+ A
A -
كتب- محمد عبد العزيز
نظمت هيئة الأشغال العامة «أشغال» أمس، جولة ميدانية للإعلان عن اكتمال مشروع استصلاح وإعادة تأهيل الأراضي في بحيرة الكرعانة وقد تمت إزالة الملوثات وتقليص المخاطر الصحية على البيئة المحيطة ببحيرات الكرعانة والتي استُخدمت لأكثر من 10 أعوام في استقبال المخلفات الصناعية السائلة، لحماية البيئة القطرية وتعزيزها وتحويلها إلى موطن للحياة البرية والمائية بأنواع متنوعة من الطيور والأسماك ومحطة استراحة خضراء ومياه نظيفة لأسراب الطيور المهاجرة التي تمر فوق البلاد.
وقال سعادة الدكتور المهندس سعد بن أحمد المهندي، رئيس هيئة الأشغال العامة «أشغال»: «تم تحويل منطقة بحيرات الكرعانة من بيئة ضارّة إلى بيئة طبيعية صحيّة وموطن للحياة البرية والمائية». وكشف سعادته في تصريحات صحفية أن هناك خطة للمشاريع البيئية بالتنسيق مع وزارة البلدية والبيئة، ومن أبرزها مشروع بحيرة أبو نخلة وهو تحت الدراسة حالياً وسيتم طرحه، كما سيتم إنشاء مشروع تكرير مياه الصرف الصناعي.
وأشار المهندس أحمد محمد السادة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون البيئة في وزارة البلدية والبيئة، إلى أن تنفيذ مشروع تأهيل بحيرات الكرعانة هو خطوة هامة ضمن الجهود المبذولة من كافة الجهات المعنية لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
وأعرب سعادة فرانك جيليه، سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدوحة، عن سعادته بالتعاون الكبير بين فرنسا وقطر في مجال الحفاظ على البيئة، وإنجاز مشروع استصلاح وإعادة تأهيل الأراضي في بحيرة الكرعانة، مشيراً إلى أن قطر ليست ملتزمة بالبيئة الداخلية فحسب من خلال هذا المشروع ولكن على مستوى العالم.
من جانبه أوضح المهندس خالد الخيارين، مدير إدارة مشاريع شبكات الصرف الصحي في «أشغال»: «تم تسريع وتيرة إنجاز المشروع برغم التحديات الكبيرة التي واجهت تنفيذ الأعمال خاصة فيما يتعلق بإدارة ومعالجة الرواسب الملوثة مع الاستمرار في تلقي النفايات الصناعية السائلة في نفس الموقع، وكذلك تفادي تلوث المياه الجوفية وتقليل الإزعاج للمناطق السكنية القريبة من البحيرة».
استصلاح الكرعانة
عمل المشروع على إعادة تأهيل المنطقة من خلال تجفيف البحيرات القديمة ومعالجة التربة الملوثة في قاعها، وذلك بالاستعانة بخبرات عالمية لتقييم مستويات التلوث ومعالجة جميع الرواسب الملوثة في الموقع مباشرة، بهدف إعادة المنطقة لوضعها الطبيعي وبشكل يضمن حماية البيئة فيها.
ومن أهم مكونات المشروع هي البحيرات الاصطناعية الثلاث التي تم إنشاؤها بسعة تخزين حوالي مليونين و400 ألف متر مكعب، ووظيفتها تخزين مياه الصرف الصحي المعالجة القادمة من محطة معالجة الكرعانة.
وتشكل هذه البحيرات بمائها النظيف والمساحات الخضراء حولها موطنا جديدا صحيا للحياة البرية والمائية، حيث تضم الآن نحو 25 نوعا مختلفا من الطيور، إضافة للبجع والأسماك والضفادع وغيرها.
وضم المشروع أيضاً إنشاء حوضين مؤقتين لتبخير مياه الصرف الصناعي بطاقة استيعابية قدرها 1.2 مليون متر مكعب من المخلفات السائلة، ويتميزان بأنهما محميان بطبقة عازلة قوية لمنع تسرب المياه الملوثة إلى المياه الجوفية، مع وحدات لفصل الزيوت، وقد تم تشغيلهما بالفعل منذ حوالي سنة، وذلك إلى أن يتم الانتهاء من إنشاء محطة معالجة الصرف الصناعي الجديدة. ويذكر أن عملية التبخير هي عملية طبيعية تعتمد على أشعة الشمس والحرارة.
كما استخدم المشروع وحدة التجفيف الحراري المتنقلة التي تم توريدها من هولندا خصيصاً بهدف معالجة التربة عالية التلوث، من خلال تسخين التربة الملوثة لدرجة تصل إلى 400 درجة مئوية. وقد تمت معالجة حوالي 40 ألف طن من التربة، ومن ثم ردمها في مدفن أرضي للنفايات تم تصميمه وإنشاؤه وفقاً لأعلى المعايير العالمية.
كما شارك مجموعة من طلاب مدرسة الكرعانة الابتدائية والإعدادية والثانوية المستقلة للبنين بزراعة الأشجار في الموقع بعد الاستماع للشرح عن أهمية المشروع في الحفاظ على البيئة والمساهمة في ازدهارها. وقد تم تنفيذ المشروع بواسطة شركة سويز الفرنسية، وتصميم شركة إيجز الدراسات الأولية، وقد تم الانتهاء من أعمال التأهيل الرئيسية قبل الوقت المحدد بـ 6 أشهر، حيث إنه كان من المقرر أن تكتمل وفقاً لعقد المشروع في منتصف العام 2020.
copy short url   نسخ
17/11/2019
3767