+ A
A -
بغداد- وكالات- عاد المتظاهرون أمس للاعتصام عند أحد الجسور الحيوية في وسط بغداد، بعدما تراجعت القوات الأمنية التي كانت منعت تقدمهم إليه قبل أسبوعين، عقب أيام من المواجهات. ويحتشد المتظاهرون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في ساحة التحرير المركزية ببغداد، مطالبين بـ«إسقاط النظام» وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة التي يعتبرون أنها تعيث فساداً في البلاد منذ 16 عاماً. وكان المتظاهرون تمكنوا من السيطرة على أربعة جسور حيوية تربط ضفتي نهر دجلة وتصل شرق بغداد بغربها، حيث المنطقة الخضراء التي تضم المقار الحكومية والسفارت الأجنبية.لكن قوات مكافحة الشغب تمكنت قبل نحو أسبوعين من استعادة السيطرة على ثلاثة جسور والأحياء المجاورة لها، وإعادة المتظاهرين إلى ساحة التحرير وجسر الجمهورية بوابل من القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي.وقررت قيادة عمليات بغداد أمس سحب وحداتها من المنطقة التي كانت تفصل بينها وبين المتظاهرين كتل إسمنتية، ما سمح للمتظاهرين بالتقدم والاعتصام عند بداية جسر السنك. وقالت امرأة طاعنة بالسن أتت من مدينة البصرة للانضمام إلى التظاهرات متوجهة إلى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي «خسرتوا كل العراق، ليس نحن فحسب». وقتل شخص واحد على الاقل وأصيب العشرات بجروح ليل الجمعة في ساحة التحرير، بعد انفجار عبوة لم تعرف طبيعتها، بحسب بيان رسمي. واتهم «الحشد الشعبي» مؤسسات دولية بتبني حملات لتشويه صورته، نافيا صحة وثيقة تفيد بمسؤوليته عن استيراد قنابل الغاز المسيل للدموع، واستخدامها ضد المتظاهرين. وقال إعلام «الحشد» في بيان، «تناولت بعض وسائل التواصل المعادية، وثيقة مزورة عن أن الحشد الشعبي قام باستيراد قنابل مسيلة للدموع، رغم خلوها من أي ختم أو اسم مسؤول في الحشد، أو أي إثبات رسمي آخر حسب ما هو متداول في الكتب الرسمية». وكانت منظمة العفو الدولية، قالت في وقت سابق، إن السلطات العراقية استخدمت قنابل مسيلة للدموع لقتل المحتجين بدل تفريقيهم. وكان فريق المنظمة أعلن أن شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن الأخرى في بغداد تستخدم نوعين من القنابل المسيلة للدموع، لم يسبق استخدامهما من قبل، لقتل المحتجين بدلا من تفريقهم. وسقط في أرجاء العراق 335 قتيلا و15 ألف جريح منذ مطلع أكتوبر الماضي. وأفاد مصدر أمني عراقي، بأن مسلحين مجهولين قتلوا، أمس، ناشطا في الاحتجاجات الشعبية. وقال الملازم في شرطة بغداد، للأناضول، إن «مسلحين مجهولين أطلقوا النار من أسلحة رشاشة على الناشط عدنان رستم، في منطقة الحرية غربي بغداد، ما أدى لمقتله». ويعتبر رستم، أحد الناشطين البارزين في الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة.
copy short url   نسخ
17/11/2019
713