+ A
A -
كتب – مفيد القاضي
تصوير – اسامه الروسان
افتتحت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة أمس مؤتمر قطر الأول للصحة العامة، والذي تنظمه وزارة الصحة العامة بالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» على مدار يومين ويقام تحت عنوان «الصحة العامة على مدى عشر سنوات: النظر إلى الماضي والمضي إلى الأمام»، وذلك بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء ومسؤولين وخبراء محليين ودوليين.
كما يشارك في المؤتمر نحو «50» متحدثاً محلياً وإقليمياً ودولياً من قيادات وزارة الصحة العامة والوزارات المعنية الأخرى والمؤسسات الطبية والأكاديمية إضافة إلى مؤسسات الصحة العامة الرائدة في العالم، ويحضر المؤتمر نحو 500 مشارك من مختلف القطاعات.
ويناقش المؤتمر، والمقرر تنظيمه كل سنتين، خدمات قطاع الصحة العامة، بما في ذلك الوقاية، والحماية، وتعزيز الصحة، والأمراض الانتقالية، والأمراض غير الانتقالية، وسلامة الاغذية، والصحة البيئية. ويستعرض المؤتمر ما يقارب من 60 ملخّصًا بحثياً من مختلف الشركاء في قطاع الصحة في دولة قطر من أجل بناء شراكات استراتيجية فعّالة وطويلة المدى.
وأكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة أن قضايا الصحة العامة تحظى بأولوية هامة، وقد تم في عام 2017 إطلاق استراتيجية متخصصة للصحة العامة في دولة قطر تنبثق ضمن الاستراتيجية الوطنية للصحة، وتهدف إلى إنشاء نظام متكامل وشامل يقدّم حلولاً فعّالة للتحديات الحالية والمستقبلية للصحة العامة، وبما يضمن تعزيز صحة ورفاهية جميع السكان، مع إيلاء عناية خاصة للفئات السكانية الأكثر عرضة للمخاطر.
واستعرضت سعادتها عدداً من الإنجازات البارزة التي تم تحقيقها في مجالات الصحة العامة متضمنة التحسّن في صحة الإنجاب وصحة الأمّ وصحة حديثي الولادة والأطفال، إضافة إلى تخفيض عدد الوفيّات المبكّرة بسبب الأمراض غير الانتقالية، والتقليل بشكل كبير من معدّلات الوفيّات والإصابات المرورية، وتعزيز السيطرة على الأمراض المعدية والحدّ منها. وأشارت سعادتها إلى أن معدّل تغطية جميع اللقاحات ضمن البرنامج الوطني للتطعيم بلغ أكثر من 95 في المائة، كما تم تحقيق انخفاض في نسبة المدخنين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما بين عامي 2004 و2018 بنسبة 40 في المائة وفقاً للدراسة الاستقصائية العالمية عن المدخنين في دولة قطر.
وأوضحت سعادتها في تصريح لها أن مؤتمر قطر الأول للصحة العامة مناسبة هامة للاطلاع وتعظيم الاستفادة من الخبرات والتجارب المميزة المحلية والإقليمية والدولية في مجال الصحة العامة لاستقراء مسيراتنا خلال العشر سنوات المقبلة وفق الاستراتيجيات والخطط الوطنية الهادفة إلى تقوية وتعزيز واستدامة النظام الصحي وبما يضمن التحقيق الفعال لما تتضمنه رؤية قطر الوطنية 2030 فيما يتعلق بالصحة.
ويتمّ خلال مؤتمر قطر الأول للصحة العامة عرض الإنجازات الرئيسية في مجال الصحة العامة على مدى العقد الماضي، والتطلع إلى التعاون بين جميع الشركاء من أجل التصدي لتحديات الصحة العامة في العقد القادم.
وأكد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة العامة أن المؤتمر يغطي نطاق الصحة العامة عملا بنهج «الصحة في جميع السياسات»، وأوضح أن التصدي لتحديات الصحة العامة في دولة قطر يتطلب التعاون بين جميع القطاعات في الدولة من أجل دعم الحوكمة وتبادل البيانات والمعلومات الصحية وتطوير قدرات القوى العاملة وجميعها تمثّل الممكّنات الاستراتيجية الواردة في استراتيجية الصحة العامة 2017-2022.
