+ A
A -
أدهم شرقاوي
في مثل هذا اليوم من العام 1944م وُلد الضابط الأميركي الشهير «روبرت هانسن».
عمل هانسن في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI لسنواتٍ طويلة، وفي العام 1987م وأثناء ذروة الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفياتي، تم تكليفه بإيجاد الجاسوس في المكتب، فقد كان قادة مكتب التحقيقات الفيدرالية على يقين أن ثمة جاسوسا بينهم يعمل لصالح السوفياتيين!
أمضى هانسن وقتاً طويلاً يُحاول القبض على الجاسوس ولكن دون جدوى، وفي العام 2001م اكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن هانسن هو الجاسوس!
وهكذا انطبق عليه مثل جدتي «حاميها حراميها»!
ذكرتني هذه القصة بشيء كنتُ قد قرأته سابقاً عن شرطي في جنوب إفريقيا، اسمه «أندريه ستاندير» كان يسرق البنوك والمحال التجارية وقت استراحة الغداء، ثم يعود بعد الغداء ليُحقِّق في سرقاته! وكان كل مرة ينجو من القبض على نفسه!
مشكلة كبيرة حين يكون الرجال المسؤولون عن مكافحة الفساد فاسدين!
مشكلة كبيرة حين تنتظر الإعلام ليُخبرك بالحقيقة دون أن تعرف أنّ كثيراً من الإعلاميين يتقاضون رواتبهم لإخفاء الحقيقة لا لإظهارها!
هذا العالم مجنون يا سادة، مجنون مع مرتبة الشرف!
الطبيب الذي نهى صديقي عن التدخين كان ينفث وقتها دخان سيجارته!
حتى الطباخ الذي شاهدته الأسبوع الماضي رغماً عني مع زوجتي كان برنامجه مخصصاً للأطباق الصحية بينما وزنه أكثر من مائة وعشرين كيلوغراماً!
الفكرة من كل هذا أنه يجب علينا ألا نكون طيبين زيادة عن اللزوم، رغم أنه لا بأس أن نسمع النصيحة الجيدة وإن كان أصحابها لا يلتزمون بها، فالمُرشد الأُسري الذي كاد يُطلِّق نصف سكان المدينة وهو يُحدِّثهم كيف يجب أن يُعامل الرجل زوجته تبيّن لاحقاً أن زوجته قد طلبتْ الطلاق منه لأنه عصبي المزاج ولا يُعاش معه!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
18/11/2019
962