+ A
A -
الدوحة - قنا - يعكس مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز»، إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع هذا العام التزام دولة قطر بمعالجة عدد من القضايا الملحة، التي تتأثر بالتحولات المتسارعة في عالم التكنولوجيا، ونشر التجارب والممارسات العالمية الناجحة في التعليم، التي تستجيب للتحديات في عالم اليوم وتتصدى لها.. وتحت عنوان: «لنتعلم من جديد ما معنى أن تكون إنسانا» يناقش المؤتمر الذي يعقد بمركز قطر الوطني للمؤتمرات غدا الأربعاء موضوعات من قبيل دمج مقاربة التعلم الشمولي من أجل تحقيق الرفاه، وفهم طبيعة عمل عقولنا وكيف نتعلم، والمواطنة العالمية لأجل التنمية المستدامة، والاستفادة من التكنولوجيا في تحقيق نتائج تعليمية إيجابية.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين نحو 2000 خبير ومتحدث ومتخصص في التعليم وصناع القرار وقادة الفكر في أكثر من 100 دولة، حيث يلتقون في أكثر من 150 من الجلسات العامة والحوارات والمناقشات التي ترسم مستقبل التعليم في قطر والعالم، وتحديد السلوكيات والمهارات والسمات التي ينبغي تعلمها وإعادة اكتسابها مجدداً من أجل تحقيق الازدهار المرجو في القرن الحادي والعشرين.
ويتناول «وايز 2019» القضايا الملحة والاتجاهات الحالية التي تواجه التعليم ابتداء من مناقشة كيفية إعادة تعلم المهارات الوجدانية والنفسية التي نحتاجها لكي نتعلم، وتبادل الآراء حول ما إذا كان ينبغي تعليم الرفاهة في المدارس، وتحديد اتجاهات التكنولوجيا التعليمية العالمية وتأثيرها على الابتكار.. ومن بين الأسئلة التي ستطرح خلال المناقشات: هل يجب أن تُعلم المدارس الطلاب كيف يكونون سعداء؟ وهل سيقضي الذكاء الاصطناعي على دور المعلمين؟ وهل يمكن لأحدث الاكتشافات في علم الأعصاب أن يجعل أطفالنا أكثر ذكاء؟ وهل يهتم الطلاب بما يتعلمونه؟ هل يجب أن تتخلص المدارس من أنظمة التقييم بالدرجات؟ وهل يجب على الطلاب التعهد بتخصيص نسبة مئوية من رواتبهم المستقبلية لتمويل تعليمهم العالي؟
ومن خلال «المجلس» وهو مساحة ومنصة للتحاور والتفاعل والتعلم التجريبي سيتمكن المشاركون من مناقشة أحدث الاكتشافات والتطورات في مجال التعليم مع الباحثين في سلسلة «أبحاث وايز»، أو استكشاف تجربة التعلم التفاعلي العملية، أو الاستماع إلى شهادات وتوصيات الشركاء وصانعي القرار المتميزين حيث تسلط فعاليات «المجلس» الضوء على أبرز إنجازات مؤسسة «التعليم فوق الجميع»، وهي أحد الشركاء الرئيسيين لمؤتمر وايز، وعلى جهود مؤسسة قطر، وكذلك على المبادرات الأخرى سواء في قطر أو في دول العالم الأخرى.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر سيتم الإعلان عن الفائز بجائزة «وايز للتعليم»، وتمنح هذه الجائزة لفردٍ أو لفريقٍ تقديرًا لإسهاماتهم المتميزة في تطوير منظومة التعليم، والمجهود المبذول من أجل طرح فكرةٍ جديدةٍ أو تطوير مبادرة.
وجائزة «وايز» للتعليم، وهي جائزة أُطلقت عام 2011 بمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وتعدّ أول وسام شرف من هذا النوع يحتفي بالإنجاز الفردي أو الجماعي ممن قدموا إسهاماتٍ عالميّةٍ متميزةٍ في مجال التعليم.
وتهدف الجائزة إلى رفع مستوى الوعي العالمي بالدور المحوري الذي يضطلع به التعليم في كافة المجتمعات، وإنشاء منصة للحلول المبتكرة والعمليّة التي تساعد في التغلب على بعض التحديات التي تواجه التعليم في جميع أنحاء العالم.
