+ A
A -
كتب- وحيد بوسيوف
بعد إسدال الستار على تصفيات بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020» تمكنت كل المنتخبات المرشحة لنيل لقب النسخة المقبلة التي ستكون فريدة من نوعها بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي أن تستضيف البطولة 12 دولة بدلا من دولة وحيدة فقط حسب نظام البطولات السابقة يحدث لمرة واحدة، للاحتفال بالذكرى 60 لتأسيس بطولة أوروبا لكرة القدم.
وكما ستعرف البطولة مشاركة المنتخب الفنلندي لأول مرة في تاريخه كضيف جديد للبطولة، ولن يكون المنتخب الأيسلندي متواجدا بعد فشله في الحصول على أحد مركزي الأول أو الثاني في مجموعته بعد ان تمكن في النسخة السابقة التي اقيمت في فرنسا تحقيق نتائج جيدة، لكن عودة المنتخب الهولندي الغائب عن النسخة الماضية تعتبر الحدث في البطولة مع جيل جديد للكرة الشاملة التي عانت في السنوات الأخيرة وغابت حتى عن مونديال روسيا 2018 وتعود آخر مشاركة لها في بطولة عالمية إلى مونديال البرازيل 2014، حيث حلّت في المركز الثالث.. كما ان المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب روبيرتو مانشيني الذي افتقده الكثيرون عاد ليحقق نتائج جيدة في التصفيات مع تشكيلة أغلبيتهم يشاركون لأول مرة في التصفيات، وهو الجيل الذي اعلن من خلال المدرب «مانشيني» التحديد لاستعادة الأزوري بريقه ابتداء من كأس الأمم الأوروبية المقبلة، وكما سار يواخيم لو على درب مانشيني، حيث اعتمد على اللاعبين الشباب في التصفيات وتمكنوا من الحصول على المركز الأول في المجموعة التي ضمت هولندا.
كومان.. والكرة الشاملة
استعادت الكرة الهولندية بريقها مع المدرب كومان الذي نجح في اعادة الكرة الشاملة لليورو مرة اخرى مع جيل تمكن من الحصول على وصافة البطولة الجديدة دوري الأمم الأوروبية بعد الخسارة في النهائي أمام البرتغال، فبعد الفشل من التواجد في يورو 2016 وكأس العالم 2018 ومع نجوم ينشطون في اكبر الأندية الأوروبية اصبحت هولندا واحدة من بين المرشجين للفوز ببطولة اليورو المقبلة. أداء ونتائج مميّزة لأبناء المدرب رونالد كومان، الذي غيّر من شكل المنتخب وأعاد له الهيبة التي افتقدها منذ سنوات. كومان، ليس بالمدرب صاحب التاريخ الكبير، فأبرز ما أنجزه خلال مسيرته التدريبية هو ترؤسه العارضة الفنية لنادي إيفرتون في إنجلترا، وسابقاً وفي الدوري عينه، حين تسلّم زمام الأمور مع نادي ساوثهامبتون. لكن ما يقدمه كومان برفقة المنتخب الهولندي يدعو للتفاؤل من قبل المشجعين والمناصرين.
أياكس أمستردام بداية العودة
تمكن فريق أياكس أمستردام من الوصول لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا في نسختها الماضية، بعد عروض قوية بقيادة المدرب تين هاغ مع لاعبين شباب وهو ما ساهم بشكل كبير في عودة الكرة الهولندية على مستوى المنتخبات، حيث وصل ناشئو هولندا لدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم للناشئين المقامة في البرازيل تمكن فيها راقصو السامبا من الحصول على اللقب بعد فوزهم في النهائي على المنتخب المكسيكي، تمكن فيها موهبة نادي اياكس سونتي هانسن من الفوز بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف بمونديال الناشئين بتسجيله 6 أهداف، فيما شهد ميركاتو الصيفي الماضي تلقي نجوم اياكس العديد من العروض من الأندية الأوروبية العريقة تمكن نادي برشلونة من الحصول على نجم وسط ميدان فرنكي دي يونج فيما اختار صخرة الدفاع ماتياس دي ليخت الانتقال لنادي يوفنتوس، فيما تتحدث التقارير الصحف الإسبانية ان ريال مدريد يرغب في ضم نجم خط وسط ميدان الهولندي فان ديبيك، وهذا ساهم بشكل كبير في اعادة الروح للكرة الهولندية.
فان دايك.. وجائزة أفضل لاعب في أوروبا
بعد المساهمة الكبيرة للمدافع فيرجيل فان دايك في حصول ليفربول على لقب دوري ابطال اوروبا كانت مؤشرة توحي ان الكرة الهولندية عادت للتألق بعد اعتزال النجوم الذين وصلوا لنهائي مونديال جنوب افريقيا 2010، ليتوج نجم ليفربول بجائزة أفضل لاعب في أوروبا متفوقا على كل من ميسي ورنالدو...فان دايك لعب دورا كبيرا في النتائج الجيدة التي حققها المنتخب الهولندي سواء في الدفاع أو تسجيل أهداف حاسمة، لذا رحيل أعمدته كآريين روبين وروبن فان بيرسي وويسلي شنايدر لم تكن لمرحلة صعود نجوم جدد وحتى ان كان المنتخب الهولندي غاب في النسخة الماضية لليورو، لكن هولندا لاتزال تقدم للكرة الأوروبية والعالمية نجوما يصنعون الفارق مع أنديتهم.
