الجلسة النقاشية لمؤسسة التعليم فوق الجميع «كي لا يبقى أي طفل خارج المدرسة» التي أقيمت ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز 2019 وسائل مواجهة التحديات أمام التعليم وكيف يمثل التسرب من التعليم أزمة عالمية وليس مجرد مشكلة.
وأكد المتحدثون على ضرورة معرفة العوائق التي تقابل توفير التعليم وأسباب تسرب الأطفال والفتيات من الدراسة من خلال الحديث مع عائلاتهم والعمل على بناء شراكات فعالة بين المنظمات الأممية والحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأفراد لرسم استراتيجية تعليمية وتحقيق التمكين الاقتصادي وتغيير الفكر السائد لدى عائلات الأطفال المتسربين لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة مع وضع الآليات والمنهجيات التي تحفظ استمرارهم في المدارس والارتقاء بوضع المعلم.
ونوهوا إلى ضرورة إجراء مسوحات وإحصاءات دقيقة للأطفال خارج المدارس ودراسة المجتمع وتغيير ذهنية الآباء وفهم المشكلة وإيجاد نموذج مرن لحلها مع العمل على التمكين الاقتصادي لأولياء الأمور بإشراك علماء الاجتماع ورجال الدين في القضية.
وبين المشاركون في الجلسة النقاشية أنه من غير المقبول أن تظل نسبة المتسربين من التعليم في البلدان الفقيرة مرتفعة بهذه الصورة (53 إلى 80 بالمائة) خاصة وأن الأمر لا يتطلب أكثر من بناء مدارس وليس مفاعلات نووية.
copy short url   نسخ
22/11/2019
1004