ويمكن أن يكون المرشَّحون المحتملون للجائزة باحثين أو معلمين أو صناع سياسات أو قادة منظمات، ويمكن أن ينتموا إلى أي قطاع تعليمي، من داخل قطر وخارجها شريطة أن تتوافر فيهم المعايير المحددة للجائزة، حيث يحصل الفائز على جائزة نقدية قيمتها 500 ألف دولار أميركي، وميداليةٍ ذهبية.
كما سيشهد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز 2019 هذا العام الاحتفاء بالمشروعات الستة الفائزة بجوائز «وايز 2019»، والتي تم اختيارها من بين 481 مشروعا، تقدمت للمنافسة، وكذلك المشروعات التي حازت على مركز الوصافة، وذلك تقديراً وتشجيعاً للمبادرات التعليمية المبتكرة في جميع أنحاء العالم.
وتضم المشاريع الفائزة والتي تم الإعلان عنها في سبتمبر الماضي، كلا من مؤسسة فاميلي بيزنس فور إديوكيشن من المملكة المتحدة، ومدارس العالم المتحدة التي تعمل في نيبال وميانمار وكمبوديا، ومنظمة ميكروبت التعليمية العالمية، ومشروع الطفل السعيد في البرازيل، ومشروع أربن لرعاية سلامة الأطفال في الهند، ومعهد أكيلا في رواندا.
وتتناول المشاريع المتأهلة عادة ًعدداً من القضايا التعليمية الملحة بما فيها طرق مبتكرة لتمويل التعليم، وتوفير فرص الوصول للتعليم في المناطق النائية، وتوفير برامج للطفولة المبكرة التي تعتمد على العلوم المعرفية.
وتكرم جوائز «وايز» كل عامٍ ستة مشروعات تعليمية مبتكرة نجحت في تذليل تحديات التعليم العالمية.. ومنذ عام 2009، تلقت جوائز «وايز» ما يربو على 3,700 طلب تقديم للمشاركة من أكثر من 150 دولة، وقد حظي بالجوائز منها حتى اليوم 66 مشروعًا تنتمي إلى طيف واسع ومتنوع من القطاعات والمواقع، بفضل طابعها الابتكاري ومساهمتها الإيجابية وقدرتها على الاستيعاب والتكيف.
وخلال وايز 2019 أيضا سيتم إطلاق ثمانية تقارير بحثية جديدة تقدم رؤى مفصلّة وتوصيات قابلة للتنفيذ لتحديات التعليم في دولة قطر وخارجها. اشتملت هذه التقارير، والتي تهم التربويين، وصنّاع السياسات، وقيادات المدارس، وأولياء الأمور، على موضوعات مثل نظم التعلّم المحلية، وسياسات اللغات، ورفاه الطلاب، والقيادة التربوية، وتعليم المواطنة العالمية، والتميز في التعليم العالي، وتنقُّل الطلاب الجامعيين عبر الدول كما سيقوم مؤلفو التقارير بعرض نتائجهم ومناقشتها مع وفود المؤتمر.
وقد اختار المؤتمر ثماني مبادرات واعدة في مجال تكنولوجيا التعليم وقع الاختيار عليها للانضمام إلى برنامج وايز لتسريع التطوير لعام 2019-2020 ومشاركة ممثلي المبادرات المختارة في بعض ورش العمل والمحاضرات المتخصصة خلال القمة.
كما اختار 25 متعلمًا متميزًا من 19 دولة، ضمن برنامج «وايز» صوت المتعلمين دفعة 2019-2020 لحضور دورة تدريبية في الدوحة خلال الفترة من 17 وحتى 19 نوفمبر الجاري عن القيادة القائمة على العمل وتطوير وحدة التعليم والمشاركة في سلسلة من الجلسات التعاونية والتفاعلية حول مواضيع مهارات الاتصال والابتكار الاجتماعي التي تقدمها قمة «وايز» والمنظمات الشريكة لزيادة تأثير عملهم والتعاون في مواجهة التحديات الملحة.