وأضاف: «على غرار التوجهات الإقليمية والعالمية، فإنّ دولة قطر تواجه العديد من التحديات المتعلقة بالصحة العامة، ولا سيما العبء المتزايد للأمراض غير الانتقالية. كما يجب أن نكون على أتمّ الاستعداد لتنظيم كأس العالم 2022» مؤكداً أنّه يجب التصدي للتحديات من خلال تنفيذ استراتيجياتنا الوطنية والتطلّع لرؤية قطر 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة الأهداف المتعلقة بالصحة.
وأشار إلى أن التصنيف العالمي يظهر التقدم السريع الذي حصلت عليه دولة قطر في أدائها خلال فتره 5 سنوات، حيث انتقلت من المرتبة 27 إلى المرتبة الخامسة عالمياً في المجال الصحي في مؤشر ليجاتوم للازدهار. ويعتبر ذلك إنجازًا عظيمًا حظي بدعم الجميع في دولة قطر، مؤكداً أهمية الاستمرار في التركيز على المستقبل، والتصدي لجميع التحديات المستقبلية التي تواجهها الصحة العامة.
ويتضمّن المؤتمر عددا من الحلقات النقاشية والعروض التقديمية وحلقات النقاش وورش العمل، إضافة معرض للبوسترات بمشاركة كبيرة من مختلف الجهات المعنية في الدولة.
وتبحث الحلقات النقاشية قضايا هامة تتمثل الأولى في «قضايا واستراتيجيات الصحة العامة العالمية من أجل المستقبل»، وتخصص الحلقة الثانية لمناقشة «دمج الصحة في جميع السياسات: تبادل الرؤى بين وزارة الصحة العامة والوزارات الأخرى في دولة قطر» في حين تناقش الحلقة الثالثة «الابتكارات الطبية والتطورات التكنولوجية في مجال الصحة» وذلك بمشاركة عدد من المسؤولين والخبراء.
كما تناقش ورش العمل موضوعات هامة من أبرزها: «طب أنماط الحياة: طرق جديدة لتقديم الرعاية الصحية»، والصحة والرفاه في أماكن العمل، والدروس الدولية المستفادة من «تحليل مخاطر سلامة الأغذية والخطط الإقليمية والآثار المترتبة على دولة قطر»، و«مراقبة الصحة العامة: أفضل الممارسات الدولية ورحلة دولة قطر في النظام الإليكتروني للرصد والتطعيم»، والقضاء على الحصبة، ومقاومة المضادات الحيوية.
كما تعقد مناظرة حول«تغيير السلوك الفردي مقابل التغيير الهيكلي - ما هي الاستراتيجية التي تؤدي إلى تأثير أفضل في الصحة العامة؟» بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين.
ومن العروض التقديمية الهامة في المؤتمر: الاستعداد للحشود الجماهيرية في دولة قطر، وتقديم نتائج المسح الوطني لصحة الفم والأسنان لدى لأطفال، و«قطر بيوبنك» و«قطر جينوم: خطوة رئيسة نحو تحقيق الرعاية الصحية الشخصية»، و«إعطاء الإنسولين بطريقة أوتوماتيكية لمرضى السكري من النوع الأول في دولة قطر: تحقيق نتائج على مستوى عالمي»، والسلامة والصحة المهنية في دولة قطر. وتستعرض العروض التقديمية كذلك «برنامج قطر لتشخيص السرطان: قصة نجاح للصحة العامة»، ونتائج أبحاث الصحة العامة وتأثيرها على المعافاة وعلى وضع السياسات في دولة قطر، وجودة الهواء المحيط، وتثقيف الصحة العامة في دولة قطر، ومكافحة التبغ وخدمات الإقلاع عن التدخين في دولة قطر، تعزيز التطعيمات والتوعية حولها، والخرف: الحد من المخاطر من خلال الوقاية، والوعي والسلوكيات المتخذة تجاه الصحة النفسية في قطر، والاستراتيجية الوطنية وخطة عمل الدرن في دولة قطر.
copy short url   نسخ
19/11/2019
1142