مانشيني.. يقدم جيلا جديدا للأزوري
حقق المنتخب الإيطالي العلامة الكاملة في تصفيات كأس أمم اوروبا 2020 بعد الفوز في عشر مباريات وهو رقم تاريخي غير مسبوق للكرة الإيطالية، وتحقيق أرقام جيدة المجموعة العاشرة التي ضمت كلا من فلنلندا المتأهل ثانيا لأول مرة في تاريخه واليونان والبوسنة والهرسك وأرمينيا وليشنشتاين، كل هذا الازوري كان يمر بظروف صعبة في السنوات الأخيرة ولعل عدم التأهل إلى مونديال روسيا 2018 الأخير خير دليل على حجم المعاناة التي مر بها...
30 نقطة من أصل 30 ممكنة، هي حصيلة نتائج المنتخب الإيطالي خلال مباريات التصفيات الأوروبية العلامة الكاملة حققها المنتخب الإيطالي، مع اهتزاز شباك حارس المرمى الشاب ولاعب ميلان جيانلويجي دوناروما 3 مرات فقط في 9 مباريات فيما خاض حارس مرمى تورينو سيريجو المباراة الأخيرة أمام منتخب ارمينيا وتلقى هدفا واحدا، الأرقام تتحدث عن نفسها، إيطاليا مانشيني مختلفة عن البقية، حتى أن إيطاليا أنطونيو كونتي لم تمتلك هذه الأرقام. مانشيني، أخذ الوقت المناسب وقام بدوره كمدرب.
في جميع المباريات الودية، دخل المدرب مانشيني بأسماء مختلفة عن غيرها وهذا ما يجب أن يقوم به أي مدرب جديد للتعرف إلى اللاعبين واختيار التشكيلة المطلوبة. مانشيني، قوة المنتخب الإيطالي تكمن في خط وسط ميدان بتواجد جورجينيو المتألق هذا الموسم مع نادي تشيلسي وباريلا نجم نادي الإنتر بالإضافة للموهبة الصاعدة بقوة ساندرو تونالي الذي أصبح محل متابعة الأندية الكبيرة في مختلف الدوريات الأوروبية، وتواجد ايضا صاحب الخبرة فيراتي لاعب نادي باريس سان جيرمان إلى جانب خط الهجوم القوي الذي تمكن من تسجيل 37 هدفا آخرها تسعة أهداف في مرمى المنتخب الأرميني في ختام التصفيات تألق فيها العائد بقوة هذا الموسم تشيرو إيموبيلي لاعب لاتسيو الإيطالي الذي سجل ثنائية في المباراة الأخيرة، وزانيولو موهبة نادي روما الذي سجل هو الآخر هدفين في مباراة أرمينيا، ولاشك تواجد انسيني لاعب نابولي ونجم تورينيو بيلوتي وستيفان الشعراوي الذي يلعب في الدوري الصيني مع شنجهاي يجعل من المنتخب الإيطالي أقوى في «يورو 2020».
ألمانيا.. مرحلة التجديد
بعد الخروج من كأس العالم روسيا 2018 قرر مدرب المانشافت يواخيم لوف اعادة بناء المنتخب من خلال لاعبين شباب وهي المرحلة التي تتطلب ذلك بعد تلك النكسة، وهو ما يجعل القلق يسيطر على مشجعي الماكينات الألمانية خاصة بعد الهزيمة على ارضه أمام المنتخب الهولندي بأربعة أهداف لهدفين ولو أن رفقاء ماركو رويس تمكنوا من الصعود في المركز الأول ولو أن لوف على دراية بمنتخب بلاده والواقع الذي يمر به حالياً. وتصريحاته الأخيرة دليل على ذلك التي قال فيها «لقد هنأت اللاعبين على التأهل، فهذا كان طموحنا، خاصة أنهم قدموا مباراة جيدة، ولعبوا كمجموعة واحدة بشكل مميز... لكن بعد تسجيل الهدف الثالث، ظهر بعض التراخي على اللاعبين، وهذا أمر غير مقبول، لذا يجب أن نواصل العمل من أجل تجاوز هذه النقطة المظلمة».... واستقبل المنتخب الألماني في التصفيات ستة أهداف فقط في ظل امتلاك الماكينات أفضل حارسين في العالم «مانويل نوير» الذي ينشط في نادي بايرن ميونيخ وتيرشتيجن حارس مرمى نادي برشلونة، لكن المعضلة الكبيرة التي سوف يجدها «لوف» هي الدفاع في ظل إصابة نيكلاس شول وعدم امتلاك لاعب بإمكانه تعويضه لو تعرض لإصابة أخرى، فيما يقود الخط الهجومي كل من المصاب ماركو رويس نجم بوروسيا دورتموند وسيرج جنابري المتألق هذا الموسم مع بايرن ميونيخ وهداف لايبزيج تيمو ويرنير، مع خط وسط ميدان قوي يقوده نجم ريال مدريد توني كروس وجوندوجان لاعب مانشستر سيتي وكيميش الذي يلعب في صفوف البافاري، ولا شك أن الإصابات المتكررة للاعبي المانشافت أكثر ما يخيف خواكيم لوف.
copy short url   نسخ
20/11/2019
1900