ولأن وايز يوفر مجموعة من البرامج خارج إطار قمته الرئيسية التي تنعقد في الدوحة، تشمل طائفة من المبادرات السنوية الرامية إلى اتخاذ إجراءات عملية فقد أطلق هذا العام ولأول مرة في قطر فعالية «أيام الدوحة للتعلم» وهي أوّل مهرجان للتعلّم التجريبي في قطر تحتفي بالتعليم على مدار أسبوع كامل ويعرض من خلالها «وايز» مبادرات محلية ويشجع المجتمع على المشاركة في أنشطته.
وعلى مدار ستة أيام، (14 -19) نوفمبر الجاري احتضن المهرجان عددًا كبيرًا من الجلسات والفعاليات والأنشطة التي تنظمها أكثر من 50 جهة وشريكا محليا ودوليا، وتخللتها ورشات عمل تفاعلية، ومعارض، وعروض أفلام، بالإضافة إلى دورات حول الصحة، ومناقشات تهدف إلى إحداث التغيير الإيجابي في مجتمع دولة قطر.
كما أطلق المؤتمر، برنامج «تمكين قادة التعلم»، وهو برنامج تطوير القيادة المدرسية الموجه لقادة المدارس مثل المديرين ونوابهم بهدف إعداد قادة مدارس لديهم الأدوات والقدرات لتشكيل مجتمع لتعزيز الممارسات القيادية المدرسية، وتطوير الأفضل منها وتشكيلها وتبادلها بشكل مستمر، وإتاحة الوصول إليها من كافة التربويين للمساعدة في تطبيق التحسينات على مستوى المنظومة.
بالإضافة إلى برنامج صوت المتعلمين، وجوائز وايز، وجائزة وايز للتعليم، وبرنامج وايز لتسريع التطوير وإصدار 23 تقريرًا بحثيًا أصيلاً حول طيف واسع من الموضوعات مثل أساليب القيادة الملهمة، والسياسات العالمية لتدريس اللغات سيتم الاحتفاء بها في وايز 2019.
وتأسس «وايز» في عام 2009 على يد صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وشهد تطوراً كبيراً على مدار عقد كامل تمثل بنمو مجتمعه العالمي، وتحوله إلى شبكة دعم نابضة بالحياة تضم 150 ألف فرد من مختلف التخصصات والعلوم ممن يؤمنون إيمانًا راسخًا بأن للتعليم دوراً بارزاً في معالجة أصعب القضايا التي يواجهها العالم والتخفيف من حدتها.
واستهلّ «وايز» رحلته بقمة عالمية جمعت نحو ألفين من الخبراء والمختصين الذين يتبادلون الأفكار ويتعاونون لاقتراح حلول خلاقة لمعالجة التحديات الملحّة التي تواجه التعليم. تميزت تجربة القمّة بفرادتها وروح المشاركة والعمل الجماعي الذي يسودها، فألهمت وما تزال سلسلة واسعة من البرامج والبحوث والفعاليات، وما فتئت تواصل تنوير العقول وتقييم التطورات التي يشهدها التعليم اليوم وتثريه بالأفكار المبتكرة، وما برح العمل مستمرًا لتوليد حوار مثمر وإبرام شراكاتٍ مفيدة، تسعى كلُّها لجعل «وايز» منصة دولية متعددة القطاعات للتفكير الخلاق والحوار البناء والعمل الهادف.
ويكرّس «وايز» أنشطتَه لاستنباط طرائق جديدة للتعلم، ومساعدة الأفراد في تسخير خبراتهم وإعمال فكرهم للتصدي للتحديات التعليمية الناشئة. وسواء تعلق الأمر بإتاحة سبل وصول الطلاب إلى الموارد في معظم المناطق الريفية بالعالم، أو استغلال الفرص التي من شأن الذكاء الاصطناعي أن يوفرها في سبيل التعلم، فإن «وايز» ملتزم بتعزيز الابتكار ونشر ثقافته، وسدّ الفجوات القائمة بين مختلف الأنظمة التعليمية، وبناء مستقبلٍ أفضل للتعليم من خلال التعاون وبما يلبّي حاجات الأجيال القادمة.
copy short url   نسخ
19/11/2019
1250